[x] اغلاق
نداء عاجِل إلى الرّئيس المنتخَب
7/11/2018 12:19

نداء عاجِل إلى الرّئيس المنتخَب

بقلم: مارون سامي عَزّام

بدايةً أقول للسيِّد عرسان ياسين، مبروك فوزكَ برئاسة البلدية، بصورة ديموقراطيَّة، نزيهة، وأحترم رأي الأغلبيّة، وحريَّة التصويت، هو حق أساس من حقوق أي مواطن... سمِعتُ جميع الخطابات الحماسيّة التي ألقيتَها أمام جمهور المهنّئين، المليئة بالوعود الانتخابيّة، التي آمل أن تفِي بقسمٍ بها، خلال فترة تولّيك الرّئاسة، لتعيد شفاعمرو إلى مركزها الرّيادي في الوسط العربي، أمّا... من ناحية أخرى ليشعر المواطنين أن مسيرة الخدمات المعطّلة في جميع المرافق الحيويّة، بدأت تسير في مسار الإصلاحات الشّاملة، التي وعدتَنا بها أنت وتحالفكَ.

أبو مصلِح، إنّ كل ما ذكَرته في مهرجانات الفوز العديدة، سيكون بمثابة خريطة عمل واضحة، لكَ ولطاقم إدارتكَ، الذي أكيد سيعمل وِفق إرادتكَ الرّئاسيّة، سيسير حسب توجيهاتكَ، ليكون لكَ عونًا أساسيًّا في المهام الكبيرة التي أخذتها على عاتقكَ، حتّى يُشكّل هذا الطّاقَم ساعِدًا بلديًّا حقيقيًّا، يُسهّل أمور المواطنين بنجاعة، وآمل أن يعمل أعضاء الائتلاف والمعارضة سويّةً، كي يطبّقوا، كل سياساتهم الإصلاحيّة والخدماتية، التي نادوا بها خلال حملاتهم الانتخابيّة الصّاخبة بالتصريحات الرنّانة.

قبل أن أكون كاتبًا معروفًا، أنا ابن هذه المدينة، وأعاني من إعاقة جسديّة، لكنّها لا تعيق فكري وتفكيري أبدًا، وأعتبرها مهمّشة... لا تُعطّل إبداعاتي المتعدّدة، ولكن أزعجني أنّك خلال حملتك الانتخابيّة وحتّى بعد فوزك السّاحق في الانتخابات، همَّشتَ المعاقين، فهُم لا يعانون فقط من إعاقة جسديّة، بل إنّهم يعانون من مشكلة كبيرة في حريّة الحركة داخل المدينة، بسبب سوء البنية التحتيّة، أمّا الشيء الأهم والأساسي، هو انعدام الإتاحة في المؤسّسات والمباني والمحلاّت التجاريّة والترفيهيّة، سواء الجديدة منها أو القديمة.

قبل عامَين وعدنا الرّئيس المنتهية ولايته أمين عنبتاوي، بدمج المعاقين في الحياة المجتمعيّة والعامّة، بالتّعاون الجاد مع أعضاء جمعيّة "هذا أنا"، من أجل منحهم الرّعاية اللازمة التي يستحقّها المعاقون في شفاعمرو، لحماية أمنهم الشخصي، ولكن لم يحدُث شيئًا، وبقي الوضع الاجتماعي المذري للمعاقين على حاله. لذا، نأمل من حضرتكَ يا أبا مصلِح، أن تعطيهم انتباهًا بلديًّا كاملاً، لا يريدون منكَ تعاطُفًا أو عطفًا، بل يريدون منكَ أن تكرّس لهم من وقتكَ الثّمين لسماع مطالبهم العادلة والبسيطة، لكنّها بالنسبة لهم مصيريّة، ستُحسّن جودة حياتهم، بصورة جذريّة.

عندما تستلم إدارة البلدية، أطلب منكَ أمرًا آخرَ، يتطلّب معالجتكَ العاجلة والفورية، وهو تطبيق قانون الإتاحة في أماكن وقوف سيّارات المعاقين، التي "يحتلّها" السّائقون، باستهتار!!، إنّ المعاقين يطالبونكَ، بتعيين شُرطيي البلديّة، يعملون على تسجيل غرامات بلديّة، لمخالفي قانون الإتاحة... هناك مطلب آخر لا يقل أهميّة، وهو تهيئة دخول مبنى البلدية بصورة مريحة، ليسهّل على المعاقين والبالغين بالسّن، الدخول لتلقّي الخدمات دون عقبات أو عثرات، وهذا الأمر الطّارئ يستدعي منكَ حلاًّ فوريًّا، لا يحتمل التأجيل بالمرّة.         

حضرة الرّئيس... هذا النّداء الاجتماعي، الذي أناديكَ به، هو صوت جميع معاقي المجتمع العربي عامّةً وشفاعمرو خاصّةً، فكلّي أمل أن يلقى آذانًا صاغية لديك، لأنّي وجدتكَ متحمّسًا للعمل... متلهّفًا لإحداث التغيير المنشود، بصورة شاملة، مندفعًا لخدمة الجميع كما وعدتَ، لذا آمل أن تتذكّر أن في هذه المدينة طبقة منسيّة، وهي ذوو الاحتياجات الخاصّة... صحيح أنّها فعّالة اجتماعيًّا، إنّما ضمن محدوديّتها، لكن ينقصها الأدوات المساعِدة التي تتيح لها التّحرّك، كي تشعُر أن نظام التفرقة الاجتماعية المفروض عليها، قد انتهى مع قدوم عهدكَ المتجدّد.