[x] اغلاق
إحذروا الوشاة والمنافقين في مجتمعنا
11/3/2020 8:29

إحذروا الوشاة والمنافقين في مجتمعنا

الإعلامي أحمد حازم

فايروس "كورونا" الذي انطلق من الصين على ذمة وسائل الإعلام الغربية، أحدث هلعاً مخيفاً في كل مجتمعات العالم، وأصبح الشغل الشاغل والحديث الدائم للناس على وجه البسيطة. لكن هناك حالة  منتشرة في مجتمعنا العربي  معروفة باسم "الوشاية" تلحق أيضاَ أضراراً في البشر. صحيح أن هذه الأضرار ليست صحية إنما معنوية.

مجتمعنا العربي مثل غيره من المجتمعات، خليط من البشر، يوجد بينهم الصالح والطالح، السيء والجيد الحميد والذميم. ويا حبذا لو كان مجتمعنا خالياً من السيئين والمنافقين وأصحاب (القيل والقال) لأن مثل هؤلاء ينغصون حياة الغير ويعكرون صفو المجتمع. يرى بعض الفقهاء أن الوشاة يحاولون تزيين أقوالهم فالواشي يستخدم أساليبه الدنيئة ما يُحسِّن به أقواله السيئة ومساعيه المسمومة للدسِ والخديعة، ويجعل من اللسان أداة طَيِّعه لمآربه الحبيثة الخادعة التي تباعد بين الناس.

الوشاية هي كذب أيضاَ. والديانتان الإسلامية والمسيحية حرمتا الكذب بين أتباعها. ويرى فقهاء آخرون، إن مَنْ يسعون بالوشاية في حاجة لأن يمسكوا ألسنتهم عن الوقيعة وبث الضغينة بين الناس، أمَّا من يسمعون لمن يسعى بالوشاية فليراجعوا ويتفهموا قول الحق تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (سورة الحجرات آية 6) .

كما حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على حفظ ألسنتنا فقال: (مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) ويقال: "عمل النمام أضر من عمل الشيطان، لأن عمل الشيطان بالوسوسة، وعمل الكاذب بالنميمة". فما أحوجنا إلى محاربة هذا السلوك القبيح والأخذ على أيدي الواشين والنمامين بين الناس حتى تسلم مجتمعاتنا من أحد أهم أسباب الفرقة والبغضاء

وقد جاء في الكتاب المقدس:"لا تفتر الكذب على أخيك، ولا تختلقه على صديقك" (سفر يشوع بن سيراخ 7: 13) وجاء أيضاً "صُنْ لِسَانَكَ عَنِ الشَّرِّ، وَشَفَتَيْكَ عَنِ التَّكَلُّمِ بِالْغِشِّ" (سفر المزامير 34: 13)

المعروف أن الوشاية خلق ذميم وسلوك مشين، تفرق بين الناس وتهدم العلاقات بسبب الساعين للإفساد والمفرقين بين الأحبة. يقول أحد العلماء: إن الواشي يسعى  بالوشاية والنميمة محاولاً الوقيعة بين الأصدقاء والإخوان، فلا يروق له بال، ولا يطمئن له حال إلا إذا قطع الأوصال، وفرَّق بين الناس فإذا بالصداقة تصبح خلافاً والتفاهم والود يتحولان إلى حقد وبغضاء، والتقارب إلى تباعد ونكران.

في فترة التحضير لانتخابات الكنيست الماضية كتبت مقالاً عن القائمة المشتركة  تناولت فيه بصورة تحليلية عدم قدرة النواب العرب على عمل أي شيء في الكنيست من أجل العرب، وذكرت جملة واحدة في المقال وهي:" إن أعضاء الكنيست العرب ومنذ عهد الثلاثي "زعبي،جرجورة وطوبي" ولغاية تشكيل القائمة المشتركةعام 2015لم يتم تحقيق أي إنجاز مهم ".

وقد استغل أحد الواشين مقالي سلبياً، وذهب إلى صديقي  ابن الراحل محمد الزعبي  (أبو السيف) ووشى بي عنده مدعياً أني هاجمت والده، واستطاع بأسلوب النميمة والخداع إقناعه بصحة قوله. وبما أن الحكمة والتروي شعاري، شرحت لإبن الراحل حقيقة ما كتبت، خصوصاً وأني أكن احتراماً كبيراً للراحل والده لما سمعت عنه، ولا سيما اني استشهدت أكثر من مرة بحقائق وردت في مذكراته التي تم نشرها في كتاب بعنوان "سيف الدين الزعبي، شاهد عيان، مذكرات 1987"

من جهة أخرى من غير المعقول أن أوجه انتقاداً لشخص لم أتعرف عليه في حياتي لأني كنت خارج البلاد، لكن كلمة حق يجب قولها أني كثيراً ما سمعت من أهل الناصرة عن مدى محبتهم للراحل بسبب الخدمات الكثيرة التي قدمها للناصرة وشعبها أيام كان رئيساً لبلدية الناصرة. 

ولذلك إحذروا  الوشاة والمنافقين الذين في قلوبهم مرض يحرك ألسنتهم بالنميمة غير عابئين بما ينتج عن أقوالهم وأكاذيبهم من نتائج سيئة وأفعال مشينة في العلاقات بين الناس". اللهم اني بلغت.