[x] اغلاق
بدء تشييع ضحايا مجزرة المسجدين في نيوزيلندا ورئيسة وزراء نيوزلندا: القاتل أراد الشهرة لكنني سأحرمه منها!!
20/3/2019 9:33
بدء تشييع ضحايا مجزرة المسجدين في نيوزيلندا ورئيسة وزراء نيوزلندا: القاتل أراد الشهرة لكنني سأحرمه منها!!
حمل مشيعون جثماني ضحيتين سقطا في الهجوم المسلح على مسجدين بنيوزيلندا في نعشين مفتوحين وتوجهوا إلى مقبرة "ميموريال بارك" في كرايستشيرش في أول مراسم دفن 50 شخصا قتلوا في الهجوم.
ووسط حراسة أمنية مشددة تجمع المئات من الرجال والنساء لحضور مراسم دفن الجثمانين، وهما لأب وابنه، بعد صلاة الجنازة عليهما.
وأفادت الشرطة بأنه جرى التعرف على هوية 21 ضحية حتى ليل الثلاثاء، وبأنه سيجري الإفراج عن جثامينهم للدفن.
ويشعر أقارب الضحايا بالإحباط من تأجيل الدفن الذي عادة ما يتم خلال 24 ساعة وفقا للشريعة الإسلامية.
وقال مفوض الشرطة النيوزيلندية مايك بوش إن على السلطات أن تثبت سبب الوفاة تلبية لطلب الطب الشرعي والقضاء، مضيفا: "لا تستطيع إدانة القاتل دون تحديد سبب الوفاة. لذلك فهذه عملية شاملة للغاية يتعين إتمامها وفق أعلى المعايير".
وتم توجيه تهمة القتل إلى الأسترالي برينتون تارانت (28 عاما)، ولا يزال 29 شخصا أصيبوا في الهجومين بالمستشفى، بينهم ثمانية في وحدة العناية المركزة، وتعين إجراء عدة عمليات جراحية للبعض بسبب إصاباتهم المعقدة.
وتعهدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، الثلاثاء، بعدم نطق اسم مُنفِّذ الهجوم بمدينة كرايستشرش أبداً، في خطاب غاية في التأثير ختمته بتحية الإسلام.
وقالت أرديرن، خلال خطابٍ ألقته أمام البرلمان، الثلاثاء؛ تكريماً لضحايا حادث إطلاق النار على المسجدين، إنَّ القاتل أراد الشهرة لكنَّها ستحرمه من ذلك، وعبَّرت عن أملها في أن يفعل الآخرون الشيء نفسه. ووصفت أرديرن القاتل بـ "إرهابي، مجرم. إنَّه متطرف. لكن حين أتحدث عنه، سيكون نكرة بلا اسم"،بحسب ما نشره موقع Stuff النيوزيلندي.
وأضافت: "وبالنسبة للآخرين، إنَّني أناشدكم: اذكروا أسماء أولئك الذين فقدناهم، بدلاً من اسم الرجل الذي حصد أرواحهم. ربما كان يريد الشهرة، لكنَّنا هنا في نيوزيلندا لن نمنحه شيئاً، ولا حتى ذكر اسمه".
وألقت أرديرن الخطاب الافتتاحي ضمن بيانٍ وزاري بشأن الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة 50 شخصاً. وسبق هذا البيان دعاءٌ ألقاه الإمام نظام الحق ثانوي، وكذلك موكب يضم قادة العديد من الطوائف الدينية. وأُعِيدَ الدعاء مُترجَماً إلى اللغة الإنجليزية. وترجم طاهر نواز الدعاء قائلاً: "ربنا، قالت رئيسة الوزراء إنَّ الـ15 من مارس/آذار كان أحلك يوم في تاريخ نيوزيلندا. ربنا اجعل هذا اليوم مصدراً للنور لهذه البلاد والعالم بأسره، النور الذي يُوحِّدنا جميعاً كأسرة واحدة". وكان بالإمكان رؤية بعض أعضاء البرلمان وهم يبكون أثناء الدعاء.
ووجَّهت رئيسة الوزراء خطابها لأسر الضحايا مباشرةً. فقالت: "لا يمكننا الشعور بألمكم، لكن يمكننا السير معكم في كل مرحلة. يمكننا ذلك، وسنفعل، سنحيطكم بالحب والاعتزاز وكل ما يجعل منا (نحن). قلوبنا مُثقَلة، لكنَّ روحنا قوية".
هناك عدد لا يُحصى من القصص
وأشادت أرديرن بشجاعة الضابطين اللذين ألقيا القبض على المُهاجِم المزعوم، بينما كان مستمراً في إطلاقه النار، من خلال صدم سيارته. وأضافت أرديرن: "صدم ضابطين من شرطة البلاد السيارة التي كان المهاجم ما يزال يُطلِق النار من داخلها. وفتحا باب سيارته، أثناء وجود متفجرات بالداخل، واقتاداه خارجها".
وأشادت كذلك بالمستجيبين الأوائل وعبدالعزيز، الذي هرع إلى الإرهابيّ وألقى عليه ماكينة دفع بالبطاقات الائتمانية. وقالت: "سيكون هناك عدد لا يُحصى من القصص، بعضها قد لا نعرفه أبداً، لكنَّنا، هنا في مجلس النواب نُعبِّر عن شكرنا لكلٍ منكم".
وضمت أرديرن صوتها إلى أصوات الانتقاد المتزايدة لمواقع التواصل الاجتماعي التي عانت لحذف مقطع البث الحي لحادثة إطلاق النار، والذي انتشر فيه خطاب الكراهية في أحيان كثيرة. ورفضت فكرة أنَّ تلك المواقع عبارة عن منصات محايدة لا مسؤولية حقيقية لها تجاه ما يُقال من مستخدميها.
كلنا تغيَّرنا إلى الأبد
وقال زعيم حزب الوطني النيوزيلندي إنَّ الهجمات غيَّرت البلاد إلى الأبد. فقال: "أُنهيَت حياة أولئك النيوزيلنديين، وكلنا تغيَّر إلى الأبد. لقد خذلناهم، ونحن آسفون على ذلك". وأضاف: "الجرح غير المُتصوَّر الذي تشعر به الطائفة الإسلامية هو شعورٌ يتشاركه كل النيوزيلنديين، لأنَّني أعرف أنَّ كل نيوزيلنديّ يشعر بأنَّ هذا لم يكن أمراً يستهدف طائفتنا الإسلامية وحدها أو كرايست تشيرش وحسب، وهذا حقيقي تماماً. لقد استهدف هذا كل النيوزيلنديين، وكل النيوزلنديين يحزنون معهم".