[x] اغلاق
قراءة في إسقاط المقاتلة الإسرائيلية أف 16 الأمريكية
15/2/2018 8:20

قراءة في إسقاط المقاتلة الإسرائيلية أف 16 الأمريكية

الإعلامي أحمد حازم

كلما تعرضت سوريا لقصف إسرائيلي جواً أو براً أو بحراً، كنا نسمع دائماً من الجهات المسؤولة:" سوريا سترد في الوقت والمكان المناسبين". وهذه  الجملة مشهورة لكثرة استخدامها، بمعنى لكثرة الإعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، والجانب السوري لم يقم بأي رد  منذ عشرات السنين، سوى بهذه الجملة التي أصبحت على كل شفة ولسان، إن كان ذلك في سوريا أو في العالم العربي.

فجأة، وقبل أيام قليلة تغير الوضع كلياً، ودخلت سوريا مرحلة الرد العملي على المقاتلات الإسرائيلية، وكأنها اختارت بالفعل المكان والزمان المناسبين، اللذين طالما تحدثت عنهما، ونجحت في إسقاط مقاتلة إسرائيلية من نوع أف 16 الأمريكية الصنع، والتي تعتبر من أهم المقاتلات في العالم. هكذا، وبقدرة قادر تم إسقاط المقاتلة الإسرائيلية على  يد عناصر ما تبقى من الجيش السوري، الذي أنهكت قواه الحرب التي سببها النظام السوري من أجل بقاء الأسد في الحكم.

الغريب في الأمر، أن هذا الجيش المنهوك القوى جراء حرب تدور في سوريا منذ سبع سنوات، لم يجرؤ قبل فترة الحرب ولو مرة واحدة على قصف طائرات إسرائيلية، عندما كان "على ظهور خيلها" يعتز بصواريخه الروسية الصنع، ويفتخر بقدراته القتالية(؟!). فهل من عاقل يصدق أن بقايا الجيش السوري يمكن أن تقوم  بإسقاط طائرة أف 16 إسرائيلية؟ هكذا وبكل بساطة؟

في السابع من الشهر الحالي أطلقت طائرات إسرائيلية عدة صواريخ، على موقع “جُمرايا” شمال غرب دمشق. وسبق أن تعرض هذا الموقع للقصف في شهر كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي وذلك حسب معلومات سورية، تؤكد أيضاً أن سلاح الطيران الإسرائيلي قام منذ بدء الحرب في العام 2011 أكثر من مائة مرة بضرب أهداف في سوريا، ولم  يصدر من الجيش السوري أي رد.

المواطن العربي بشكل عام، لا يعرف أن السياسة لها خلفيات وصفقات خفية، لأن السياسة المرئية ليست هي الحقيقة بل الخفية منها هي الحقيقة. أعجبني تحليل لمحلل سياسي عن سقوط طائرة أف 16الإسرائيلية جاء فيه: " قيل الكثير في ما وراء اسقاط الطائرة، لعله كله مصيب أو بعضه أو ربما عكس ذلك، الأيدي الروسية ليست بعيدة، وايدي الجيش السوري ايضا ليس لإيقاف اللعب الإسرائيلي الخطير، بل للغمز من القناة الاميركية ان هذا ما ينتظر طائراتكم في المستقبل، والإيراني ليس بعيدا، وهو له اسلوبه في التعبير عن كل ما يخص إسرائيل وحزب الله ايضا. هي مجموعة احتمالات وكلها صحيحة لو اجتمعت، او اخذت فرادى"

نقطتان مهمتان يجب أخذهما بعين الإعتبار: أولهما أن الشعب السوري يعرف أكثر من غيره (قدرات) جيش الأسد محلياً. فهو، أي الجيش السوري وخلال حكم آل الأسد استطاع فقط ضرب معنويات شعبه بصورة كاملة، وارتكب مجازر دموية رهيبة بحقه، إن كان ذلك في حماة عام 1984، التي قتل فيها عشرات الآلاف من السوريين، أو مجزرة  سجن تدمر العسكري في العام 1980. وثانيهما أن الشعب السوري يعرف أن جيش النظام أعجز من المشاركة في مواجهة عسكرية لأنه الخاسر فيها، وسكوته على الاعتداءات الإسرائيلية واحتلال الجولان وغيره أكبر دليل على ذلك. فكيف يمكن أن نصدق بعد كل ذلك، أن جيش الأسد أسقط الطائرة الإسرائيلية؟