[x] اغلاق
شرائع عالَـم الحُـب
5/9/2019 9:53

شرائع عالَـم الحُـب

بقلم: مارون سامي عزّام

لدي ستة مطالب على الفتيات التقيُّد بها، الطّلب الأول أن يتنازلن عن حقوق ملكيّتهن لماضيهن، لأنه لم يعُد ضمن مساحة حياتهن الشخصيّة الجديدة، التي يسعين لتنظيفها من شوائب الغش والخداع... الطّلب الثّاني أن يرفعن عن الشبّان حصار كبريائهن المخيف، الذي أجّج بداخلهم نيران حب الاستطلاع، حتّى التهمت دفاتر تساؤلاتهم.

أمّا بالنسبة للطّلب الثّالث فهو، أن تحطّم الصبايا قيود عقليّتهنّ المقتبس بعضها من العوالم الترفيهيّة الحديثة، فرضنها على مفاهيمهنّ المتنوّرة عصريًّا!، التي يجب أن تنشق عن مبادئ مجتمعنا، فعقلية بعض الفتيات تنادي بأن يرتبطن بشخص يلائم مستواهنّ الاجتماعي والمعيشي، يتعقَب "بصمات أناملهن" عَبر مواقع التواصل الحديثة المؤثّرة!!، يعني يرِدنه أداة تنفيذيّة لا قيمة لها، مبرمج حسب سلوكياتهن!

الطّلب الرّابع أن يُطلقن سراح تأنيب الضمير من معتقلات النّدم، حتّى يستطعن التأقلم كليًّا مع وضعهن الجديد، وألاّ يقتحمن ثانيةً مضاجع التردّد، المليئة بوسائد إضاعة الوقت الوثيرة، الطلب الخامس، أطالب الفتيات بإزالة أشرطة الذّكريات البالية من مُحيط ذاكرتهن القديم، لأنه حينئذٍ سيفتحن أبواب التجارب السابقة، التي يجب أن يغلقنها بأقفال النسيان، الطّلب السادس أن يُفطمن كليًّا من إدمان تناول مخدّر "قلة الحظ"، الذي يُدمّر البنية المستقبلية السّليمة لبناء حياة سعيدة مع نصيبهن.

فرضتُ هذه الطّلبات لأنّي في بلادي نشأت على شرائع سلمية، تجهل شيئًا اسمه... رفض... خصام، فهذه الكلمات لم تدخل أبدًا شرائع بلادي، أنا أطمح بتنظيم توقيت الساعة البيولوجية الثانية للعاشق، كي يسمع دقّاتها، عندما تقترب ساعة لقائه بفتاته. قرّرتُ أن أُخلِق قدر الإمكان عالم حب متسامحٍ وغفورٍ، تعرف فيه الفتيات تشخيص مشاعر الشاب تشخيصًا منطقيًا وعقلانيًّا، غير عشوائي أو مزاجي... أتعهد لأي فتاة بأنّ الشّبّان في هذا العالم سيتغاضون عن مساءلتهن عن ماضيهن.

أتيت إلى هذا العالم حتّى يتّخذ كل قارئ من إبداعاتي العشقيّة غذاءً روحيًا لنفسيته، فهي لم تعُد مجرّد لوحات شاعرية، كما يدعي البعض... فإنها تعويض عن نقص حاد لدى بعض الشبان لمضادات اليأس. إنّي أتيت إلى هذا العالم مُصلحًا لنُظُم حب معطّلة، أتيت لأرمّم مدارس الإيمان بنهج الحب، لأن سياسة الوفاق، لم ولن تتطوّر، بل ستبقى تقليديّة كما عهدناها.