[x] اغلاق
وداعا يا أبا هاني.. وداعا يا رفيق العمر
7/9/2017 7:58

وداعا يا أبا هاني.. وداعا يا رفيق العمر 

بقلم :نبيل خوريه

في عز حضوره ألانساني وقمة عطاءه المهني والاجتماعي يغيب الموت رجلا ليس ككل الرجال، طبيبا المعيا، نطاسيا بارعا، مناضلا عنيدا لا يشق له غبار، رهن حياته في سبيل خدمة مجتمعه ومرضاه كبارا وصغارا بتواضع جم خجول وبنكران ذات. عرفته مدينته شفاعمرو والقرى والتجمعات السكانية حولها منذ نيف واربعين عاما، حين أتم دراسته في مدينة بلافدوف في بلغاريا لموضوع الطب مبعوثا من قبل حزبه الشيوعي في منحة دراسية، فتخرج طبيبا يوم عزت الأطباء، حيث لم يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة في بلده شفاعمرو. كان نصير الفقراء والمعوزين فعالج أطفالهم وتابع قضاياهم بمهنية عالية وتفان قل نظيره.

كان ديدنه وشعاره في الحياة التواضع الجم ونكران الذات. لم تغره بهرجة الحياة ولا خدعته المظاهر الكاذبة فعاش مع الناس حياة متواضعة. كان وطنيا حتى النخاع، لم يحد قيد أنملة عن الثوابت الوطنية والتي نشأ عليها منذ نعومة أظفاره رغم الرياح العاتية التي هبت على الساحة السياسية والوطنية مرات ومرات. عمل بصمت، ساعد، دعم وعاضد دون ضجة ولا دعاية، ليس كاؤلئك الذين نسمع منهم جعجعة ولا نرى طحنا

كان رب اسرة مثاليا، فرعى اسرته وانشأ ذرية صالحة تسير على دربه. كان لنا، نحن ابناء عائلته، المرفأ الأمين والملجٱ الذي نحتمي به في الملمات. كان الناصح الشفيع والصدر الرحب

رحيلك المبكر يا أبا هاني اصابنا في الصميم وأدمى قلوبنا. خسرناك كعائلة وبلد وشعب

فإلى أن القاك في رحاب موتك عاجلا ام آجلا. وداعا يا رمز الوداعة… وداعا يا أمير الأطباء وداعا يا فخرنا ومجدنا وعزنا التليد.