[x] اغلاق
شفاعمرو... العنف لا يُعالَج بمُسكّن!!!
19/2/2020 9:18

شفاعمرو... العنف لا يُعالَج بمُسكّن!!!

بقلم: زايد خنيفس

التئم المجلس البلدي مساء الاثنين، بناء على طلب أعضاء البلدية في اعقاب إطلاق النار على معرض سيارات عبودي ابن شفاعمرو، وهذه ليست المرة الأولى الذي يُستهدف هذا المواطن، بل إنها المرة الثالثة، ولكن هذه المرة وقعت إصابات بالأرواح، وبحمده ولطفه تعالى لم تقع جريمة. والخطير في الأمر بأن الجناة يستهترون بوجود الأبرياء في الموقع، من طلاب مدارس وعمال يمرون بالقرب من المكان.

 حضرتُ جلسة البلدية، التي عُقِدَت في ظل غياب قسم من الأعضاء وكل واحد له عذره، رغم تلقّيهم الإخطار مسبقا بمضمون الجلسة، وأهميتها القصوى بالنسبة لأهالي المدينة الذي يقلقهم انعدام الأمان الشخصي. العنف لم يعُد يحدث فقط تحت جنح الظلام، إنما في وضح النهار، وفي أوج ازدحام المارة، وعجز الشرطة المحلية بالوصول إلى الجناة، رغم أن القضية باتت معروفة لها.      

في الحقيقة نحن ما زلنا نتعامل مع رد الفعل فقط، لانعدام برنامج واضح، يعالج هذه الآفة، التي إذا لم نتدارك حجم خطرها في هذه المرحلة، فإنها ستتحول "كورونا اجتماعية"!!... قضية العنف في بلدنا ما زالت في لفافها، والعمل برد الفعل في الواقع هي حبة مُسكّن لا أكثر.

إذا كان عبودي عنبتاوي، آخر أحداث العنف، ومن قبله زايد زايد وأبناء المرحوم أبو زيتون، وإصابة الأبرياء دون ذنب، ومقتل عدد من شباننا... إذا لم تتعامل شفاعمرو مع هذه القضية وهي في طورها... وإذا لم يضع المسئولين برنامجًا وخطة عمل واضحة، ومنها إقامة هيئة شعبيّة من خيرة أبناء هذا المجتمع، يشكّلون عنوانًا لكل مواطن وقع في شراك الخطأ، هذا يعني أننا أمام تفاقم الأمور. يجب إدخال كاميرات المراقبة لكل أحياء المدينة، وإلزام الشرطة المحلية على إعادة بلورة برنامج عملها، وإعادة نشر دورياتها بشكل مكثّف، والعمل على تفعيل وسائل استخباراتها التقنية، وإقامة ورشات توعية وإرشاد لكل الشرائح والمؤسّسات.

جلسة البلدية والنقاش الذي دار في بث مباشر، لم يُرضِ الغالبية الساحقة من الأهالي، فلا يمكن اتهام الشرطة فقط، واللجوء إلى قائد عام الشرطة، وعقد جلسة طارئة معه، للتباحث في ملف العنف الذي بدأ يكبر بشكل غير معقول، حتّى بات يرعب الجميع، وباتوا يعيشون حالة دائمة من التوتر اليومي... الحلول ليست فقط في ملعب الشرطة، بل موجودة ضمن وضع خطط عمل ناجعة، تؤسس لإقامة هيئة شعبية مؤلّفة من رجال مجتمع ومهنيين مؤثرين، ساعتئذ ستدرك الشرطة والجهات المعنية بأن السّلم الأهلي خطًّا أحمرَ.