[x] اغلاق
ليكن صوتنا لنا وليس سوطا علينا
4/4/2019 7:40

ليكن صوتنا لنا وليس سوطا علينا

أهلنا الأعزاء في يانوح-جث

تأتي انتخابات الكنيست الحالية في ظرف غير طبيعي ومصيري, الهوى مش عً سوى, مما يستدعي ويُلزم ويقضي بضرورة التفكير كثيراً, وبالتالي اتخاذ القرار الصائب. لأن الانتخابات يوم ومصلحتنا وحقوقنا دوم.

قيل أن الذي يُجرب المجرب يكون عقله مخرب, لذلك نُذكّر بأن تجربتنا حتى الآن تقول أننا نعيش في  جحيم الظلم والتمييز والعنصرية, والذي جاء لنا ليس كضربة من السماء, لا سمح الله, وإنما بمسؤولية كاملة تقع على عاتق كل الأحزاب الصهيونية قاطبةً, لأنها كلها كانت في الحُكِم\السلطة..,  جحيم سيتضاعف في حال بقي الحال .. لأن الفاشية أصبحت أمر واقع, وأي تأييد لهذا الجحيم, ولو بكلمة, فما بالك التصويت لهذه الأحزاب, ان كان عن معرفة أو بدونها, أو لأي سبب آخر, سيكون له المرة عواقب وخيمة على مجرد وجودنا وليس فقط على مصالحنا, لأن التصويت بنسب عالية لهذه الأحزاب, كما كان, بالنسبة لهم وفي الواقع, هو موافقة وتأييد لظلمهم لنا,  وان شكرتموهم على افعالهم سيزيدنكم.

صادروا لنا  أكثر من 83% من أرضنا, وآخر ما صودر لنا المنطقة الصناعية التيفن, ضربوا التعليم, منعوا الميزانيات عن مجالسنا المحلية ومؤسساتنا وبذلك  منعوا تطورنا وإمكانية لحقنا بركب الحضارة, منعوا رخص العمار عن الأزواج الشابة والأهل, لدرجة أن بناء قن دجاج أو محزن زراعي أصبح من المعجزات, ضائقة تحولت بقدرة هذه الأحزاب لضائقة وجودية, ( من 50 ألف دار بدون رُخص في وسطنا العربي 25 الف في قرانا الدرزية..),  سنوا قانون كامينتس العنصري, والذي بدل أن يلغي المضايقات, عملياً ضاعفها مرات.. لم يكتفوا بهذه المظالم العنصرية التي وحسب الظاهر لا تُكمل لهم مآربهم, لذلك جاءوا لنا بقانون القومية, الأكثر عنصرية وتمييزاً, الذي يعتبرنا ويجعلنا نحن سكان البلاد الأصليين, مواطنين دون المواطنة ودون المكانة, .. يعني أجلكم دون .., فشروا وخسئوا,  محاولين وضع وجودنا بشكل جليّ ودون تأتأة تحت علامة سؤال.. وين ؟ .. هون .. يا عالم, في وطنا.. والذي لا يُعقل ولا يُمكن أن يكون لنا وطن أو وجود بدونه, لذلك وبكل محبة نوجه لكم هذا النداء, لعقولكم وضميركم ومسؤوليتكم ولنسألكم: أيجوز بعد كل هذا حتى ولو التفكير في منحكم إياهم صك  ثقتكم والتصويت لهم ولكي يضاعفوا ظلمهم لنا ؟.  

قال أحد المفكرين  : "فما أقصر الذاكرة وما أطول الخيبة", بالله عليكم لا تجعلوها صحيحة، لذلك استنهضوا ذاكرتكم  ولا تنسوا مظاليمهم.. لأن الخيبة منهم ليس فقط أنها ستتكرر, هذه المرة ستكون الأطول والأمّر والأقسى, تذكروا الأكوام من وعودهم العرقوبية الكاذبة عند الانتخابات, والتي كلها تبخرت بعد الانتخابات, واذكروا أكثر أنهم كل مرة حولوها الى هذا الجحيم من المظالم والى أسواط ( كرابيج) سلخوا بها جلودنا ومصالحنا وحقوقنا ووجودنا.  ولكي لا يقولن أحدا  والله ما انتبهنا, لذلك نتوجه بهذا النداء لنهيب بكم بأن لا تمنحوهم لا الدعم ولا الثقة, لا يستأهلونهما, وتذكروا ان المؤمن لا يُلدغ من جُحراً مرتين.

 الكل يعرف صدق مقولاتنا وتقديراتنا وتقييمنا, ومدى تضحياتنا, لأننا كالغزال الذي يركض لنفسه ورفضنا كل الوقت أن نركض للأسياد,  تضحيات ورصيد حزبنا وجبهتنا ولجنتنا معروفين للجميع, كل الوقت رفضنا أعانة الظالم, بالعكس قاومناه بكل شجاعة واقدام, يشهد على ذلك  معركة التيفن ومنطقة النفوذ والتي قدناها ولم تنتهي حتى اليوم بهذا الفعل, كذلك دمجهم مجلسنا لكي يتم لهم ما منعناهم منه, وفكنا له, كذلك باقي ساحات النضال عامة تعرفنا, الأمر الذي يعزز توجهنا لجنابكم ويدعيكم لتعطوا ثقتكم لمن هم منكم واليكم وللمساواة والعدالة والسلام فقط. لأجل كل هذا ندعوكم أولاً ألا تتنازلوا عن حقكم بالتصويت, لأنه هام وفي هذه الجولة ضروري جداً .., وثانياً أن لا تمنحوا هذا الصوت وهذه الثقة ببلاش, ولمن لا يستحقهما, وانما فقط لمن يستأهلهما بجدارة, للجبهة والعربية للتغيير, وجهنا\وجهكم الصادق والحقيقي.

العنصري الكبير بيبي نتنياهو, حاضن جماعته الكاهانيين أصحاب دعوة ترحيلنا ( ترانسفيرنا) بدون لا وجل ولا خجل, رفع شعاره العنصري لحث جماعته بشكل عنصري : " إما بيبي وإما طيبي", مما يستدعي تلقائياً أن نقول له ولجماعته, نعم وألف نعم "للجبهة -الطيبي" , ولا وألف لا لبيبي , الانتخابات السابقة هو من قال لجمهوره " اخرجوا للتصويت .. لأن العرب يتدفقون على الصناديق" , ونحن نقول ورداً على كل المظالم وعلى هذا الذي يعتبرنا أعداء لا يستحقون شيء,  اخرجوا للتصويت وارجموهم بأوراق ال  "وم " التي وحدها الدواء لهذا الداء.

وللذين يخشون ضياع المناصب والمكاسب, نُذكّرهم بالحكمة القائلة " أن من خاف بشر مثله ُسلّط عليه" , لا تخافوهم بل خافوا من إعطاء الأفعى الثقة والدعم, تذكروا الذي قاله طيب الذكر القائد سلطان الأطرش "بأن الحق يؤخذ ولا يُعطى", ولا تنتظروا أن يمنوا عليكم بحقكم, وتسلحوا بما  قاله  المناضل نلسون مانديلا : " ليس العظمة في عدم السقوط بتاتاً, بل في النهوض بعد كل سقوط". انهضوا وصوتوا وقولوا للأعور أعور في عينه, هذا ممكن وسهل .. وفي كل الحالات أسهل وأهون من الذي سيكون اذا استمر الحال الذي سيفرض المواجهة المُكلفة, بأبسط العبارات وأوضحها, تكلفة التصويت الصحيح ونتائجه الإيجابية المؤكدة الآن, هي أقل تكلفة وأفيد وأسهل من التصويت للأحزاب الصهيونية وإعطاء الشرعية لظلمها ومظاليمها وعنصريتهم .., والحذار من اعتبار وجود مرشحين دروز فيها روشيتة\وصفة أو مانع لهذه المظالم, بالعكس, التجربة المُرةّ تؤكد ذلك, لأن أحزابهم تحولهم لأدوات كما حوّل الصياد ديك الحجل الذي رباه في قفص ذهبي وأعطاه أشهى المأكولات, ليس لكي يمنحه العيش الطبيعي والرغيد, وإنما لكي يتكتك ويستحضر له أبناء جلدته لكي يصطادهم هذا الصياد ونهاية القصة معروفة.

باحترام

 لجنة المبادرة العربية الدرزية يانوح-جث

4.2019