[x] اغلاق
شفاعمرو وحسابات الخارطة الهيكلية
15/1/2020 11:09

شفاعمرو وحسابات الخارطة الهيكلية

بقلم: زايد خنيفس

لا تتعجّل السُّلطة بكل أذرعها الطويلة والقصيرة، بالمصادقة على الخرائط الهيكلية في قرانا ومدننا العربية، ولا تتعجّل في مراحل إعداد والمصادقة على هذه الخرائط، لأنها تُدخِل في حساباتها الحصوة قبل تلة وهضبة وسهل، هكذا تعلّمنا ممن سبقونا، والعقول والأفكار ورؤية السُّلطة في قضايا الأرض، لم ولن تتغيّر، والأرض بالنسبة لهم كيان، وبقية الناس تبقى هوامش، والمسموح لهم، محظور علينا، والمطلوب صمود ومواجهة، وتخطيط.

للسلطة ليس فقط أذرعًا، بل الأخطر زعانف منا، تمرّر مخطّطات سلطة أصرّت وليس من باب الصّدفة، على سن قانونَي القومية، وكمينيتس، لم يولد بلا والدين، بل عنوانه شريحة من الناس، يكفيها هواء وطعام، ليبقى مستقبل أبنائها رهين الاستجداء والمعاناة، والمخالفات الباهظة والمجحفة، وأن تقضي نصف حياتك، بين تسديد رسوم المخالفات، والتنقل بين أروقة المحاكم، فيتّهمونكَ، بتهمة الإجرام، وأنك خارج عن القانون، لأنك فكّرت بطفلك وابنك، ومستقبل واعدٍ، كباقي البشر في هذا الكون.

سعت إدارات البلديات السابقة، إلى توسيع مسطّح شفاعمرو، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها، والإدارة السابقة تابعت قرار الداخلية، خلال فترة الرئيس ناهض خازم، والقاضي بتخصيص ميزانية، لإعداد خارطة هيكليّة شاملة، ذات رؤية لسنوات طويلة، لتشمل المناطق السكنية والتجارية والخدماتية.

تابعت الإدارة الحالية هذا الملف الهام، وهنا لا بد من وقفة نضع بين يدي المسئولين في لجنة التنظيم وقسم الهندسة وأعضاء البلدية، مسئولية تاريخيّة، يحاسَب عليها كل فرد من موقعه، ماذا أعطى وساهم من أجل الأجيال الواعدة، التي تبحث عن مسكنٍ ومصلحةٍ، ومدينة من حقّها أن تكون بد كل هذه السنوات، عصريةً بتخطيطها، واعدة بآمالها.

اللقاء الذي جرى هذا الأسبوع في قاعة بلدية شفاعمرو، بحضور أصحاب الأراضي وممثِّلة من اللجنة اللوائية في الشمال، لسماع موقف أصحاب الأراضي، من اعتراضات مستوطنة عادي، ومجلس إقليم عيمق يزراعيل، على الخارطة الهيكليّة، وغياب مسئولي البلدية عن هذه الجلسة، كان خطأ ولا نريد استخدام كلمة أكثر فظاظةً.

لا يمكن تحت أي ظرف أن تُملي علينا مستوطنة عادي شروط عشقها للطبيعة، لتمنعنا من البناء، وكأننا لسنا جزءًا منها، ومن حضَرَ ضيفًا منذ سنوات، والتحف جزءًا من أرضنا، وجَبَ عليه التزام الصّمت، بحدود الأدب، وصمت المسئولين من بيننا، قد يكلّفنا في زمن آتٍ، محاسبة أطفالنا، وأصحاب الأراضي في قسائم الطيبة وكرم الشبّار، ووعرة النملة، والظهر الأحمر، هُم من وجه هذه المدينة، وليسوا ضيوفًا، والخارطة الهيكلية، هي عامودنا الفقري.