حكومتنا والضّمير !!!! 6/5/2020 10:50
حكومتنا والضّمير !!!! زهير دعيم كنتُ وما زلتُ متفائلًا ، رغم الكورونا ، بل قلْ بسبب الكورونا ، فقد آمنت بأنّ هذه الغيمة الدّاكنة قد تُبكّت الضمائر ؛ كلّ الضمائر وترسم أمامها الحقّ بأجمل وأبهى صورة . ولكنّ الأمر قد يكون صائبًا ومقبولًا لدى البعض ، لا عند حكومتنا المُوقّرة ، هذه الحكومة التي تكيل بمكياليْن فتنظر الى أحبائنا المواطنين اليهود بعين مفتوحة ومكحولة ، وتنظر لنا نحن الموطنين العرب بالعين الاخرى المُغمضة والعابسة أحيانًا أخرى. كيف لا ؟! وتعويض الحكومة لسلطاتنا العربية المحليّة – رغم المآخذ الكثيرة والتي آخذها على تصرّف بعضها – لم يتجاوز هذا التعويض ال 55 مليونًا من الشواقل . ويصرخ المواطنون العرب ، فضرائب الأرنونا التي تغذّي معظم ميزانياتنا قد تعطلّت وتجمّدت منذ أشهر بسبب الوبأ اللعين الذي أدّى الى ركود اقتصاديّ وشلل وبطالة وحمّى كورونية كاوية ... يصرخون ولكن " لهم آذان ولا يسمعون " ، بل ويتعنّت القادة في حين يروحون يجودون بكرم هائل على سلطة محليّة يهودية واحدة بمبلغ يضارع ما قدّموه لكلّ السلطات العربية مجتمعةً. أين العدل ؟ اين المراحم؟ اين الانسانيّة ؟ اين الديموقراطيّة التي يتغنّون بها صبحًا ومساءً ؟ والأهمّ اين مخافة الربّ ؟ ألا يريد الانسان أن يتعلّم أن الظُّلم ظالم وأنه خطيئة خاطئة ، وأن الانسان والمواطن أيًّا كان لونه ومعتقده وقوميته هو على صورة الله ومثاله. إنّ الإضراب المفتوح والذي اعلنته وأقرّته بالامس اللجنة القطرية بُعيد الغبن الواقع هو صائب وأكثر ، ويحتاج الى دعمٍ شعبيٍّ وجماهيريّ بل وايضًا الى صلاة حارة للربّ كيما يفتح عيون وقلوب حكومتنا فتضحي لحمية بعد ان كانت حجرية . للحقيقة أقول : بأنّني قررت منذ زمن ألّا اتدخّل أوأغوص في معمعان السياسة ، ولكنّ " الغضب المقدّس " شدّني في هذه المرّة ايضًا لأقول بالفم الملآن : كفى... تعبنا ضقنا ذرعًا من التفرقة الواضحة والجلية . كفى ... عودوا الى انسانيتكم ، فالحياة كما قال حكيمنا جميعًا سليمان الحكيم في سفر الجامعة : " باطل الأباطيل، الكلّ باطل وقبض الريح"
|