[x] اغلاق
الشيخ أبو صالح، سليمان سعِد قلعة الإنسانية الشّامخة
23/10/2019 9:50

الشيخ أبو صالح، سليمان سعِد

قلعة الإنسانية الشّامخة

بقلم: زايد خنيفس

بحث الفاتحون الصليبيون عندما وطأت أقدامهم أرض شفاعمرو عن صخر البازلت لبناء قلعتهم، وبحث الفاتحون الأتراك عن أطلال قلعة، لتشييد قلاعهم، فرحل الفاتحون وغادروا ولكن القلعة ظلّت صامدة بين الأرض والسماء، وتشهد الزوايا على حقبة تاريخية، تروي قصصًا وحكايات. هذا الأسبوع لفظ العم الشيخ أبو صالح، سليمان سعِد أنفاسه الأخيرة، وهو الساكن منذ سنوات طويلة، بمحاذاة قلعة الظاهر عمر، وهنا التقت قامة القلعَتين والفرق شاسع بينهما، فالأولى تجمع أشكال الحجر، أما الثانية فهي قلعة شامخة من الإنسانية، حصينة بالواجب والقيم.

لا تأتي محبة الناس من فراغ، بل لكل شيء له جذوره، ولم تفقد عائلة سعِد مرة سربها، فهي معروفة منذ مئات السّنين، أهل دين ومجتمع، بل كانت مقرا وعنوانا وركنا للخير والمحبة والتسامح والتقوى، ولا تأتي محبتي للراحل صدفةً، بل لأن والدي رحمه الله، كان يعرف اختيار رفاقه، في زمن كانت الرّجال معدنا نادرا، ومواقفا تبقى في ذاكرة الزمن.

حمل الراحل من طينته الطيّبة خصائلاً عديدة، فكان صادقَا في مصدر رزقه، واختار الخيل الأصيل وعشقها، لأنه يليق بالرجل الأصيل امتطاء حصان الأصالة والعزّة.

إن شاء القدر ستبقى قلعة الظاهر عمر العريقة، تطال السّماء، والتي بُنِيَ أساسها على صخر البازلت، لن تحرّكه إلاّ مشيئة الله، ومن نشأ في بيتٍ أصيل، لا خوف عليه، لأن الجذور عميقة في أرض الصلاح الخصبة بأعمال البر، لأن الرّاحل عَلَمًا مجتمعيًّا وأيقونة اجتماعية، تسطع بالأمانة والصّدق...