[x] اغلاق
بنك مركنتيل يحتفل بمرور عقد على مشروع هزنيك ويوزّع على أكاديميّين عرب 100 منحة دراسيّة
22/5/2017 8:19

بنك مركنتيل يحتفل بمرور عقد على مشروع "هزنيك" ويوزّع على أكاديميّين عرب 100 منحة دراسيّة

100 منحة للتعليم العالي، ل-100 أكاديمي من كافّة المساقات التعليمية، من 60 بلدة عربيّة-هذه كانت حصيلة ما قدّمه بنك مركنتيل بمناسبة مرور عقد على تعاونه مع جمعيّة "هزنيك لعتيد". ووزّعت المنح في احتفال مهيب بمشاركة شخصيّات اجتماعيّة ورؤساء سلطات محليّة، الخميس المنصرم، في فندق جولدن كراون في مدينة النّاصرة، تولّت عرافته الإعلاميّة ربى ورور والإذاعي مصطفى شلاعطة. وشمل البرنامج فقرة فنيّة لفرقة الموسيقى العربيّة بقيادة الفنان الدكتور نزار رضوان، وعرض أفلام قصيرة ومؤثّرة حول مشروع "هزنيك مركنتيل"، وكلمات تهنئة من رئيس بلديّة النّاصرة، السّيد علي سلام، والبروفيسور سليم زروبي الذي تحدّث عن النّجاح وانتهاز الفرص والتفوّق، ووجبة عشاء إحتفاليّة فاخرة.

وقبل بدء الإحتفال، عقد مؤتمر صحفي في إحدى قاعات الفندق، تحدّث خلاله مدير عام بنك مركنتيل، السّيّد شوكي بورشطاين، وردّ على أسئلة الصحفيّين قائلًا: "سيحتفل بنك مركنتيل العام القادم بمرور 100 سنة على نشاطه، وهذا هو العام العاشر للتعاون مع جمعيّة "هزنيك لعتيد". الدّمج بين احتفالات المئويّة ومرور عقد على هذا المشروع يؤكّد على سنوات العمل المشترك بين البنك والمجتمع العربي. على مدار العشرة عقود حدثت تغييرات عديدة، اجتماعيّة واقتصاديّة، ذات أهميّة بالغة في المجتمع ككل والمجتمع العربي على وجه الخصوص، وأرى أننا في بنك مركنتيل ساهمنا مساهمة بالغة الأهمية في هذا التغيير. إننا كثيرًا ما نتحدّث عن الإقتصاد والمشاريع، ولا شكّ أن كلّ هذه الأمور مهمّة، إلا أن ما يشكّل القاعدة الحقيقيّة لكل هذا، بنظري، هي التربية. التربية تبدأ مع جيل الولادة، مرورًا بحضانات الأطفال، المدرسة، العائلة المصغّرة والعائلة الكبرى لتطال في وقت لاحق معاهد التعليم العالي التي تحدّد وجه الحياة المستقبليّة وتطوّر الشخصيّة وصقلها".

وأضاف مدير عام بنك مركنتيل ردًا على أسئلة الصحفيّين: "من يعرف كيفيّة إدارة المجتمع وكيفيّة إدارة الاقتصاد، يدرك أنه بدون التربية لا يمكننا تحقيق تغيير حقيقي في المجتمع. والأهم من كل هذا هو تذويت التربية، التي من دونها سيكون من الصعب إحداث التغيير وتطوير مجتمعنا. هذه ليست فقط 100 منحة ل-100 أكاديمي، وإنّما هي استمرار لمسيرة العطاء. طلابنا لا يتعلّمون فقط خلال السّنة، بل يستثمرون في المستقبل ويرافقون ويساعدون طلابًا من بلداتهم، يدعمونهم ويحسّنون من تحصيلهم العلمي، ويلعبون دور الأخ الأكبر لشباب وشابات من بلداتهم، ويشكّلون مثالًا يحتذى للنجاح والعطاء، وهذا هو مفتاح النجاح لبناء جيل المستقبل مع رؤية إيجابيّة وتحقيق السلام. طلابنا ملتزمون تجاه المجتمع الذي يمثّلونه ونرى أنّ هذه المنح، أسوة بالتزاماتهم الاجتماعيّة، ستشكل قاعدة متينة للعمل من أجل مجتمع أكثر تماسكًا وأخوّة وتعاونًا".

وشدّد مدير عام بنك مركنتيل قائلًا: "أشعر بالفخر لأنني أقف على رأس بنك يقدّم 100 منحة هذا العام، والتي تضاعفت ووصلت مع مرور السنوات الى مئات المنح. من الواضح لي كما هو لكل من يعمل في بنك مركنتيل، أن هذا العطاء هو جزء لا يتجزّأ من الجينات (ال-دي.إن.إيه) الخاصّة ببنك مركنتيل وكذلك جزء من ثقافتنا التنظيميّة. الدمج بين العطاء والتربية والثقافة هو وصفة للنجاح، لمجتمع يعيش في سلام ووئام وتقدير متبادل".

ونوّه بورشطاين بالقول: "حان الوقت لنقول شكرًا جزيلًا لشركائنا من "هزنيك". أريد أن أشكر وأعبّر عن تقديري الكبير لمديري المناطق والفروع في منطقة الشّمال، في عكّا والنّاصرة، لأنّهم قوّتنا التي تحرّك أعمالنا في الوسط العربي في منطقة الشّمال وتعطي الكثير لأجل المجتمع والتربية. من ناحيتنا هم أولئك الذين يمثلون قيم بنك مركنتيل في الشمال، هم الذين يمثلون توقّعاتنا من ذواتنا ومن المجتمع الذين نحن جزء منه- شكرًا جزيلًا على العمل".

وقالت السّيدة شارون حزقيا، المديرة العامّة لجمعيّة "هزنيك لعتيد": "جمعيّة "هزنيك لعتيد"، هي جمعيّة رائدة أقيمت قبل 17 عامًا وتعمل في مجال التربية، وتقيم مئات البرامج في مجال التعليم العالي والتربية. لدينا عدّة شركاء، ولكن اليوم أرغب في مشاركتكم بالتعاون المشترك، مع بنك مركنتيل. لجمعيّة "هزنيك" وبنك مركنتيل قِيَم مشتركة ورغبة كبيرة في تقوية المجتمع العربي والجيل الصّاعد. أشعر بسعادة بالغة عندما أرى طلابنا الحاصلين على المنح اليوم يتعلّمون مواضيع هامّة مثل الطب والهندسة والعلوم، ثمّ ينخرطون في سوق العمل. ما يميز علاقتنا مع مركنتيل أننا وجدنا هنا مؤسسة اقتصاديّة كبيرة التي يسرّها توجيه الموارد والطاقة والوقت للمجتمع العربي بهدف النهوض به ومرافقته ودعمه بكل مناحي الحياة اقتصاديًا واجتماعيًا".

وأضافت حزقيا بالقول إنّ طريقة اختيار الحاصلين على المنح تتم بشكل منظّم ومبني على مقاييس وعبر لجنة مهنية. وأوضحت: "تلقينا هذا العام 2500 طلب كان علينا اختيار 100 منها. الحديث عن عمليّة تصنيف غير سهلة. وضعنا شروطًا واضحة تتعلق بالوضع الإقتصادي الإجتماعي، التميّز والتفوّق في التعليم، والبعد الجغرافي، حتى نعطي فرصة لكل الطوائف وشرائح المجتمع بالحصول على المنح".

وتابعت: "الحديث لا يدور عن مشروع للمنح فحسب، بل عن دائرة تأثير، إذ أن كل أكاديمي يحصل على المنحة يرجع إلى بلدته لتعليم طلاب ثانويّين. أنوّه هنا أنّ البروفيسور سعيد برغوثي يرافقنا منذ اليوم الأوّل ويقوم بعمل جبّار برفقتنا في هذا المشروع".

بدوره، أكّد السّيد تومر پيرچ، مساعد مدير عام البنك، ومدير قسم التسويق وتطوير المصالح التّجاريّة في بنك مركنتيل، ردًا على أسئلة الصحفيّين، حول كيفيّة تقديم المساعدة للأكاديمييّن بالإضافة إلى المنح، بقوله: "نعرض على الأكاديمييّن قروضًا لتمويل دراستهم الأكاديميّة، حيث يبدأون بتسديدها بعد عام من إنهاء تعليمهم. الحديث عن قروض بفائدة منخفضة جدًا، كما يمكن تسديدها بدفعات شهريّة وبالتقسيط المريح، ما من شأنه تسهيل حياة الطالب حتّى إيجاد وظيفة مناسبة وبعدها يستطيع تسديد القرض. بالإضافة، نعرض عليهم خدمات جيّدة، وتعفيهم من عمولة البنك في إدارة حساب للطالب، مثل: إعفاء من العمولات في إدارة الحساب، بطاقة اعتماد مجانيّة تشمل ميزات عديدة، ودفاتر شيكات مجانيّة، وتخفيضات على تداول الأسهم والعملات الأجنبية وما إلى ذلك".

 

وسأل الصحفيّون السّيّد رياض دبيني مساعد أوّل للمدير العام، ومدير منطقة النّاصرة في بنك مركنتيل، حول أهميّة المساهمة في دفع التربية قدمًا في الوسط العربي، فأجاب: "أشارك في هذا البرنامج منذ عشر سنوات، والنتيجة هي السّعادة والعطاء. علاقتنا وطيدة مع المجتمع. سألنا أنفسنا، كيف يمكننا المساعدة وتقوية وتطوير مكانة المجتمع العربي، ووجدنا معادلة بسيطة والتي بموجبها يساهم اللقب الأكاديمي في الحصول على شروط عمل أفضل، وبالتالي إلى مجتمع أفضل، وكانت هذه الانطلاقة، فباشرنا في مشروع "هزنيك مركنتيل" الذي بات شعارًا لبنك مركنتيل، إذ وخلال كل سنة من السنوات التسع الماضية وزّعنا 72 منحة، إلا أنّ هذا العام زاد مدير عام البنك عدد المنح إلى 100، بمناسبة احتفال البنك بمرور 100 عام على تأسيسه وعشر سنوات على مشروع "هزنيك مركنتيل" (إنطلق مع مركنتيل).

وردّ دبّيني على أسئلة الصحفيّين حول مساهمة البنك في التربية والتعليم، بالقول: "هزنيك مركنتيل" هو المشروع الأكبر، على الرّغم من أنّنا نشارك في عدّة برامج أخرى، ومنها: "حاسوب لكل ولد" الذي نعتبره قيمة عليا في العطاء، ونوزّع فيه حواسيب للعائلات. الحديث عن حاسوب للعائلة وليس للولد فقط، ما يتيح لأفرادها التواصل مع العالم والاستمتاع والتقدّم. لدينا مشروع "درس آخر"، ويشارك فيه ممثلون من قبل البنك في تقديم 12 درسًا تطوّعيّا في المدارس بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، تتمحور حول المصطلحات البنكيّة الأساسيّة وبناء ميزانيّات، وكيفيّة تحقيق الأحلام، هذا إلى جانب القروض للأكاديميّين الذين نطالبهم بألا يسمحوا للأمور الماديّة بعرقلة مسيرتهم في نهل العلم".

 

وتطرّق السّيّد عوني أبو سالم، مدير منطقة عكّا في بنك مركنتيل، إلى العلاقة بين مشروع "هزنيك مركنتيل" ومدينة عرّابة، التي فيها أعلى نسبة من الأطباء، ما يجعلها مدينة الأطباء، بقوله: "على مدار السّنوات توجّه الكثيرون من الحاصلين على المنح لدراسة الطّب، وليس غريبًا أنّ قسمًا كبيرًا من الحاصلين على المنح من مدينتي عرّابة وسخنين، هم أيضًا أطبّاء. قدمنا هذا العام منحًا لأطباء من عرّابة وسخنين. أرى أن الحديث هنا عن مشروع العطاء لبناء مستقبل أفضل، وأرى أنّ الطب هو مهنة العطاء والرّسالة والإرادة بمنح المتعالجين مستقبلًا أفضل وصحيًّا".

ونصح أبو سالم الأكاديميين بعدم التوقف عن العلم والإستكشاف، إذ أنّ فترة التعليم مشوّقة للغاية، وتعمل على: الإستقلاليّة، المسؤوليّة الشّخصيّة، بناء علاقات صداقة جديدة، وتتمحور حول مواضيع ومجالات وأماكن جديدة. هذه فترة التجدّد ليس على صعيد العلم والثقافة فقط، بل صقل للشخصيّة ونضوج مجتمعي. وقال للطلاب: "إنتهزوا الفرصة، تعلّموا واستمتعوا". وتباعًا لما قاله مدير البنك، أنتم "جيل المستقبل الواعد، وبواسطة العلم والمعرفة والعطاء الذي يميّزكم تستمرّون في تقوية مجتمعنا واقتصادنا، وبالنجاح لكم جميعًا".

أسنات كيرن، الناطقة بلسان البنك، تحدّثت عن ارتفاع عدد الأكاديميّات الحاصلات على منح، من عام لآخر، وقالت: "بلغت نسبة الطالبات هذا العام 75% من مجمل الحاصلين على المنح وهذا فخر كبير. هذه التغيّرات والتحوّلات التي نلمسها في المجتمع وفي سوق العمل، ونعيشها هنا في بنك مركنتيل، الذي من المعروف أنّه واحد من أكبر المشغّلين في الوسط العربي. أقولها وبفخر إنّ عدد الموظّفات في البنك لدينا مرتفع ومدهش، وكذلك الأمر لدى الطالبات الأكاديميّات وعدد النساء في المواقع الإداريّة. تمثيل النساء في كافّة المناصب والأقسام في البنك في ارتفاع مستمر".

وشدّدت كيرن قائلة: "نلتقي بين الحين والآخر مع أكاديميين ونرى –بالإضافة إلى ما يكتسبونه من علم وثقافة خلال تعليمهم- بتذويت قيمة العطاء والعمل لأجل الآخر قيمة مُثلى، الأمر الذي نلمسه من خلال مساعدتهم للطلاب الثانويّين استعدادا لإمتحانات البجروت. الحديث عن أبناء الشبيبة الذين يتميّزون بالإرادة الصلبة وينقلون بدورهم قيمة العطاء للطلاب الذين يرافقونهم. طلابنا متفوّقون في دراستهم ومتفوقون في العطاء للطلاب الآخرين".

هذا، وشارك في حفل توزيع المنح رؤساء بلديّات وسلطات محليّة ورجال دين. وألقى رئيس بلديّة النّاصرة، السّيّد علي سلام كلمة قال فيها: "للأسف، هناك العديد من الشبّان العرب الذين لا يستطيعون إكمال مسيرتهم الأكاديميّة بسبب الوضع المادي. المنحة التي يحصل عليها اليوم 100 طالب، ومئات الطلاب على مدار السّنوات، تساعدهم هم وذويهم بشكل جوهري. بلدية الناصرة تولي اهتمامًا كبيرًا لهذا الموضوع وتساعد هي الأخرى بتوزيع منح. أود أن أحيي مدير عام بنك مركنتيل، أخي وصديقي، السّيّد شوكي بورشطاين على ما قدّمه ويقدّمه لأجل المجتمع العربي. كل الشّكر والتقدير والعرفان لمديري الفروع أيضًا ولكافّة طواقم بنك مركنتيل على الخدمة الاجتماعيّة. أستطيع القول إنّ بنك مركنتيل أصبح "بنك الوسط العربي" لأنكم تساعدونه كثيرًا، وهذه حقيقة. أتمنى أن تستمروا وتزدهروا في هذا المشروع الذي يساهم فعلا في تطوير الوسط العربي. أتمنّى النّجاح لطلابنا وأن يحل السّلام".

يذكر أن مدير عام بنك مركنتيل السيّد شوكي بورشطاين وطاقم المسؤولين في البنك، إنتهزوا الفرصة متمنين النجاح الباهر لكافّة طلابنا، وللمحتفلين بالشّهر الفضيل شهرًا مباركًا وكل عام وأنتم بخير. رمضان كريم.