[x] اغلاق
وأخيراً رفعوا أياديهم متشابكة واتفقوا(؟!)
1/8/2019 11:21

وأخيراً رفعوا أياديهم متشابكة واتفقوا(؟!)

الإعلامي أحمد حازم

المتابع للتطورات الأخيرة، يلاحظ أن "المشتركة" التي يريدون إقناع الشعب بأنها نتاج إرادة جماهيرية تتميز بتركيبة تناقضات من ألفها إلى يائها، وما نسمعه من مركباتها ليس سوى ذر الرماد في العيون، من أجل حمل لقب "نائب" بالمفهوم البرلماني العالمي ، لكن بالمفهوم الإسرائيلي يختلف اللقب  عن كل برلمانات العالم إذ يعرف بـ "عضو كنيست".

الكلمات التي ألقاها الثلاثي (عودة،طيبي وعباس) في المؤتمر الصحفي الأخير لهم، كانت مفردالتها منتقاة بطريقة نفاقية لبعضهم البعض، لأنهم يعرفون جيدا أن مصيرهم مرتبط بالمشتركة إذ لا يمكن أن يصلوا لهدفهم كل على انفراد، وبالتالي هم مجبرون على التبجح بالوحدة (والمقصود هنا وحدتهم هم) وليس الوحدة بشكل عام، وإلا لماذا يدور الحديث فقط عن أربعة أحزاب؟

ايمن عودة، الذي لا يرضى أبداً أن يكون غيره رئيساً لأي قائمة مشتركة إن كانت من حزبين أو ثلاثة أو أربعة أو حتى من عشرة، قال في كلمته :"  نبشركم بولادة القائمة المشتركة من جديد" وأنا أسال عودة : كم قائمة مشتركة ولدت لغاية الآن ولماذا؟ وأنا أذكّر أيمن عودة بأن ثلاث قوائم ولدت وفشلت والقائمة الجديدة هي الرابعة. الأولى عام 2015 والثانية في نيسان هذا العام وكانت مشكّلة من قائمتين، والثالثة  ركبتها لجنة الوفاق على هواها لكنها فشلت قبل ولادتها بسبب خلاف على المناصب والأرقام، والرابعة التي بتحدثون عنها الآن. حزب التجمع الذي كان خارج المؤتمر الصحفي (لأنو كان زعلان)  عاد إلى المشتركة كما كان متوقعا (ويا دار ما دخلك شر) والسمكة لا يمكن أن تعيش خارج البحر، والمشتركة هي بحيرة الأحزاب الأربعة.

 أيمن عودة يعترف (مشكوراً)  بالفشل والإخفاق والإساءة للشعب عندما يقول:" حدث اخفاق قبل اربعة اشهر شهد اساءة لشعبنا، الذي قلق وتذمر وهو محق بهذا التذمر والقلق وهو الان يصنع هذه القائمة المشتركة". هنا وقع عودة في خطأ فاحش، وهو أن هذه المشتركة التي يتحدث عنها هي من صنع  الأحزاب الأربعة وليس من صنع الشعب، لأنه لم يوافق عليها ونتائج صناديق الإقتراع هي التي تظهر مدى مكانة هذه المشتركة لدى الشعب، وليس أيمن عودة.

الجبهوي عودة أشاد بلجنة الوفاق قائلاً " انها قامت بدور توفيقي". وأنا أستغرب عن أي دور يتحدث عودة؟ هل نسي أن حزبين من  مركبات المشتركة هاجما لجنة الوفاق ووجها إليها انتقادات شديدة اللهجة لأنها لم تتوفق في توفيقها بين المتنافسين على المقاعد، وأيضاً "الجبهة"أعربت عن استيائها وإن كانت لهجتها أخف من لهجة الحزبين؟ هل نسيت يا أيمن أن ماجد صعابنة استقال من لجنة الوفاق بسبب فشلها واعترافه بوضوح بالفشل؟ وهل نسيت ما قاله صعابنة بالحرف الواحد:" بعض الاحزاب همها كان المقعد ولا يشرفني أن اجلس مع هذه الناس"؟ 

قادة الأحزاب الأربعة يتوجب عليهم أخلاقيا وسياسياً الحديث بصراحة للشعب عما جرى والإعتذار من الجماهير التي هي وحدها فقط صاحبة القرار في المسامحة أو مواصلة العقاب. لكن هؤلاء القادة، يفعلون عكس ذلك: فهم يختبئون وراء استخدام المفردات الوطنية والوحدوية ويرعبون المواطن من اليمين بكل فئاته وغير ذلك من كلمات التهييج، التي تصب في مصلحتهم. 

لكن الحقيقة أيها (الأربعة)اللاهثون وراء الكنيست تكمن في مكان آخر: فعندما شعرتم باقتراب موعد تقديم اللوائح الإنتخابية وأن (المياه لا زالت تجري من تحتكم) سارعتم للإتصال ببعضكم البعض ومنكم من قدم تنازلات مدعياً بأنها من أجل المصلحة العامة، ومنكم من أعلن عن قبول الأرقام المعروضة عليه آحادية كانت أم ازدواجية، كل ذلك من أجل البقاء في الكنيست تحت غطاء القائمة المشتركة. فكفاكم كذباً واستهتاراً بالناخب بالقول أنكم تعملون من أجل الشعب.

،يوم السابع عشر من شهر أيلول/سبتمبر المقبل سيكون موعدكم مع الجماهير وعند الإمتحان يكرم المرء أو يهان وان غداً لناظره قريب.