[x] اغلاق
هل أصبح مجتمعنا العربي مجتمع جرائم وقتل؟؟
14/6/2017 8:49

هل أصبح مجتمعنا العربي مجتمع جرائم وقتل؟؟

الإعلامي أحمد حازم

مسلسل  أعمال القتل وارتكاب الجرائم مستمر في مجتمعنا العربي، ولا يوجد أي بصيص أمل لوقف هذه الممارسات. وبالعكس من ذلك فإن حوادث القتل تتصاعد وتيرتها بشكل أصبح بالفعل يدعو إلى القلق الشديد. مناشدات كثيرة ومتعددة لوضع حد لذلك، ولكن لا حياة لمن تنادي. شباب وشابات في مقتبل العمر يتم قتلهم جتى في وضح النهار دون وازع ضمير.  المعلومات المتوفرة تقول ان عدد ضحايا جرائم القتل  منذ مطلع العام الحالي وصل إلى حوالي ثلاثين ضحية، واكثر من 380 جريمة اطلاق رصاص.فأي مجتمع هذا الذي نعيش فيه؟ فهل أصبح مجتمعنا العربي مجتمع قتلة؟ القاتل منا والمقنول. منا فماذا بعد؟

جاءني إبني ذات يوم عندما كان في الصف الخامس، في المدرسة التي كانت في الحي الذي كنت أسكنه في العاصمة الألمانية برلين، حاملاً معه رسالة من مدير المدرسة، يدعوني فيها إلى حضور اجتماع هام وعاجل في اليوم التالي للجنة أولياء أمور الطلاب، والتي كنت عضواً فيها. ذهبت في اليوم التالي للإجتماع، وكم كانت دهشتي غريبة، عندما عرفت أن هذا الاجتماع يدور حول إقدام تلميذ على ملاحقة قطة في المدرسة وتعذيبها. وما فعله التلميذ وصل في نهاية الأمر إلى وزارة التعليم، التي هددت أهل التلميذ باتخاذ إجراءات شديدة ضده وضدهم، إذا ما أقدم مجدداً على أعمال مماثلة. سألت مدير المدرسة عن سبب إبلاغه الوزارة بشأن هذا التلميذ، فأجابني: " لأننا لا نريد أن يكبر أبناءنا على العنف ويجب وضع حد لهذا الأمر من البداية".

وماذا نفعل نحن؟ غالبية المدارس لا تهتم بما يجري فيها من ممارسات عنف، وغالبية العائلات لا تعرف بسلوكيات أبنائها، وحتى لو عرفت تغض الطرف عن ذلك أو في أحسن الأحوال لا تستطيع فعل أي شيء. أين دور رجال الدين والمربين في المدارس، وأين دور الأهل في التربية، حيث من المفترض أن يصنع الأهل جيلاً صالحاً. القيادات العربية بشكل عام عاجزة عن معالجة المشاكل في المجتمع العربي ولا سيما أعمال القتل. شباب في عمر الورود يسقطون ضحايا القتل. مجتمع عربي عاجز عن حماية أبنائه، هناك قيادات عربية تهمها الكراسي، "خذوا الكراسي وخلولنا الشباب". ماذا فعلتم لحماية أبنائنا. الكل بشجب، والكل يدين ولا أحد يتحدث عن حلول.

أعضاء كنيست عرب ورغم (ائتلافهم؟!!) في قائمة واحدة، لا نسمع منهم (باستثناء إثنان أو ثلاتة أعضاء)  أي طرح واقعي لقضايا شعبهم.  ماذا فعلوا لغاية الآن؟ لا شيء. ماذا عندهم ليقولوه لأهل الضحايا: سلامة راسكو؟ هذا كل ما عندهم.  معظمهم في زاوية الاتهام. كلهم يتحملون المسؤولية عما يجري.

البلديات والمجالس المحلية، غير معفية من المسؤولية عما يجري. العائلية والقبلية والعشائرية، هي التي تتحكم بمجتمعنا العربي، وليس المنطق.  فإذا كان الرئيس ( أزعراً) أو (أمّياً متخلفاً) فكيف ستكون إدارته، قال لي مسؤول في سلطة محلية: "الكل يعرف ما ذا يجري والكل بخاف يحكي". نعم هذا هو الوضع الذي وصلنا إليه. نحن نعيش في مجتمع توجد فيه "حفنة قتلة عديمي الضمير" ينظر إليها من منظار الرعب والخوف. هل نسينا أن هذه الحفنة أقدمت في شهر أيلول عام 2014 على قتل  خمسة أشخاص في المثلث رمياً بالرصاص من بينهم مدير مدرسة. فماذا فعلت قياداتنا وماذا ننتظر بعد؟

هذه ليست النهاية، وإذا بقي الوضع على هذه الحالة فكل شاب معرض للقتل في المجتمع العربي. فماذا أنتم فاعلون؟ أنا لا أبريء الشرطة الإسرائيلية من تحمل المسؤولية، والجميع يعرف عدم اكتراث هذه الشرطة بما يجري في المجتمع العربي، وتتعامل مع هذا المجتمع تحت شعار: "فخّار يكسّر بعضو". لكن لا يمكن ان نجعل الشرطة الاسرائيلية دائماً  شماعة إهمالنا وتقصيرنا.