[x] اغلاق
عام ولّى والحصيد ليس الحصيد
7/11/2019 9:09

عام ولّى والحصيد ليس الحصيد

بقلم: زايد خنيفس

تمرّ الأيام بسرعةٍ، وفي الثلاثين من شهر تشرين أوّل، انطوى عام على انتخابات البلدية، والعمل البلدي يقاس بعرضه وإنجازاته على الأرض، وليس أرقامًا. البلدية وُجِدَت كمؤسّسة لخدمة المواطن بشتّى المجالات الحياتيّة، ولم تكُن مرةً مقرًّا لقضاء الوقت وختم البطاقة، ومجرد مكاتب مغلقة لرؤساء الأقسام، أو القيام برحلة أسبوعيّة أيّام السّبت.

للأسف الشديد شفاعمرو ما زالت تعتبر قرية كبيرة، في الخدمات المشاريع على أنواعها، ولم تحقّق وثبةً في السنوات الأخيرة، وبقيت تدور في دوائرها الصغيرة، تحوم في فلَكِ نفسها. المواطن يتحمّل مسئولية كبرى وحاسمة في تحديد هويّة من يرسِل من الأعضاء للجلوس حول الطّاولة المستدرة، وكما قال لنا رئيس كتلة الجبهة، زهير كركبي: "ماذا تتوقّع من عضو بلدية لا يحمِل حتّى قلمًا، يسجّل ملاحظاته على دفتر"، وإن استشهدنا بكلام رئيس البلديّة، عندما قال لنا: "ماذا تتوقّع من موظّف، لا يملك انتماءً لبلده".

في هذه النماذج الواقعية من حالنا البلدي، فإن المستقبل ضبابي، لا يبشّر أبدًا بإحداث ثورة في العمل البلدية، والمطلوب حالاً، إعادة تنظيم هيكلة أقسام البلدية، وإنهاء عمل بعض الموظّفين، الذين أمسكوا بمقدّرات وعصَب البلدية والبلد، لذلك يتوجّب على رئيس البلدية أن يتّخذ الإجراءات المطلوبة...

... عدَا ذلكَ سنبقى في قعر التقدّم، بعيدين عن أي حداثة وحضارة، والأمر الأهم، يجب تنظيم أحياء البلد وترسيم حدود المدينة، ورفع خطر الهدم عن البيوت، لئلاّ نعود لمَشاهد البصلية، لأن العمل البلدي، مبني على رؤيا مستقبلية واضحة المعالم، وتخطيط صحيح، وليس فقط تغيير وجه شارع من الأسود إلى الأسوَد.

شاهدت مؤخّرًا فيديو قصير لجلسة البلدية، طُرِحَ فيها موضوع العنف، واستفزّني مغادرة بعض الأعضاء للجلسة، وأجواء الفوضى التي سادت، لا تشرّف مجلسٍ بلدي أنيطَ به حمل هموم النّاس.

غير مقبول علي أن يقول المسئول الأول: "لا علاقة لي باتحاد المياه، وبالأعمال التي يقوم بها"، ورئيس البلدية وأعضاء مجلسه البلدي، هم العنوان الأول والأخير، والمواطن لا يعرف إلاّ عنوانهم، وأي حديث آخر، يعتبر هروبًا من المسئوليّات العليا، واتحاد المياه ولجنة التّنظيم، هما فرعان من شجرة البلدية.

انطوت سنة والسنوات الأربعة المتبقية ستنطوي، والناس ستجمع غمار الحصيد، وكل شيء في مواسمه، إنّنا نتمنى على مجلس بلدي أن يكون بحجم هموم البلد، ولا يعصُر الأيام فقط، وإذا كان المشروع الأول السِّلم الأهلي، فإن من حق البلد أن يرتفع بكل مشاريعه، نحو زرقة السّماء.