[x] اغلاق
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المنتصر في أراب أيدول والخاسر في الشارع الفلسطيني
2/3/2017 8:43

        رئيس السلطة الفلسطينية  محمود عباس المنتصر          في "أراب أيدول" والخاسر في  الشارع الفلسطيني

الإعلامي أحمد حازم

المعروف عن فضائية أم بي سي السعودية اهتمامها بالبرامج المثيرة للجدل، والتي تلهي المشاهد العربي بقضايا جانبية تافهة تقدم له على أساس انها "ثقافية ؟ّ! "  لكنها في حقيقة الأمر هي برامج لها أبعاد سياسية محضة تهدف إلى إبعاد العربي كلياً عن قضاياه ومشاكله الرئيسية، مثل برنامج " من سيربح المليون" وبرنامج "أراب آيدول"

وما دام الشيء بالشيء يذكر، لا بد من القول أن  برنامج "أراب آيدول" الذي يعني بالعربية (محبوب العرب) هو نسخة من البرنامج الأمريكي "أميركان آيدول" الذي انطلق في العام 2002 عبر قناة "فوكس" الأمريكية" حيث وصل هذا البرنامج إلى القمة في العام 2007  حيث استطاع جلب عشرات الملايين من المشاهدين. لكن هذا البرنامج، وحسب المعلومات المتوفرة، بدأ في الهبوط التدريجي حتى اضطرت "فوكس" منتصف العام الماضي إلى التوقف نهائياً عن إنتاجه.

قناة "ام بي سي" هي  بالطبع قناة تجارية همها الأول الربح المادي، ولذلك ليس من المستغرب أن تقدم هذه القناة باقة من القنوات الأخرى التي تفتح شهية المشاهد العربي لرؤية ما لذ وطاب من السخافات والأمور التافهة، إن كان ذلك عن طريق أفلام الحب الهندية أو عن طريف الإغراء بالفوز بمليون في برنامج "من سيربح المليون"،  أو بمليون من ملايين "حلم".

 

قناة " فوكس" كانت في في منتهى الصراحة إذ قالت ان برنامج"أميركان ايدول" حقق ربحاً مقداره 900 مليون دولار من الإعلانات فقط في العام 2004، وأكثر من ذلك فيما تلاه من السنوات، لكن فضائية (أم بي سي) لم تعلن أبدا عن أي أرباح من وراء تقديم هذا البرنامج،  وليس من المستبعد أن تكو الأرباح بمئات الملايين.

لم يحدث في تاريخ تقديم البرلمج التلفزيونية، أن قام رئيس أو ملك غربي أو عربي بزيارة خاصة لبرنامج تلفزيوني، إلا إذا كان مدعوا للمشاركة فيه بصورة رسمية. إلا أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تخطى هذا الحاجز، وضرب مثالا على "عشقه" لبرنامج "أراب آيدول" حيث قام بزيارة المشرفين عليه في بيروت وعلى المشاركين فيه في الحلقة النهائية. صحيح أن دعم السلطة الفلسطينية السخي للمتسابق يعقوب شاهين قد مكنه أيضا من الفوز، إلا أن هذا النجاح الذي يعتبراً  انتصاراً  لعباس في أراب آيدول إلا أنه في حقيقة الأمر خسارة لعباس في الشارع الفلسطيني، تظرا للتذمر الشديد من خطوة عباس.

صحيح أن عباس كان يزور العاصمة اللبنانية بيروت لإجراء مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين حول المخيمات الفلسطينية والوقوف على أحوال اللاجئين هناك، لكنه أولى برنامج "أراب آيدول" اهتماما أكبر وأكثر، والدليل على ذلك أن عباس لم يقم بزيارة أي مخيم فلسطيني، رغم أن مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان والواقع بالقرب من مدينة صيدا في الجنوب اللبناني، كان في أمس الحاجة لزيارة عباس للإطلاع على أوضاع المخيم الاجتماعية والسياسية والأمنية.

وبدلاً من الاهتمام بمعاناة المخيمات الفلسطينية القابعة تحت ظلم الدولة اللبنانية، اهتم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعقد لقاءات مع الفنانة الإماراتية “أحلام”  وأمير دندن ويعقوب شاهين “الذي فاز بلقب "محبوب العرب”, واليمني عمار العزكي. ولا بد لنا من القول في هذا الصدد، أن عباس لم يقم أبداً بزيارة لعائلة شهيد فلسطيني، ولم يحتضن أم شهيد كما احتضن أحلام . مبروك عليك "أحلام" يا سيادة الرئيس.

المعلومات المتوفرة تفيد بأن شركة الهواتف الفلسطينية "جوال" التي يملكها أحد أبناء عباس قدمت تسهيلات بملايين الدولارات للمتصلين للتصويت ليعقوب شاهين ابن مدينة لحم. ولو كان أبناء عباس وأبيهم لديهم ذرة من الوطنية والكرامة لأنفقوا هذه الملايين على المحتاجين جداً من العائلات الفلسطينية لأن هذه العائلات أهم من أراب أيدول.

نحن مع الاهتمام بالثقافة والفن عندما يكون الحدث على مسنوى الثقافة وعلى مستوى عال من الفن، وليس على مستوى ثقافي هابط وليس على حساب الشعب. لو شارك الرئيس في مباراة عربية لكرة قدم لتشجيع الفريق الفلسطيني لاختلف الأمر كلياً، فهناك رؤساء أوروبيون شاركوا في مباريات كرة قدم  دولية. فعندما وقعت هجمات باريس الإرهابية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر عام  2015، كان وزير الخارجية الألماني آنذاك والرئيس الحالي، فرانك-فالتر شتاينماير، يجلس إلى جوار الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، في ملعب استاد دو فرانس، ويتابع مباراة كرة القدم بين فرنسا وألمانيا.

رئيس السلطة الفلسطينية لم يصدر عنه أي تصريح حول حبه للأغنية الوطنية الفلسطينية، ولم يصرح يوما بأنه يستمع إلى أغاني عربية مفضلة وطنية كانت أم غير وطنية، وكأن هذه الأغاني لا تدخل في القاموس الفني الذي يفضله عباس. حتى أن السيدة فيروز التي غنت للقدس وكنائسها ومآذنها، لم يتطرق إليها أبو مازن أبداً عندما يتحدث عن الفن، وبدلاً من ذك صرح عباس في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، بأنه يستمع كل يوم إلى الأغاني الإسرائيلية، وأن أحب المغنين اليهود إليه هو موشيه إلياهو.