[x] اغلاق
أنا... ودُستور الحُب
14/11/2019 9:14
أنا... ودُستور الحُب

بقلم: مارون سامي عزّام

رهبة الاعتراف بالحب:

لا أدري ما الذي يدفعني للاعتراف لكِ بحبّي في مثل هذا الوقت، الذي سحَبَ أعذاري من تحت بساط تمهُّلي، ثُمّ لماذا تصر هذه الكلمات البسيطة على التشبث بخيوط خيالي، دون أن تخاف الوقوع في شبكتها، التي تحمِلُ معها اعترافات ما زالت حيَّة لم تمُت في ضمائر العشّاق... وملفوفة بأوراق آمال بالية.  لذا فإنّي أخشى أن تهرب مني الكلمات إلى داخل مجلَّد الحب الكبير، فتُشتَّتها صفحاته، ليصعُب عليّ جمعها مجدّدًا، قرّرتُ العودة إلى أدراج عالم الكتابة، وفتحت غلاف دفتري، أفكّر بطريقةٍ ما، لأستخرج عبارات اعترافي من بئر أسراري...    

دنو لحظة الاعتراف:

وجدت قلمي مستلقيًا فوق دفتري، يدعوني لأضمه بين أنامل أفكاري. تناولته بلا تردد، فتحتُ دفتري ذا الأسطر المنتظمة، كأنها مقاعد للشُّهود، في قاعة المحكمة، تنتظر لحظة النُّطق بالحُكم. وهكذا راحت ريشة قلمي تفرز هذه الجمل:

ربما لست المعجب الوحيد الذي يود التعرف بكِ.

ربما لست الوحيد ممن مروا على دروب قلبكِ.

فاحسبيني عابر سبيل اعترف بحبه لكِ.

انتهيت من كتابة شهادتي القصيرة، وأرسلتها، عبر مرسال موقع التواصل الاجتماعي، وإلى الآن لم تقرأها، تنتظر شهادتي المرتبكة الحائرة، صدور حكم قضاة محكمة الحب: عينَي وقلب صديقتي.

ما بعد الاعتراف:

عذرًا صديقتي... عندما تقرئينها، لا تقسي بحُكمكِ عليّ، لأن اعترافي ليس إلاّ وثيقة حب معتّقة بالرّهبة، كتبتها والقلم يهتزّ بين أنامل أفكاري، يُدرِكُ أنّك المحاميّة التي ستنظُر في ملف اعترافي بسرعة، وملامح الاستغراب توجّهكِ، لتُقرّري إذا كنتِ ستتبنّين اعترافي، حتّى يكوُن بنيةً عشقيّة أوليّة، ترتكز عليه قضيّة حبّي المصيريّة، وربّما المشبوهة بنظركِ.  

اعقدي جلسة مغلقة مع مستشار ضميركِ وهيئة أحاسيسكِ الموقّرة... ومهما كان قضاؤك، إني راضٍ به، لن ألعن دستور الحب... لن أمحو بَندًا من بنوده القائلة: لا تُكرِه فتاة على حب إنسان.

صديقتي، أرجو أن يبقى هذا الاعتراف تذكارًا من صديق لصديقته... رجاءً، لا تمزقي شهادتي، فحرام أن ترجمي محراب قلبي بالكلام المقذع، فهو قد احتضن سركِ بداخله، وحسب بند دستور الحب: لا يحق للفتاة أن تزرع بذور الخصام في أرض الصداقة، لمجرد اعتراف معجب بحبه لها، وبند آخر ينُص: يجب على الطرفين التروي قبل الإقدام على الاعتراف، وأن يُهيّئا نفسيتهما لأي رد فعل يصدر عن أحدهما.

حافظي صديقتي إذن على شعلة الصداقة التي بيننا ولا تطفئيها، واجعلي منها منارًا ونبراسًا يهتدي به المعجبون.