[x] اغلاق
الموسم موسم التّين... عذرًا الطّين !!!
16/7/2018 7:12

الموسم موسم التّين... عذرًا الطّين !!!

بقلم : زهير دعيم

  في إحدى تغريداتي الفيسبوكيّة الأخيرة ، كتبتُ ما يلي : " لا تستغرب في أن يزورك الكثيرون ممّن لم تر وجوههم  منذ خمس سنوات ، فالموسم يا صاحِ موسم التّين !!!.

فجاءت التعقيبات السّريعة :

  " هنيئًا مريئًا أستاذ"

  "ألف صحّة عَ قلبك"

"ابقى خلّيلنا كمْ حبّة "

أمّا الذين أنعموا النَّظر ، فقد جاءت تعقيباتهم مغايرة ، فقال بعضهم :

  " أظنّه موسم الطّين والباطون استاذ ؟! "

  "أتقصد موسم المرحبا ؟ "

  " صدقتَ فسترى النّاسَ أفواجًا "

   نعم إنّه موسم الطين والباطون وصبّات الجدران وتزفيت الشّوارع الخاصّة والساحات الخاصّة والتعيينات  من كلّ من هبَّ ودبَّ وبدون مناقصات ولا يحزنون " روح اشتغل والله بيدبّر " ..

 وينزل أصحاب الأمر والنهي وزعماء العائلات عن عروشهم العاجيّة ليجولوا بين الناس يوّزعون الابتسامات مجانًا والمصافحات والمرحبا ، فلا تستغربَنَّ إن رأيت أحدهم _  وقد نظر اليك قبل أشهر شزرًا – تراه  " يهجم " عليك مُصافحًا ، هاشًّا باشًّا وكلمات " النعمةِ" تفيض من شفتيه ، فيروح يعانقك بحرارة ، مادحًا ، رغم انّك قد تكون لستَ من عائلته الكريمة ، الأصيلة ، والتي تنعّمتْ في السنوات الماضية من نعيم السُّلطة المحليّة ، فالعشرات انخرطوا في سِلك العمل في السُّلطة إيّاها وكان شعارهم الوحيد هو : العمل من أجل البلدة والذّوْبان حُبًّا  فيها وبها  !!!

فالكسلُ ما عاد من شيمهم ،بل أضجى جُلّ اهتمامهم رفع شأن البلدة فوق كلّ البلدات المجاورة .

 وتبقى البلدة إيّاها في مكانها : " مكانك عُد" هذا إن لم ترجع القهقرى.

    و"يا نيّالك"  إن كنتَ قد خططتَ لفرح يسبق موسم التين ... عذرًا موسم الانتخابات بأشهر قليلة أو أسابيع ، فقد تفيض عليك النِّعَم من حيث تدري أو لا تدري فيمتلىء المُتنزّه بأناس وجماعات ما كنتَ تراهم في وقت آخَر ، فيقوم هذا الذي نظر اليك شزرًا قبل أشهر فيرقص في فرحكم هو ومدامته  في حلقة الرقص ويتمايل ويوزّع الابتسامات شِمالاً ويمينًا وفي كلّ الاتجاهات ، فلا تستغرب يا هذا بل اعلم انّها فترة مُشمشيّة قصيرة تمرّ كما الحُلم الجميل ليعود كابوسًا.

    لطالما تمنيْتُ شيئين اثنيْن : أن تُجرى مسابقة كأس العالم في كرة القدم مرّة في كلّ سنة وأن تجرى الانتخابات المحليّة كذلك ولكن في وقتٍ آخَر، فالانتخابات عرسٌ كما كأس العالم وأيُّ عرس ؟!!

... عُرس يفيض بالمجاملات والبسمات والزيارات والمحبّة !!! والوعود والوظائف والهدايا والزفتة .... عُرس تريده أن يستمر ويستمرّ ، كيف لا وهو يضع بلدتك في حُلم ما حلمت به روما ؟!!

فالمشاريع المُرتقبة تهرول راكضة ، والتربية والتعليم سيضحيان هاجسًا ، والعمران سيبيت العنوان ، في بلدة " أكلها" الغبار  ونامت فوق تلالها الرّتابة نومة هادئة هانئة .

 من سُخرية القدر ومن حُسن حظّهم انّنا شعب قصير الذّاكرة ، ننسى بسرعة ، والأدهى والأمرّ أن معظمنا ما زلنا نؤمن بالعائلية والطائفيّة والحمائليّة والمحسوبيّات وورائي الطّوفان !

 إنّه حلم نعيشه لحظات لنستفيق بعده على خمس سنوات عجاف ، تعود فيها  العشوائية لتضرب أطنابها والمحسوبيّة لترفع رأسها ولتعود المرحبا النّاشفة تسير في شوراعنا..

نروح ننام ونشخر لنستفيق في موسم التّين بعد خمس سنوات أخرى لنقول : " هون كُنّا"

نجّينا يا الله..