[x] اغلاق
مسترجلة!صفة أم مرض؟ وما الحل؟
6/11/2009 10:42

أن تنشغل المرأة ببيتها ورعاية أبنائها.. فتنسى نفسها، والاهتمام بشكلها وزينتها.. فالأمر جائز! أن تتحول الأنثى إلى كائن خالٍ من العواطف بعد مرور سنوات من الزواج.. فهذا أمر معتاد! لكن أن تصبح الزوجة «ست صلبة» ترفض الاعتراف بمشاعرها وترجمة أحاسيس الحب بداخلها لدرجة أن يصيح الزوج مُتسائلاً: «هل أعيش مع واحد صاحبي؟!».. فالأمر خطير جدًّا!

علم الاجتماع يقول: هي ظاهرة اجتماعية تطفو على السطح ولا يخلو منها مجتمع، والطب النفسي يراها حالة مرضية تستوجب علاجًا.. عن هذه النوعية من النساء أعدت الدراسات وتكلم المختصون.

 

جرح قديم

 

هناك رأي يقول: إن المرأة التي تتصرف بخشونة وقوة بعيدة عن ملامح الأنوثة، وخاصة مع الرجال، وزوجها بالتحديد: هي امرأة تمتلئ بالحزن، وبداخلها جراح لا تندمل، ومن ثم تريد معاقبة كل الرجال بذنب هذا الرجل الذي سبب لها الجرح القديم. ـ قد يكون والدها أو أخاها أو زميلها ـ وهذا الجرح والألم والانكسار جعل منها امرأة قوية.

 

هل أنت ِ«مسترجلة»؟!

 

الأمر لم يعد مقصورًا على الملبس وحده، فهناك:

> التحدث بصوت عالٍ، شخصية مجادلة معترضة في كل الأمور.

> تميل إلى الخشونة، فظّة في المعاملة وعنيدة.

> لا تتخذ من الحناء والكحل سبيلاً للتزين.

> تقص شعرها دائمًا، مُتخذة هيئة الرجل في وقفتها وجلستها ومشيتها.

> لا تعترف بالحياء، بل تسخر منه كسمة تميز المرأة أو الفتاة.

> تميل إلى تقليد الغرب من فنانات وإعلاميات.

 

بداية علينا أن نعترف أن الأنوثة ليست ملابس وصوتًا ناعمًا وضحكات رنانة، أو حركات مثيرة، بل هي الشخصية الرقيقة التي تتفجر بالعواطف، وتُغرق خيال الرجل ـ زوجها ـ فيحتويها وتحتويه، عكس المرأة «المسترجلة»؛ التي تتشبه بالرجال في الكلام والأفكار والأفعال، فقد أثبتت الدراسات أنها تحتل المرتبة الأولى في لائحة أسوأ الصفات التي يكرهها الرجل.

 

 

طمس الأنوثة

 

عن هذه المرأة الرافضة لأنوثتها، والمهملة لذاتها، والتي تتصرف مع زوجها وأولادها بقسوة وعنف.. أعد الدكتور «مدحت عبد الهادي»، استشاري العلاقات الزوجية بحثًا أوضح فيه أهم ملامحها، حيثُ قال: تبدو في قصة شعرها أشبه بقَصّة الرجل، دائمًا ما ترتدي القمصان الواسعة الفضفاضة، وأحذيتها قريبة الشبه من أحذية الرجال، وصوتها عالٍ وخشن، وتضحك بصوت عالٍ.

ويضيف: باختصار لا تهتم بنفسها كأنثى، ولا تضع أي لمسات جمالية على وجهها، وتجدها متباهية.. متفاخرة بخشونتها.

 

 

قوية وقيادية

 

وملمح آخر يضيفه الدكتور «مدحت عبد الهادي» في بحثه عن المرأة التي تتشبه بالرجل، فيقول: ويغلب على تعاملاتها الأسلوب القيادي، فهي قد تعودت على إلقاء الأوامر، ونشأت على أن تكون مستقلة في حياتها الشخصية، وعند اختيار دراستها ثم عملها، لذلك فهي تواجه مشكلة بعد الزواج! لماذا؟ يجيب: في اعتقادها أن الزواج حرب، ولا يجب التخلي عن الأسلحة، مما يسبب صدامات ومشاكل؛ لهذا نجدها تبحث عن الزوج ضعيف الشخصية لتقوده، ويصبح القرار في يدها.

وفي الجانب الآخر يأتي الزوج مُشبعًا بحكايات عن مفهوم الرجولة لدى الرجل الشرقي، فيلجأ إلى العنف ليبدو أكثر رجولة، فتتحول الحياة الزوجية إلى جحيم.

 

 

أسبابها.. كثيرة

 

وبحثًا وراء هذه الشخصية.. بملامحها وأعراضها السلوكية، يؤكد الدكتور «مدحت عبد الهادي»، استشاري العلاقات الزوجية أن أسبابها تأتي نتيجة لترسبات الطفولة، خاصة إذا تربت الفتاة مع عدد كبير من الأولاد، ولعبت معهم باستمرار، فنجدها تتشبه بهم لتجاريهم، متخلية عن أنوثتها.

ويضيف موضحًا: وربما لنشأتها في أسرة تحتقر المرأة وتنظر إليها على أنها عار، ودرجة ثانية، ينقصها شيء ما، فتكره الفتاة شعورها بأنوثتها، وتبدو عنيفة في تصرفاتها، في الوقت الذي يفضل الأزواج الزوجة الضعيفة مع الزوج والقوية مع الآخرين.

 

 

خوف من الأنوثة!

 

ومن ناحية ثانية يؤكد الدكتور «عبد الهادي» مُحذرًا: هناك ـ أيضًا ـ الأهل الذين يلجأون إلى نظام تربية خاطئ؛ يعتمد على أسلوب توجيه الأوامر بنوع من الصرامة والشدة على الفتاة كلما كبرت وظهرت عليها معالم الأنوثة، خاصة فيما يتعلق بملابسها وتصرفاتها.

ويضيف موضحًا: وهذا ينبع من خوف الأهل الزائد على الفتيات، حيثُ يرون أن القسوة نوع من الحماية والأمان النفسي للبنت، ويبثون فيها أنها كلما كانت «مسترجلة» وشرسة تستطيع الدفاع عن نفسها من المجتمع الخارجي؛ لذا نجد بعض الأهل يشعرون بالراحة مع تكوين الأنثى -الابنة- النحيل أو الهزيل، حيثُ لا تظهر معه علامات الأنوثة.

 

 

تنافس نسائي

 

كما أفرد البحث فصلاً عن المشاكل النفسية والجسدية التي تصيب هذه النوعية من النساء أو الفتيات المتشبهات بالرجل، حيثُ يقول: وهن يتعرضن لمضايقات من الرجال الكارهين لتنافسهن معهم، بل إن بنات جنسهن ـ أنفسهن ـ يكرهنهن ويعتبرنهن مختلفات.. غير طبيعيات.

وهي تقوم بتصرفات لا تليق بها، حتى تلفت الأنظار، وهذا يعني وجود عقدة نقص بداخلها، فهي تقارع الرجل في عمله وهواياته، وربما كتاباته، كل هذا بسبب أسلوب النشأة وانعدام الغيرة عليها من زوجها أو وليها، أو أن «هرمون» الذكورة لديها أكثر.

 

 

محاولات للتغيير

 

نصائح لكل زوج ولكل زوجة، اختتم بها الدكتور «مدحت عبد الهادي»، استشاري العلاقات الزوجية، بحثه المستفيض..

 

 للزوجات:

 

> افتحي قلبك وذراعيك بالحب، وتخلي عن صلابتك، وعبري عما تشعرين به لتحسي بالأمان.

> كل الخوف أن يمتد رفض ونفور الزوج من طبيعتك الجافة إلى علاقتكما الخاصة.

> ستنعمين براحة نفسية وعلاقة طبيعية إن نويت التغير من امرأة قوية تبتعد عن مظاهر الأنوثة إلى أخرى عاطفية.

> لا مانع من قوة الشخصية وحسن التدبير وإتقان فن التعامل، لكن دون التخلي عن أنوثتك.

* الزواج لغة حوار يحكمها الحب والتواصل الجيد، فلا تبخلي على زوجك بنعومة التصرف.

* الأنوثة تحتاج من المرأة إلى تأهيل نفسي، ورسولنا الكريم وصف النساء بـ«القوارير»، نسبة إلى الرقة.

 

للأزواج:

 

> الزوجة القوية نعمة يحتاجها الزوج في غيابه وأوقات سفره.

> الزواج علاقة مشتركة تتنامى بالحب والاهتمام، وتذبل بالإهمال والتسليم بالصفات السلبية.

> الزوجة المدللة، والمهملة، أو القوية «المسترجلة».. نتاج نشأة وتربية خاصة لا ذنب للمرأة فيها، وهنا يأتي دورك.

> لا تأخذ موقفًا معارضًا رافضًا ـ على طول الخط ـ من قوة شخصية زوجتك، بل أيدها وامدح حزمها، وحسن تدبرها للأمور، وحدثها ـ أيضًا ـ عن رقتها وملامح أنوثتها.