[x] اغلاق
قراءة في زيارة نجل الأمير البريطاني وليام للأراضي الفلسطينية وإسرائيل
5/7/2018 9:30

قراءة في زيارة نجل الأمير البريطاني وليام  للأراضي الفلسطينية وإسرائيل

الإعلامي أحمد حازم

ولي العهد البريطاني المقبل الأمير وليام دوق كامبريدج، زار الأراضي الفلسطينية بدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما زار أيضاً الأردن وإسرائيل، وهي أول زيارة رسمية يقوم بها عضو من العائلة المالكة البريطانية لإسرائيل، والأمير وليام، هو الابن البكر للأمير تشارلز ولي العهد البريطاني من زوجته الأولى ديانا أميرة ويلز، وهو الثاني على ترتيب العرش البريطاني.

صحيفة إسرائيل هيوم، قالت أن زيارة الأمير وليام إلى إسرائيل، كادت أن تسبب أزمة دبلوماسية عشية زيارة الأمير وليام لها، بسبب إستياء إسرائيل من صياغة  وردت  في بيان رسمي استخدمت فيه بريطانيا مصطلح "أن الأمير سيزور الأراضي المحتلة". لكن بريطانيا وتفادياً للأزمة مع إسرائيل غيرت بعد ذلك المصطلح وتبنت صياغة "ان الأمير سيزور السلطة الفلسطينية".

وبالرغم من ترحيب  نتنياهو بالزيارة، إلا أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية،  ذكرت أن وزير شؤون القدس زئيف الكين، أعلن عن استياء الحكومة الإسرائيلية من زيارة الأمير للقدس الشرقية والمسجد الأقصى المبارك، لاعتبار برنامج هذه الزيارة جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الصحيفة نفسها نقلت عن الوزير الإسرائيلي قوله إنه "من المؤسف أن بريطانيا سعت إلى تسييس الزيارة الرسمية للأمير وليام، فالقدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل منذ أكثر من 3000 سنة، ولا يؤدي أي تشويه (للحقائق) في صفحات برنامج الجولة إلى تغيير الواقع" حسب زعم الكين.

حسابات بريطانيا السياسية تختلف عن حسابات إسرائيل. فالمملكة البريطانية تريد بطريقة أو بأخرى "التكفير" عن خطاياها التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني في الماضي، وتشريد الشعب الفلسطيني في نكبة عام 1948 يحمل بصمة بريطانية. فقد قام وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر جيمس  بلفور بالتوقيع على وثيقة في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 تنص على حق اليهود في إقامة وطن لهم في فلسطين. ومنذ ذلك الوقت بدأت مأساة الشعب الفلسطيني.

الأمير وليام استخدم عبارات سياسية اعتبرتها إسرائيل خروجاً عن المألوف السياسي والدبلوماسي، مما أثار استياء نتنياهو بشكل خاص.  فخلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس  في رام الله، في إطار أول زيارة لعضو من العائلة المالكة البريطانية إلى فلسطين، قال الأمير وليام مخاطبا مضيفه الفلسطيني "أشكركم على الترحيب بي، ويسرني جدا أن بلدينا يعملان معا بشكل وثيق". ولم يعجب إسرائيل  مصطلح "بلدينا". ولم توضح الخارجية البريطانية في بيان لها حول الزيارة فيما إذا كان الأمير وليام استخدم عبارة "بلد" عمدا أو سهوا.

ويبدو أن الضيف القادم من بلاد الضباب يعرف ويقصد ما يقوله  شاء نتنياهو أم لم يشأ،  فقد قال أيضاً مخاطبا الفلسطينيين "رسالتي هي أنكم لم تذهبوا طي النسيان، لقد كانت تجربة ثرية أن ألتقي بكم وبفلسطينيين آخرين في الضفة الغربية وأستمع إلى رواياتكم، وأن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطينية حين يكون ذلك في مصلحة إحلال السلام."

أمر آخر أزعج إسرائيل وهو الكلمة التي ألقاها الأمير وليام  في مقر القنصلية البريطانية في  حي الشيخ جراح في القدس الشرقية  المحتلة، والتي قال فها مخاطبا الفلسطينيين:"آمل من خلال وجودي وتفهمي للتحديات التي تواجهونها أن تزداد قوة روابط الصداقة والاحترام المتبادل بين الشعبين الفلسطيني والبريطاني".

أوساط إسرائيلية بما فيها اليمين الإسرائيلي  انتقدت اختيار مكان الحفل بقنصلية بريطانيا في القدس الشرقية، فرد عليهم القنصل العام البريطاني في الأراضي الفلسطينية فيليب هول بقوله: "ان موقف بلاده لم يطرأ عليه أي تغيير منذ عقود وهي ملتزمة بقرارات مجلس الأمن الدولي التي تعتبر القدس القديمة جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة".

بقي علينا الإشارة إلى وجود  صلات وثيقة بين العائلة البريطانية الحاكمة و بين مدينة القدس . فقبر والدة جده الأميرة أليس، والتي كانت امرأة مميزة كما يقول التاريخ،  يقع في الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية على جبل الزيتون، "وعليه فإن زيارة الأمير تتسم بنظرة للمستقبل الأبعد، لما تمثله من بعد شخصي"، على حد قول القنصل البريطاني العام في ألأراضي الفلسطينية.