[x] اغلاق
شفاعمرو... وخيمة من أجل البقاء
16/10/2019 9:25

شفاعمرو... وخيمة من أجل البقاء

بقلم: زايد خنيفس

سطع اسم اللجنة الشعبية الشفاعمريّة، خلال أحداث المجزرة التي ارتكبها جندي فاشي، كل همّه كان قتل العرب، وواصلت اللجنة نشاطاتها في قضايا البيئة والصّحّة، وهي مؤلفة من ممثّلين سياسيين ورجال مجتمع ، وعادت اللجنة الشعبية إلى الأضواء مجدّدًا، بعد هدم ثلاثة بيوت لأبناء المدينة.

الحدث المفاجئ هو عودة اللجنة للعمل تحت عنوان "البناء والبقاء"، وهو موقف وطنيّ جاء في الواقع كمطلبٍ شعبيٍّ وجماهيري، حفاظًا على كرامة أبناء هذا البلد، من أجل بقائهم فوق أراضيهم، في ظل غياب تنظيم وتخطيط واضح وسليم، ولضمان نجاح أهداف اللجنة الشعبية، ورفع الضيم عن الأهل، فإنها تحتاج لتعاون مع السلطة المحليّة والبلديّة بتناغم تام، وإن جاز لنا من خلال التجربة الأخيرة لعمل اللجنة الشعبية، نلاحظ وجود عمل منقوص في أدائها، وخاصةً عدم احتواء كافّة الأطُر الشعبية والجماهيريّة تحت رعايتها.

لا نشك في قيادة هذه اللجنة، لكن واجبنا يحتّم علينا أن نقول بكل صراحةٍ، لقد غابت عن اللجنة مسألة تحديد الأهداف الأساسيّة لعملها بصورة مهنيّة، واتّباع أساليب عصريّة، ومن أهمها، تحويل اللجنة إلى جمعية رسميّة، معترف بها من قِبَل جهات مختصّة، لأن العشوائيّة في العمل التنظيمي، يؤدي إلى الفوضى، ويكون مصيره الفشل، وعدم تحقيق الأهداف المرجوّة، لانعدام الشفافيّة في العمل الشعبي.

يتوجب على اللجنة الشعبيّة أن تبقى مؤسّسة فوق أي اعتبارات سياسية أو حزبيّة، وعليها أن تضع مصالح النّاس ضمن أولوياتها، في ظل تقاعس السلطة المركزيّة، التي تحاول إلغاء وجود نظام حياة طبيعي متساوٍ لكل مواطني هذه الدولة.

يعمل أعضاء اللجنة الشعبيّة الشفاعمريّة تطوّعًا، مُضحّين بوقتهم الثّمين، على حساب حياتهم الشخصيّة، متحملين الملاحظات والانتقادات الموجّهة إليهم، في حساسيّة كل عمل يقومون به، حيث يتطلّب هذا الوضع إعادة ترتيب وتنظيم اللجنة، لتشمل كافة الأطُر، مع قراءة واضحة لشرائح المجتمع المحلي، ليبقى عنوانها "شفاعمرو فوق الجميع"، وهي فرصة أن نرسم باقة ورديّة على صدر كل عضو في اللجنة، متوجّهين إلى كل أهلنا في هذه المدينة، من أجل التعاون على إنجاحها، فهي مظهر حضاري، يعكس مشهدنا ووجوهنا، والخيمة لها دلالاتها، فهي تجمع تحتها صراع البقاء.