[x] اغلاق
ما هكذا تورد الإبل يا دكتور مطانس
25/3/2020 10:19

ما هكذا تورد الإبل يا دكتور مطانس

الإعلامي أحمد حازم

قرأت مؤخراً تصريحات للدكتور مطانس شحادة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، يبرر فيها قبول "التجمع" بتوصية الرئيس الإسرائيلي ريفلين على تكليف غانتس زعيم تحالف "أزرق أبيض" بتشكيل الحكومة الإسرائيلية. وقد أشاد النائب شحادة في تصريحاته  بالناخب العربي ودوره في حصول "المشتركة" على 15 مقغداً. وأعتقد بأن تصريحات النائب شحادة تستهدف أمرين: الأول، اعترافاً منه بخطأ الإمتناع عن التوصية لغانتس في المرة الماضية، والثاني التأكيد على صحة توصية كافة مركبات المشتركة بتكليف غانتس.

 في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر/ الماضي أصدر التجمّع الوطني الديمقراطي ، بيانًا أكّد فيه رفضه للتوصية على الجنرال بيني غانتس كمرشّح لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، وكان ممثّلو التجمّع في القائمة المشتركة قد عبّروا عن هذا الموقف في اجتماعات القائمة المشتركة داعين إلى عدم التوصية على غانتس وذلك " بسبب تاريخه العسكري الدموي والعدواني، وبسبب أيديولوجيته الصهيونية ومواقفه اليمينية، التي لا تختلف كثيرًا عن مواقف حزب الليكود، ولأنّه ينوي إقامة حكومة (وحدة قومية) بمشاركة حزب يسرائيل بيتينو والليكود، وهي أسوأ من حكومات اليمين".

رئيس "التجمع" د. مطانس شحادة لم يفاجأنا بتغيير موقف التجمع كلياً، فهذا ليس بجديد على "التجمع" في موضوع تغيير المواقف تاريخياً والأمثلة كثيرة.  يقول شحادة: "ان التجمّع على قناعة، كما كان في أيلول 2019، أنّ كاحول لفان قد يحصل على التوصية ويتوجّه لإقامة حكومة وحدة وطنيّة مع الليكود (ونحن نعتقد لغاية الان ان هذا هو السيناريو الأقرب الى الواقع). باختصار، موقف التجمّع وقراءته السياسيّة للواقع الإسرائيليّ لم يتغيرا، وكذلك قراره المبدئي ضد التوصية". ما هذا يا دكتور  كفى تلاعباً بالألفاظ ، أنتم وافقتم على تكليف غانتس وتقول ان قراركم المبدئي هو ضد التوصية. ما هذا التناقض؟ عن أي مبدأ تتحدث؟

يتابع رئيس التجمع:  " في انتخابات أيلول، أصرّ التجمّع أن يكون قرار المشتركة بأن توصي ثلاثة أحزاب فقط ويعارض التجمّع، ولم يكن قرار التجمّع سهلًا ولا مفهومًا ضمنا". أنا أوافق النائب شخاده الرأي بأن القرار لم يكن مفهوماً ضمنا، وهو بالفعل كذلك لكن "رفض؟؟!!" التجمع للتوصية لم يكن "إصراراً" من التجمع نفسه، بل كان  سيناريو (أي لعبة) سياسية تمت مع المشتركة وغانتس خلال المفاوضات باعتراف أيمن عودة في تصريحات نشرتها وسائل إعلامية. حبل الكذب قصير يا دكتور.  

ثم يبرر النائب شحادة قبول التجمع هذه المرة بالتوصية على تكليف غانتس بالقول:" احترامًا منا للناخبين العرب الذبن  صوّتوا للمشتركة، مع علمنا التام أنّ قرابة 30% منهم يعارضون التوصية، ورغبة منا في الحفاظ على القائمة المشتركة لتعزيز العمل الوحدويّ والجماعي". نحن بالطبع نحترم هذا الرأي. لكن كلامك يا دكتور يعني بوضوح تام أنكم (بقبولكم التوصية على غانتس هذه المرة)  لم تحترموا الناخب العربي في الإنتخابات ما قبل الماضية أي في انتخابات الكنيست في شهر أيلول الماضي، ولم ترغبوا في الحفاظ على وحدة المشتركة، ولم يكن عندكم نية في العمل الوحدوي، لأنكم رفضتم التوصية على غانتس. أليس كذلك يا دكتور؟ تبرير غير منطقي لقبول التوصية. 

الدكتور مطانس شحادة يتساءل في تصريحاته: ما الذي تغير؟ الذي تغير أيها النائب هو موقفكم من معارض إلى مؤيد لتكليف غانتس بتشكيل الحكومة وأنت الذي قلت في تصريحات لك :" أنّ كاحول لفان لا يختلف بشكل جوهري عن الليكود، وأنّ غانتس يحاول تقليد نتنياهو ويتبنّى مواقف يمينيّة عنصريّة تجاه المواطنين العرب، ناهيك عن تبنّيه لصفقة القرن، حتّى لو بحماس اقل من نتنياهو". فما دام الأمر كذلك لماذا أوصيتم على تكايفه.

غانتس، يا سعادة النائب  لا يزال على مواقفه من العرب،غانتس قالها قبل التوصية إنه لا يقبل بأن تُملى عليه مطالب، كما أكد أنه لن يقبل بحكومة  مدعومة من القائمة العربية، وهذا هو نهج كافة الأقطاب الإسرائيلية، فنحن أمام حزب جنرالات قتلوا العرب فكيف يمكن أن يقبلوا أن يكون العرب بينهم..

ويبدو أن شهر مارس/آذار المعروف بأنه شهر التقلبات في أحوال الطقس، أصبح له صفة أخرى في مجتمعنا العربي، وصار يعرف بشهر التقلبات في المواقف السياسية وهذا الأمر لا يتعلق فقط بحزب "التجمع"".