[x] اغلاق
لا ذنب للورد بشوكه
25/7/2019 8:55

لا ذنب للورد بشوكه

بقلم: زايد خنيفس

الحكمة أحيانا وفي هذا الزمن الضبابي، أن نلتزم الصمت ونقرأ المشهد بحكمة، والبقاء على مساحة متساوية مع كل الناس، والحكمة أن نترك المشاهد لله عز وجل فهو الرقيب والعالِم بأسرار الناس، والقادر والمقتدر، ونصرة المظلوم على الظالم، وفي المشهد الشفاعمري وهذه حقيقة.

فقدنا في السنة الأخيرة خمسة وجوه، وبالنسبة لنا كان هؤلاء أرواح وُهِبت من السماء، ولكل واحد قصّته وسيرته، ولا يملك أحدا محاسبة البشر على أعمالهم، وفتح ملفاتهم، لأن الكمال لله، وكلنا ناقصون، وكما قال السيد المسيح: "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر".

الراحلون هُم من أبناء المدينة نالوا الحياة الأبدية، وارتاحوا بسرّهم، وإن أخذت الإجراءات القانونية مجراها، ولهؤلاء أطفال ونساء وشباب وصبايا، من حقهم مواصلة مسيرة الحياة، ولا يمكن تحت أي ظرف أن يُقتل هؤلاء مرتين، وندفن الأحياء مرتين، ولا ذنب للورد بشوكه.

لا يمكن لأمة أن تسمو وتعلو وتبدع وتنتج، إذ بقيت في قاع الأشياء الصغيرة، ولا يمكن لبلد أن يرتقي إذا التهى في إزالة قمامة وخردة، قطعت الطريق الرئيسي وشوّهت جمال بلدة، ولا يمكن لأمة أن يسمو ويبدع أهلها إذا التهى أهلها في صغائر الأمور، لأن من حقها أن تلامس الشمس وزرقة السماء.

مدينة لا تحمل عنوانًا لحل القضايا المصيريّة، على سبيل المثال العنف، ستضيع خارطتها وملامحها، وأمة ليس لها قيادة حكيمة، تأخذ بها لشواطئ الأمان والاستقرار، فإنها زائلة لا محالة. شفاعمرو كانت في الماضي القريب تحمل اسمها لأنه كان رجالا يحملون ضميرا، ولا ينامون ولا يرتاحون، إذا لم تُحَل مشكلة بين أهلها.

من يرمي همومنا نحو شرطة من واجبها الحفاظ على أمن سكانها، فإنه يتهرب من مسئولياته، والشرطة ذراع إن قامت بواجبها، والحمل الأول على قيادة اجتماعية وسياسية، تعرف وجهة السفينة، ومن هنا أطالب بإعادة انتخاب لجنة إصلاح محلية، مؤلفة من وجوه ووجهاء، يكونون عنوانا للخير وإصلاح ذات البين، وبناء الجسور بين المتنازعين، ويُعلن رسميا عن إقامة هذه الهيئة، لربما باستعادة العنوان يحفظ كيان مدينة يعود تاريخها إلى أربعة قرون.