[x] اغلاق
قراءة هادئة في الأحزاب العربية الجديدة
21/2/2019 8:40

قراءة هادئة في الأحزاب العربية الجديدة

الإعلامي أحمد حازم

تفاجأ فلسطينيو ألــ 48 مؤخراً بظهور أحزاب جديدة في المجتمع العربي تريد ومنذ ولادتها "التعمشق" على سلم الكنيست، رغم أن مؤسسيها يعرفون مسيقاً استحالة حصول أي حزب عربي جديد على كرسي في الكنيست لعدة أسباب منها:

أولاً: كل حزب عربي جديد يحتاج إلى قاعدة جماهيرية قطرية حتى تمكنه من تحالف مع حزب عريق أو قائمة لخوض الإنتخابات البرلمانية. فما بالك بحزب لا يزال في المهد بمعنى أنه يحبو سياسياً.

ثانياً. الناخب العربي بشكل عام غير مستعد لإعطاء صوته لحزب مجهول في ظل وجود أحزاب عربية عريقة على الساحة لها تاريخها في الكنيست ولها أنصارها في المجتمع العربي.

قادة هذه الأحزاب، يدعون بشكل عام بأنهم يريدون تحسين أوضاع المواطنين العرب،. لكنهم لم يقولوا لنا كيف يريدون تحسين الوضع العربي عملياً، لأن القول شيء والفعل شيء آخر، "والحكي ما عليه جمرك" حسب القول الشعبي.  كما أن  قادة هذه الأحزاب لا يرون في "القائمة المشتركة" الممثل الحقيقي والفعال للناخب العربي، بمعنى أن هذه القائمة مقصرة في حق المواطنين العرب. فإذا كانت الأحزاب العريقة لم تفعل أي شيء للمواطن العربي ومقصرة في حقه خلال عشرات السنوات الماضية، فكيف تستطيع هذه الأحزاب الصغيرة فجأة "نشل الزير من البير"؟؟ 

الطمراوي وليد دياب مؤسس حزب "من أجلنا" صرح مؤخرا:" بأن  المواطنين العرب على قدر واعي من المسؤوليه والشفافية، وهم قادرون على صناعه تغيير حقيقي وإيصال "من أجلنا" للائتلاف الحكومي". وهذا يعني أن  وليد دياب لا يريد فقط عضوية الكنيست بل المشاركة في الحكومة أيضاً. "يا سلام...يعني بدو وزارة كمان" . وليد دياب، لذي يظهر لأول مرة على الساحة الانتخابية (برلمانية كانت أم بلدية) وغير معروف سياسياً  لم يخبرنا عن سبب واحد يدفع المواطن العربي لانتخاب حزبه.  نقطة أخرى مهمة جدا لا بد من الإشارة إليها: عموس دانييلي العضو السابق في الجهاز الإستخباراتي (السييرت متكال) هو شريك في تأسيس الحزب المذكور. وهذا الجهاز الإستخباراتي له سمعة سيئة جداً لدى الفلسطينيين في الداخل والخارج، فكيف يختار وليد دياب شريكاً يهودياً له ماض بغيض بحق الفلسطينيين، ويطلب من المواطنين العرب دعم الحزب؟؟  سؤال بحاجة إلى جواب.

محامي اسمه أيمن أبو ريا، أراد أن يجرب حظه في السياسة كما جربه في القانون. فقد أعلن عن إقامة حزب عربي جديد في إسرائيل يحمل اسم  “البيت العربي”. ويدعي أبو ريا بأن حزبه  يطرح نهجا سياسيا مختلفا عن القائمة العربية المشتركة، وأن همّ الحزب الجديد وأنظاره ستكون موجهة نحو القضايا الملحة للأقلية العربية في إسرائيل.وهذا الطرح ليس بجديد لأن كافة الأحزاب العربية تقول ذلك.

المحامي أبو ريا محق في قوله إن نهج حزبه يختلف عن نهج "المشتركة". فقد  أعلنها صراحة أنه وشريكه في الحزب سعيد بدران يعتبران العلم الإسرئيلي علمهم والسلام الوطن الإسرائيلي سلامهم.. ثم يدعي أبو ريا " بأن المشتركة تكرر  خطابا أجوفاً منذ 70 عاما ولم تقدم للأقلية العربية في إسرائيل أي شيء.”

أبو ريا وعلى ما يبدو غاب عن ذهنه مدى حساسية المواطن العربي تجاه العلم والسلام الوطني، فكيف يمكن لهذا المحامي أن يطلب من الناخب العربي إعطاء صوته لحزب له هذا الموقف من العلم والحزب الإسرائيليين. وهذه الحساسية موجودة لدى السواد الأعظم من فلسطينيي الداخل  شئنا أم أبينا. فأين العقلانية في هذا الطرح؟ 

حزب جديد آخر ظهر على الساحة السياسية في المجتمع العربي يدعى "أفق جديد – حزب عربي وسط” يرأسه المهندس سلمان أبو أحمد القيادي السابق في الحركة الإسلامية(الجناح الجنوبي) الذي انفصل عن الحركة منذ سنوات نتيجة خلافات داخلية منها موضوع الترشح للكنيست، عاد مجدداً للظهور على الساحة السياسية من باب آخر أي من باب الحزب الجديد الذي أسسه.

سلمان أبو أحمد يقدم طرحاً سياسيا عقلانياً في برنامجه الإنتخابي إذ يتحدث عن قضايا بحاجة للتحقيق في الوسط العربي مثل "تطوير نظام التعليم ووضع خطة لا هوادة فيها لاقتلاع الجريمة والعنف في المجتمع العربي، وتشكيل خطة لتعزيز وضع المرأة في المجتمع العربي وغير ذلك من القضايا. مباديء هذا الحزب تتناسب مع مطالب المجتمع العربي. لكن المشكلة التي تواجه سلمان أبو أحمد هي إيجاد حليف أو حلفاء له لتشكيل قائمة للمنافسة في الإنتخابات، بعد أن رفضت "المشتركة" ضم أي حزب إليها ومصرة على البقاء على مركباتها الأصلية في حال توصل قادة أحزابها إلى اتفاق فيما بينهم لتوزيع المقاعد.