مبادرة ملفتة للنظر في زمن كورونا

الإعلامي أحمد حازم

العالم كله منهمك بفيروس كورونا الجديد "كوفيد 19". كافة وسائل الإعلام على وجه البسيطة مرئية ومسموعة ومكتوبة تتحدث عن هذه الجائحة التي أصابت لغاية اليوم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص في العالم وأودت بحياة حوالي 245 ألف إنسان. وبالرغم من ذلك، كان هناك أناس يتحدّون كورونا في مختلف المجالات. فقد سمعنا عن مبادرات كثيرة من أهل الخير للتبرع بالمال لمحتاجين وعن إعفاءات من تسديد ديون  ودفع إيجارات وغير ذلك من المبادرات التي يتميز بها العربي عندما يسمع نداء إغاثة آخرين.

لكن هناك مبادرة من نوع آخر على الصعيد العالمي تتعلق بتحدي فيروس كوفيد19، وهي مبادرة رياضية. فقد فكر ثلاثة من أفضل وأبرز رياضيي القفز بالزانة في العالم، على إجراء مسابقة رياضية فيما بينهم  حملت اسم " مواجهة أم الحدائق". أبطال المسابقة هم: السويدي موندو دوبلانتيس حامل الرقم القياسي العالمي في هذه الرياضة والأمريكي سام كندريكس بطل العالم مرتين، والفرنسي رونو لافيلني حامل ذهبية أولمبياد لندن 2012 تنافسوا معا من خلال رابط مباشر عبر تقنية الفيديو من داخل حدائق منازلهم في مسابقة للقفز بالزانة.

ولمن لا يعرف رياضة القفز بالزانة، فهي رياضة قديمة كانت مشهورة في عهد الإغريق، وكان الهدف منها قدرة التغلب على العقبات والحواجز، وكذلك الجدران والأسوار العالية.هذه الرياضة اشتهرت في الألعاب الأولمبية وتطورت بشكل كبير. وقد  حظيت باهتمام كبير جداً  في وسائل الإعلام الدولية. ممارسة هذه الرياضة تحتاج لقوة عضلية كبيرة ومرونة فائقة وكذلك التركيز الجيد كي يتسنى لرياضي حمل العصا الجري بها وتثبيتها في الارض والقفز عن الحاجز المخصص لهذه الرياضة.

الاتحاد الدولي لألعاب القوى أبدى اهتماماً كبيراً لهذه المبادرة في زمن كورونا. فقد قام يبث هذا التحدي مباشرة من ثلاثة أماكن، حيث تواجد لافيلني في منزله الكائن في مدينة  كليرمون فيران الفرنسية، بينما يتواجد كندريكس في بيته بمدينة أوكسفورد في ولاية ميسيسيبي الأمريكية،  ودوبلانتيس في مقر إقامته في لافايت بولاية لوزيانا الأمريكية، وكانت المسابقة محاولة اجتياز ارتفاع 5 أمتار مرات عدة خلال 30 دقيقة، وهي صيغة اعتمدها المشاركون الثلاثة، في الوقت الذي يؤكدون فيه أن الفوز في هذه المواجهة في غاية الأهمية بالنسبة لهم، وقد قال عنها بعض المعلقين الرياضيين انها مسابقة شيقة مستجدة لتحدي "كوفيد 19" المستجد خصوصا أنها كانت بين نجوم عالميين لامعين وحاملين لأرقام قياسية.

والحقيقة، هي أن الرياضيين الثلاثة أرادوا حسب اعتقادي نوجيه رسالة معينة من وراء إجراء هذه المسابقة، مفادها أن الإنسان حتى وهو مفروض عليه البقاء في المنزل بسبب هذه الجائحة، والإجراءات الاحترازية الصادرة من الجهات المسؤولة والتباعد الاجتماعي بقدر الإمكان، يستطيع فعل شيء.

ويرى معلق رياضي، أن ما قام به النجوم الرياضيين  الثلاثة يعني "التنوع المطلوب والقدرة على إيجاد حلول لمواجهة الظروف الحالية وتوفير فرص التنافس بين أبطال مختلف الألعاب بالقدر المعتاد وهم في منازلهم، ومن المؤكد أن مثل هذه التجارب والابتكارات الرائعة ستكون محل اهتمام المعنيين بالأمر لبلورتها على أرض الواقع" 

كنت أتمنى لو أن الرياضيين في العالم العربي، فكروا بمبادرة ما كما فعل زملاؤهم الثلاثة، والمبادرة أي مبادرة لا تتوقف على  رياضة معينة فهناك ضروب كثيرة للرياضة. وحتى لو كانت المبادرة غير رياضية فسينظر إليها المتابع العربي نظرة اهتمام واحترام.