الأخوان الرحبّاني ... لروحيكما سلام 12/8/2019 5:59
الأخوان الرحبّاني ... لروحيكما سلام زهير دعيم الوتر الهامس ، المُضمّخ بشذا الإبداع ، المُزنّر بالحِسّ المُرهَف. سيمفونية الشّرق ، الهازجة على بيادر الأيام والناثرة قمح الأنغام عطرًا وهمسًا وصدىً. عبَق الموسيقا القافز مع كلّ نسمة وقطرة طلّ ، ومع كلّ وشوشة عندليب يُدوزن أغرودة عِشق. ألحرف الجميل الرّاعش تارة ، والصارخ أخرى والمُتهادي ثالثة والزّارع في النفوس ألف شوق وألف رجاء ومليون سوسنة. هكذا هما الأخوان الرحبّانيّ : قصيدة جميلة ترفل على جبال صنّين وبسكنتا وبْشرّي ويصل مداها وصداها الى الجليل والمحيطات وأقاصي الأرض. هكذا هم الرّحابنة : موّال شجيّ يدخل النفوس دونما استئذان ، حملته فيروزة الدُّنيا على أكفِّ الإبداع ففرّحتِ القلوب ولوّنتِ النفوس وعطّرت الأماني بعطر الرجاء والطّهر والقداسة وعبق الآتي. هكذا الرحابنة : أغرودة جميلة غردها الصافي ونصري شمس الدين وهدى حداد وجوزيف عازار وملحم بركات وعبده ياغي وكثيرون فرسمت على جبين الشرق عزًّا. حقًّا الرحابنة مدرسة وأيّة مدرسة ، غرست جذورها في أعماق الفنّ وتربته ، فشربت الأصالة وأورقت ووصلت أفنانها الى الأعالي ، فصدح البلبل على أنغامها وترغل الحجل والحسون على هضابها وقممها. بل هي ايضّا مدرسة الحرف الجميل والقصيدة الرائعة ، التي تسرقك اغنياتها من نفسك فتروح تدندن معها وانت منتشٍ. كانا اثنين ... من انطلياس – لبنان الاخضر الحلووو ...وكان الياس ما زال يافعًا.. عاصي حنا الرحبّاني ( زوج فيروز وأبو زياد ) ( 1923- 1986 ) منصور حنّا الرحبّاني ( 1925- 2009) وكان عاصي وما زال قيدوم الفنّ والمايسترو الرائع الذي ما فتىء كما منصور يكوكب في نفوسنا رغم نتقالهما الى الفردوس، فقد حملا الفنّ الشّرقيّ وسموا به حتى السّماء ، فطربت السماوات وخشعت في محرابه الملائكة كيف لا... و " أنا الأمّ الحزينة " و" اليوم عُلّق على خشبة " " وا..حبيبي" والكثير الكثير من الترنيمات تخشع لها الارض والسماء ولا ننسى مئات الاغاني ..وكيف ننسى وفيروز الصّداحة ؟ وكيف ننسى و " هيْك مشق الزّعرورة" التي ستبقى خضراء حتى ولو انقرض الزعرور . وكذا " تلج تلج " ستبقى ملوّنة بالبياض حتى ولو انقطع الثلج من الوجود .. و" لبنان يا أخضر حلو " ستبقى تزهو وتُردَّد حتى ولو غمرت القّمامة كلّ لبنان !!. عمالقة واكثر هؤلاء الرحابنة : عاصي ، منصور ، الياس ، زياد أسامة ، غدي ، مروان و غسّان والكثيرون الذين يحملون لواء الفنّ الجميل بأمانة وإخلاص وإبداع لا يعرف الحدود. فيروز رائعة واكثر وقد زادها الرحابنة تألّقًا وألقًا ووهجًا ، فهي تدين لهم بالمجد والشهرة . الرحابنة عالم سحريّ فريد تقف الحروف والكلمات حيالهم عاجزة بكماء.. إنّي أقرّ وأعترف. عاصي ومنصور لروحيكما سلام.
|