[x] اغلاق
نحن الوباء!!!
5/2/2020 8:45

نحن الوباء!!!

بقلم: زايد خنيفس

وباء فيروس "الكورونا" حصد حتى الآن أكثر من ٤٢٧ شخصًا، معظمهم من دولة واحدة، وقد يتم ايجاد تركيبة الدواء التي ستحِد من انتشار هذا الوباء الخطير.

الوباء الأخطر الذي يجتاح شريحة من مجتمعنا الشفاعمري الخاص والعام، هو وباء النميمة، لأنها عاقدة العزم على صناعة الأخبار التي لا أساس لها من الصحة، منهمكة هذه الشّريحة في تلفيق القصص، وكتابة فصولها الوهميّة، وللأسف فإنها تكذب وبالأخير تصدّق كذبتها.

فقدت شفاعمرو زهرة من أزهار شبّانها قبل شهرين، وفقدت قبلها شبانا لم يُعرف حتى الآن تفاصيل قتلهم... والحدث الأخير هزّ شفاعمرو خاصّة والمجتمع عامّة في البلاد، لبشاعة الجريمة. إجراءات التحقيق توسعت، شملت القريب والبعيد، من أجل الوصول إلى الحقيقة بسرعة.

الشرطة من حقها الوصول لطرف الخيط وهذا ما طالبنا به، من أجل زج الجاني الحقير في قفص الاتهام، وسجنه سجنًا مؤبدًا، حتّى يتعفّن خلف القضبان مدى الحياة. في اغلب الحالات والظروف اختصار الكلام أفضل من كثرته، لأنه هنا تقع الأخطاء، وقد ظُلِمَ أشخاص أبرياء، كبراءة الذئب من دم يوسف.

الجريمة النكراء انكشفت وأحضِرَ المجرم لإعادة تمثيل جريمته، وقدمت بحقّه لائحة الاتهام، وكُشِفَت كل الخيوط والرسائل، والمجرم وإن غطى رأسه ووجه، ليحجب نظراته عن الأب والأم والعم والقريب، وعن كل الذين نظروا إليه في قفص الاتهام، فإن الله يرى الوجوه ولا تخفى عليه شعرة.

هناك الحساب العسير حين يقف أمام ملكوته وقت الحساب.. ظنّ المجرم أنه عندما يخبّئ وجهه في قميصه وجاكيته المعفن، بأن الأم الوالد المحروقين قلبهما على ضناهما لم يشاهداه، أجرمت يا حامل السكين التي غرستها في الجسد الطري، اعتقدتَ أنك ستفلت من حساب الله.

هناك شريحة  من مجتمعنا حاولت قتل الأم ودفنها بجانب ابنها، أي وباء أصاب بعضهم، أي نوع من البشر هُم؟!!، كيف يألفون القصص والروايات؟!! أليست النميمة حراما؟!!... أليس المس بأعراض الناس حراما؟!!... أليس جبر الخواطر والوقوف مع أهل المصاب أجرًا يحسب لنا في ميزان العدل عندما تحاسب الخلائق؟!!... بربكم اتقوا الله.

مرت شفاعمرو في الماضي بمحطات عصيبة، لكنها احتوتها بعقلانية أهلها، وخرجت منها كالعنقاء من بين  الرماد، الحكمة باستعادة وجهك وبقايا جسدك. لا تغوصوا في الظلمة ولا تسبحوا في شواطئ لا تعرفون عمقها، لا تظلموا الآخرين حتى بين أنفسكم، لا تقتلوا بألسنتكم مشتبهين وهم عند ربهم ابرياء. وباء فيروس "الكورونا" سيجدون له تركيبة علاجية مضادة، لكن هناك وباء بداخلنا وبفكرنا وعقولنا، يصعب أن نجد له تركيبة مضادة، في حال تخلينا عن إنسانيتنا.