[x] اغلاق
سقوط نتنياهو أو بقاؤه لن يغيّر شيئاَ
24/10/2019 9:25

سقوط نتنياهو أو بقاؤه لن يغيّر شيئاَ

الإعلامي أحمد حازم

خلال جولتي الأوروبية الأخيرة التي انتهت قبل أيام قليلة، التقيت مع مسؤولين في بعض الأحزاب الألمانية مهتمين بالصراع العربي الإسرائيلي. ومن بينهم مسؤولين في أحزاب مشاركة في الحكم. وقد لمست منهم بالإجماع موقفاً موحداً فيما يتعلق برئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، إذ قالوا أن بقاء نتنياهو في الحكم أو ذهابه لن يغير أي شيء في صيغة التعامل مع فلسطينيي الداخل، الذين يحلو للبعض تسميتهم "عرب إسرائيل" وهي التسمية التي فرضتها إسرائيل علينا لإبعاد كلمة فلسطين عن أفواهنا وأفواه أبناءنا من الأجيال الاخرى.

هؤلاء القادة الألمان عرفوا الحقيقة عن بعد، بسبب اطلاعهم على حقيقة ما يجري في إسرائيل . لكن نوابنا الأفاضل في القائمة المشتركة المفروض بهم أن يكونوا أكثر اطلاعاً وأكثر وعياً من الألمان خصوصاً وأنهم أصحاب قضية (على الأقل نظرياً) لم يكن لديهم هذا الموقف واتبعوا نهجاً مغايراً كلياً، إذ اعتبروا أن الجنرال غانتس أفضل من نتنياهو. وهنا يكمن قصر النظر السياسي. قد يقول البعض ان نواب التجمع  غردوا خارج سرب المشتركة حيث رفضوا التوصية على تكليف غانتس، في محاولة منهم لإظهار نفسهم بأن هذا الموقف هو موقف وطني. لكن في حقيقة الأمر فإن  سبب امتناع التجمع عن تكليف غانتس لا علاقة له أبداً بالوطنية، بل له أسباب سياسية أخرى لا أريد الغوص فيها الآن.

هناك مثل شعبي فلسطيني يقول:" الجاجة ما بتستغني عن مؤخرتها".  والإستتطلاع الذي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي، أكد صحة هذا المثل. فقد أظهر أن 56% من المواطنين اليهود يؤيدون ابرام اتفاق بين نتنياهو وزعيم تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتوليهما منصب رئيس الوزراء بالتناوب، بمعنى أن الأكثرية تؤيد بقاء نتنياهو رغم اتهامات الفساد الموجهة إليه.

تعالوا نتصارح بكل شفافية.  نحن الفلسطينيون في الداخل  نعاني من عنصرية النظام الإسرائيلي الذي لو كان الأمر بيده لأخرجنا من أرضنا، أرض الآباء والأجداد. وخرج علينا النظام قبل فترة بقانون القومية الذي يؤكد على أمرين مهمين: أولهما أن هذه الدولة (إسرائيل) هي دولة لليهود، وثانيهما أن الفلسطينيين فيها هم مجرد بشر يقيمون في هذه الدولة وإن كانوا يحملون جنسيتها وسلوكيات النظام تجاهنا تؤكد ذلك، حيث لا مساواة مطلقاً بين اليهودي والعربي في كافة مجالات الحياة العامة.

إذاً، لماذا نهتم بأمر بقاء نتنياهو أو ذهابه؟ هذا السؤال موجه لقادة المشتركة "إحنا شو دخلنا إذا ظل أو راح" هم يختلفون مع بعضهم على الحكم وليس على مصلحة العربي. "إحنا شو دخلنا ... فخار يكسر بعضو". كان الأولى بالمشنركة أن ترفع شعارا رئيسا يهم العرب. وليس إسقاط نتنياهو، لأن إسقاطه أو بقاؤه لا يهمنا كفلسطينيين، لأن البديل ليس أفضل منه. كلهم يقولون بصريح العبارة ان إسرائيل دولة اليهود، حتى غانتس الذي تفضله "المشتركة" ولا سيما صديقه أيمن عودة يرفع هذا الشعار. ولذلك على المشتركة أن تجد أساليب أخرى وتطرح مواضيع لخدمة فلسطينيي الداخل وليس لخدمة يهود الداخل.