باسم الله الرحمن الرحيم،
رأيت من حق المرحوم، طيب الذكر، الاستاذ صالح سمور، علي كتابة هذه الكلمات لتكون شاهدا على الفترة الزمنية القصيرة في مدتها، الغنية في جوهرها والغزيرة في عطائها، تلك الفترة التي عملت فيها معه.
دفعني الواجب لذلك، رغم نسياني من قبل اللجنة التي اعدت تكريمه وتخليد ذكراه متوجة عملها بكتيب عن سيرته الخاصة والعامة.هذه السيرة تشرف كل واحد منا نحن مديري مدارس اليوم.
سامحك الله يا سعيد سمور على هذه السهوة، عتبي عليك كعتب المعلم على تلميذه الوفي الامين. تقبل ذلك !
عرفت المرحوم عن قرب فمن حسن حظي انني بدأت حياتي العملية والمهنية سكرتيرا لمدرسة المكتب وذلك في 1.8.1972، آنذاك كان المرحوم مديرا للمدرسة.
قضيت مدة سنتين مع كوكبه من المربين الاجلاء منهم نواب المدير ولاحقا مديري مدارس في شفاعمرو، وهم المربي (ابو احسان) نايف عليان، رجل الاستقامة والضمير الحي والمربي الحاج محمد صبح، رجل الافكار التربوية ورسم الطريق الصحيح اضافة الى المعلمين المربين الشرفاء الذين اتخذوا من المهنة رسالة ومن العمل استقامة، مع كل هؤلاء عملت اضافة الى عمال الصيانة المرحومين (ابو العبد) محمد الصغير و(ابو فرج) خليل جبور.
نجح المرحوم مدير المدرسة بفضل عطائه اللامحدود، كرمه الحاتمي وتضحيته المتواصلة في صقل الجميع في بوتقة واحدة من المحبة والتنافس على العطاء، دون التوقف عند حدود الصلاحيات لكل واحد منا. "فالدنيا بحر واللي عنده سباحه يسبح" كما كان يحلو له ان يقول لنا.
عرفته عن قرب وتشرفت بمعرفة اسرته الكريمة، خاصة شريكة حياته طيبة الذكر، بنت الاصل والاصول عفيفة نكد والتي تميزت بحسن الاستقبال والكرم الحاتمي في منزلها العامر حال قدوم زائر.
لن انسى عادته الحسنة والتي ميزت كرمه وهي دعوة جميع العاملين في المدرسة، لوجبة غداء ملوكية في اكثر من مناسبة خلال السنة الدراسية.
شجعني على العطاء، علمني الدقة في العمل والتسامح في المعاملة، وكان يقول لي دائما ان عطاءك اليوم ستحصده مستقبلا وقد تنبأ لي بان اصبح معلما ناجحا وربما مديرا لاحدى المؤسسات في المدينة. وفي هذا الصدد فانني مدين له بالكثير من التعليمات والملاحظات والانتقادات البناءة، فهو الذي شجعني على مواصلة الدراسة الجامعية ومنحني جميع التسهيلات لتحقيق هذا الهدف وقد تحققت نبوءته.
لجيل اليوم وللاجيال القادمة أقول: لقد علمنا في مدرسة المكتب، (مدرسة صالح سمور الابتدائية منذ اليوم) وقد كانت غرفها الدراسية مستأجرة في غالبيتها، منتشرة في ثمانية احياء "كل صف في بلد" كما كان يحلو للبعض ان يقول، لكن العطاء كان كبيرا والاخلاص في العمل متوفرا والتضحية من اجل الطلاب بلا حدود، بفضل شجاعته استطاع المرحوم، مع اسرة المدرسة عامة، حصد احسن النتائج واعلى العلامات رغم شح الامكانيات.
مهما كتبت وتحدثت عن خصاله فالحبر والاوراق لن تفيه حقه. فليس لي الا تذكر بيت شعر لمرب كبير قاله في رثاء مرب اكبر:
لذكراك هامة المجد تحنى ويدوم الاجلال والاكرام
الى العائلة الكريمة وخاصة أرملته الفاضلة التي عاشت سنوات مرضه الاخيرة صادقة صابرة، والى جميع الاهل أتقدم بأصدق التعازي سائلا المولى عز وجل ان يسكنه فسيح جناته.
وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا: "انا لله وان اليه راجعون."
واخيرا لا بد من كلمة شكر لكل من فكر وعمل من اجل تخليد ذكراه بتسمية المدرسة على اسمه، وخاصة فكرة مدير المدرسة الزميل ناظم نكد كذلك المجلس البلدي الذي تجاوب مع الطلب ونفذه، ادامكم الله جميعا لعمل الخير
مع خالص الحب والوفاء والتقدير للمرحوم وعائلته الكريمة.
* مدير عام المدرسة البلدية الشاملة "ب"