[x] اغلاق
36 عاماً على مرور مجزرة مخيم صبرا وشاتيلا
13/9/2018 7:16

36 عاماً على مرور مجزرة مخيم "صبرا وشاتيلا"

الإعلامي أحمد حازم

الشعب الفلسطيني له تاريخ مليء بالمجازر والأيام السوداء. وأكثر تلك الأيام قسوة وأكثرها حلكة هي مجزرة الايام الثلاثة التي ارتكبتها قوى اليمين الفاشية في لبنان بدعم من الجيش الإسرائيلي في مخيم "صبرا وشاتيلا" للفلسطينيين، والتي عرفت فيما بعد بـ "مجزرة صبرا وشاتيلا"

قبل 36 عاماً في السادس عشر من شهر سبتمبر/أيلول من العام 1982 أفاق اللاجئون الفلسطينييون في مخيم صبرا وشاتيلا بالقرب من بيروت، على واحدة من أكبر وأبشع العمليات الدموية في تاريخ البشرية، حيث تعرض اللاجئون وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية لمذابح ضد الأطفال والنساء والمسنين، نفذها التحالف الصهيوني الكتائبي، في محاولة لترويع وتهجير فلسطينيي صبرا وشاتيلا.

في تلك الأيام السوداء، كانت قوات منظمة التحرير الفلسطينية قد خرجت من لبنان بعد الغزو الاسرائيلي في صيف عام 1982 بناء على اتفاقات دولية، ولم يكن هناك من يحمي المخيمات. ورغم وعود عربية ودولية بعدم التعرض لسكان المخيمات، إلا أن السفاحين المجرمين من الميليشيات المسيحية في حزب الكتائب اللبناني، لا يحترمون أي اتفاقات، وقامت مجموعات إجرامية منهم فجر السادس عشر من شهر أيلول من العام 1982 بالدخول إلى المخيم، وبدأوا بذبح كل من يمسكوا به صغيرا أم كبيرا، رضيعا أم مسناً، وارتكبت هذه المجموعات مذابح بربرية همجية تفوق كل تصور وخيال.

معلومات فلسطينية ذكرت نقلاً عن ناجين من المجزرة، أن مسلحين من ميليشيا حزب الكتائب المسيحية اليمينية المتواطئة مع إسرائيل، قاموا  ببقر بطون الحوامل " لانهن رح يخلفوا فلسطينيين"، وخصوا الفتيان ايضا  "لحتى ما يخلفوا فلسطينيين زيهن" وقاموا بعمليات اغتصاب جماعية لفتيات من المخيم قبل قتلهن، دون ان يرمش لهم جفن.

التاريخ يقول، ان  تنسيقاً مشتركاً ق تم بين «إسرائيل» و«حزب الكتائب» و«حركة أمل» حيث تم الاتفاق أن يكون يوم 16 سبتمبر/أيلول 1982 هو يوم الانتهاء من سكان المخيمات، وتم تجهيز 3 فرق لتنفيذ المجزرة التي راح ضحيتها حوالي 3500 من الرجال والنساء والأطفال.

ويرى أحد الباحثين أن مصالح حركة أمل تلاقت مع مصلحة إسرائيل في تصفية مخيمات الفلسطينيين في لبنان، فقد قالت صحيفة «جوراليزم بوست» في عددها الصادر بتاريخ 23 مايو/أيار 1985: «إنه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح أمل وإسرائيل، التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان وجعلها منطقة آمنة خالية من أي هجمات ضد إسرائيل».

أطفال رضع ذبحهم القتلة بكل دم بارد، تم العثور عليهم وهم غرقى في دمائهم، نساء حوامل تم  بقرهم وأخريات تم اغتصابهن وقتلهن فيما بعد، مسنون وجدوا مقطوعي الرؤوس داخل بيوتهم المتواضعة، كل هذه الأعمال الاجرامية تم تنفيذها ضد السكان الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا بلا هوادة ودون وازع ضمير، ليس لسبب إنما فقط لأنهم فلسطينيون، حيث وجد  حسب تقارير الصليب الأحمر الدولي، حوالي ثلاثة آلاف جثة منها جثثا بدون رؤوس، ومنها بدون عيون ومنها جثثا لحوامل تعرضت للبقر وكل حامل ملقاة جنينها على الأرض بجانبها.

كم كنت صادقاً أيها الراحل الكبير نزار قباني عندما قلت بألم وحسرة :

قضاؤنا العربي أن يغتالنا عرب
ويأكل لحمنا عرب
ويبقر بطننا عرب.     

نعم أيها الراحل هؤلاء هم عرب الخزي والعار، وهؤلاء هم الذين لا يعرفون معنى كلمة  الكرامة سوى اسمها، فكيف سيعرفون إذاً  ما يعنيه مخيم صبرا وشاتيلا. الفلسطينيون أينما وجدوا يعرفون تماماً أن "صبرا وشاتيلا" هما  كلمتان لهما مدلول خاص في التاريخ ،يعني ارتكاب جرائم  حرب، وتشيران إلى عائلات ثكلى وأرامل وعمليات قتل،

الفلسطينية سعاد سرور ابنة صبرا وشاتيلا التي نجت بقدرة قادر من هذه المذابح، التقيتها في العاصمة البلجيكية بروكسل في منتصف التسعينات حيث كانت هناك بمساعدة جمعيات حقوق إنسان دولية لتقديم دعوى قضائية ضد شارون، روت لي حكاية اغتصابها، لدرجة أني لم أتمالك نفسي وهي تسرد لي عما تعرضت له، وبدأت الدموع تنهار على وجنتي.

أخبرتني سعاد بأن إثنين من السفاحين القتلة دخلوا بيتهم، وقتلا أبويها، وقد كانت وقتها فتاة لم تتجاوز بعد سن الخامسة عشر، ومن ثم تداوروا على اغتصابها، وكانت ترى كيف أن قطتين في بيتها، كانتا تنهشان لحم أبويها وهما جثتان هامدتان ولا تستطيع فعل شيء سوى الصراخ، وهي نفسها لا تدري كيف تركها السفاحون على قيد الحياة.

وأخبرتني سعاد، انها كانت تتمنى لو كان مصيرها مثل مصير أبويها، لأن الموت كان أفضل لها من لحظات الاغتصاب، والنظر إلى القطتين وهما تنهشان لحم أبيها وأمها.