[x] اغلاق
المطلوب استقالة أيمن عودة من رئاسة المشتركة
12/4/2018 7:06

المطلوب استقالة أيمن عودة من رئاسة المشتركة

الإعلامي أحمد حازم

عندما كنا صغاراً، تعلمنا في المدرسة أن روسيا هي منبع الشيوعية التيهي  ضد الديانتين الإسلامية والمسيحية، وخدعونا بقولهم أن الشيوعية هي نصير المظلومين والمضطهدين والعمال في العالم. وعلمونا أن كارل ماركس أحد مؤسسي الشيوعية العالمية، قال ذات يوم "أن الدين أفيون الشعوب". وهذا يعني أن الشيوعيين لا دين لهم ولا يؤمنون يوجود الله حسب رأي زعيمهم ماركس. والذي لا دين له كيف يمكن أن تكون في قلبه إنسانية ومحبة للآخر؟. علّمونا أيضاً أن الرأسمالية هي المساعد الرئيس للشعوب الفقيرة ولا سيما مالياً، وهي تؤمن  بالله وبالديانات الثلاث، لدرجة أن  الدولار الأمريكي (القطعة الحديدية) مكتوب عليه بكل وضوح In God we trust” " أي "نثق بالله". وهذا الشعار هو مجرد ذر الرماد في العيون فقط.

وقد كبرنا على هذين الإتجاهين. فمن الناس من انخدع في مباديء الشيوعية وسار في طريقها، ومن الناس من أغرته وجذبته  ألأفكار الأمريكية ونشأ على مبادئها. وتبين فيما بعد أن القطبين الشيوعية والرأسمالية كلاهما كذب وخداع، لا تبتغيان سوى مصالحهما فقط والسيطرة الفكرية والعسكرية على المجتمعات، وما يحدث في العالم ولا سيما سوريا هي مثال على ذلك.

روسيا، حتى بعد سقوط الشيوعية فيها، لا تزال تدعي أنها نصير الشعوب، فإذا كانت كذلك كيف تعمل على دعم نظام الأسد في  قتل الشعب السوري وضربه بالكيماوي وتدعم نظاماً إجرامياً.  وكيف يمكن للولايات المتحدة التي تتزعم الرأسمالية العالمية أن تساعد الشعوب  وهي أيضاً  أساس البلاء لكل ما يحدث في العالم ولا سيما فيما يحدث للفلسطينيين.

للأسف، يوجد عندنا  أناس لديهم عقول منغلقة لا تقيس الأمور بمنظار سياسي يخدم مصالح الشعب، بل بمنظار من هم على ولاء لهم. وقد قيل في السابق، "عندما يهطل المطر في موسكو يرفع الشيوعيون العرب الشمسية فوق رؤوسهم"  وهذا تفسير للولاء التام لموسكو.

وأعتقد بأن الشيوعي  أيمن عودة، هو أحد هؤلاء ولا سيما فيما يتعلق بالموقف في سوريا. فموسكو هي الداعم الرئيس لنظام الأسد، ولذك فإن "الرفاق" في كل العالم العربي ولا سيما عتدنا في الداخل الفلسطيني يؤيدوند بكل قوة ما تفعله موسكو في سوريا. إن  أيمن عودة بموقفه المعادي للشعب السوري،والذي صرح:" بأن  الثوار هم اعداء الشعب السوري ولا يوجد اثبات أن جيش الاسد هو المسؤول عن المجزرة في دوما”، لا ينطق عن الهوى، إنما يمثل  موقف "الجبهة" لدرجة " أن سكرتير الجبهة منصور دهامشة استهجن ما أسماه  "حملة التهجّم الشخصي على رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة في سياق التطوّرات على الساحة السورية، والذي عبّر عن موقف الجبهة". بمعنى أن "الجبهة" هي جسم سياسي معادي للشعب السوري.

الموقع الإخباري اللبناني "المدن" نشر مقابلة مع أيمن عودة في السادس والعشرين من شهر  نيسان/ أبريل العام الماضي قال فيها: " نحن بحاجة لفتح ما حصل عام 1948 أمام المجتمع الإسرائيلي، فهناك سؤال لا نستطيع ان نضعه جانباً: ماذا مع 800 الف لاجئ فلسطيني والظلم التاريخي بحقّهم، وهذا السؤال لا يستطيع أحد أن يهرب منه ويجب أن يعطى اجابة لنكبة وكارثة الشعب الفلسطيني".

نعم، أيمن عودة هذا صحيح يجب أن نوضح ونفضح من ساعد المحتل الإسرائيلي قي بناء إسرائيل، ومن ساعد في إلحاق الظلم بالفلسطينيين عام 1948. يقول التاريخ، والتاريخ لا يكذب يا أيمن، : " إن صفقة الأسلحة التشيكية الضخمة التي قدمت لإسرائيل في العام 1948، بإيحاء من الإتحاد السوفييتي والتي كان لها الفضل في حسم المعركة لصالح قيام دولة إسرائيل، وأن الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان له دور كبير في التوصل إلى هذه الصفقة التي ساهمت في حسم مجريات الحرب لصالح قيام إسرائيل". (صحيفة هآرتس 09/05/2006)

ورداً على سؤال للموقع حول تجاهل  القائمة المشتركة  وهو رئيسها لكن لم تقل لي لماذا قررت القائمة المشتركة في بيانها الرسمي تجاهل  تسمية من يقتل الفلسطيني في سوريا، مع العلم أن  البراميل التي تستهدف مخيم اليرموك ومخيمات أخرى، كانت قبل دخول داعش للمخيم وبعد دخولها فهل هناك من لا يرى البراميل..؟! فأجاب أيمن عودة بكل برودة:" تجاهل هذه النقطة".

هناك أسئلة تطرح نفسها الآن: هل نحن بحاجة بالفعل إلى رئيس قائمة مشتركة يؤيد نظاماً فاشياً مثل نظام الأسد؟ ولماذا لا تصدر مركبات القائمة المشتركة بياناً تعلن فيه عن موقفها من أيمن عودة؟؟ وهل السكوت على مواقفه هو علامة الرضى؟ أليس من المفروض برئيس لجنة المتابعة محمد بركة ان يقدم استقالته من منصبه كونه أحد قادة الجبهة؟ لماذا لا يطلب من أيمن عودة التنحي عن رئاسة القائمة المشتركة؟ أسئلة بحاجة إلى أجوبة.