[x] اغلاق
عيسى خوري وصبرات سيدنا أبو عربيِّة
31/7/2019 8:49

عيسى خوري وصبرات سيدنا أبو عربيِّة

بقلم: زايد خنيفس

قبل أسبوع استفاق المحاسب الياس وديع خوي ليكتشف بأن هيكل سيارته الخاصّة أصيب بعيارات ناريّة، عندما كانت مركونة بجانب بيته في حي ظهر الكنيس في شفاعمرو، وعند زيارتي لبيته متضامنًا، مستنكرًا، ثائرًا على الأوضاع التي وصلنا إليها في هذا البلد وبلدات أخرى.

الياس خوري لا يحتاج لشهادة حسن سلوك من أحد، لأنه ينتمي لعائلة سكنت حي البرج، تجاور مقام سيدنا أبو عربيّة، رضي الله عنه، وأعرف شقيقه الأكبر عيسى أبا وديع عندما كنت أعمل في مطلع حياتي في مدينة بئر السّبع، وهنا كانت بداية بناء قصة نجاح شاب شفاعمري، والياس وعيسى ومنير وسمير، تعود جذورهم لشجرة طيّبة أرضها خصبة بتربيتها، وظلالها الوارفة ألقت بثمارها في الأنحاء، لتؤلّف قصة عائلة درَجَت من لا شيء وبدعاء والديهم لامسوا قمّة ولم ينسوا بداياتهم.

رصاصات الجبن تُصوّب في الليل الدّامس، لأن مصوّبها خالٍ من أحرف الإنسانيّة، وغابت عنه وعن مرسليه بأن البلد على موعد مع انتفاضة أهلها، وإذا ثار الشفاعمري على حقّه، فلن توقفه جحافل الحقد القذرة، وإطلاق النار وإن كانت رسالة تهديد، فإنها مردودة لأصحابها، لأن الله لا يقبل تعديًّا ولا ظُلمًا ولا جفلة طفل وعصفور، وإن أمهل الله البعض فلا يهمِل البعض، وخير الجسور هو الحوار، أفضل  من رصاصة طائشة، جلس الشّيطان بدوائرها.

هاتفني منتصف الأسبوع الأخ الكبير عيسى خوري، وروى لي حكاية حصلت معه عندما كان يبلغ العاشرة من عمره، عندما اقتنى له والده المرحوم دراجة هوائيّة، وخلال مشوار عيسى الأول على دراجته، قال لي أبو وديع، "سقطت في بين ألواح الصبر التي تفصل بين أرضنا وأرض مقام سيدنا أبو عربية (ر)...

... "امتلأ جسدي بالشوك، المعروف بخطورته، واعتقد البعض في تلك اللحظة، بأن قد غادرت الدّنيا، وانتُشِلت بهمة من تجمع في المكان، خلال هذه الفترة استعان الأهل بزبد الجِمال لعلاج جسدي، وتوجّهت والدتي المرحومة إلى قبر سيدنا أبو عربيّة، نذرت نذرا، من أجل شفائي، وبقيت أعاني من بقايا الشوك عدّة سنوات".

دعاء الوالدين واستجابة الله ودعاء الأولياء الصّالحين، فيها استجابة من الله، لأنه يعرف سرّ خلقه، ويُدرك بأن طريق الخير هو الأبقى، ورصاصة لن تؤخّر أو تُقدّم، لأن الجالسون على عروشهم، قادرون على محاسبة من اعتقدوا أن الدنيا تفرح لهم ساعة.