[x] اغلاق
فضا-فلسطينيات ضد العنف يختتم حملة إحنا صوتك
26/6/2020 13:55

 فضا-فلسطينيات ضد العنف يختتم حملة "إحنا صوتك"

يختتم فضا-فلسطينيّات ضد العنف حملة "إحنا صوتك"، وهي حملة نسوية حقوقية هدفت للتوجه للمجتمع الفلسطينيّ بكافة مكوناته ليتحمّل مسؤوليّاته بشكل فوري على المستوى الفرديّ والجمعيّ لوقف العنف المتفاقم ضد النساء والفتيات، والذي تزايدت نسبته وحدته خلال فترة الحجر والتباعد الاجتماعي في ظل انتشار كوفيد 19. كما توجهت للنساء لكسر الصمت ولرفع الصوت عاليا لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي، وكانت الحملة قد انطلقت في بداية شهر تموز الجاري بمبادرة من كيان-تنظيم نسوي في حيفا لتوحيد الصفوف والنضال المشترك من أجل حياة وسلامة النساء الفلسطينيات في كل مكان، مخترقة كافة الحدود الجيو-سياسية. وبنيت الحملة على قاعدة حقوقية تستند الى أن حقوق المرأة حقوق انسان غير قابلة للتجزئة والتأويل.                                                                   

تميّزت حملة "إحنا صوتك" بوضوح رسالتها التي ناشدت الجماهير بعدم السكوت عن حالات العنف التي نشهدها وبعدم التماهي معه، ونشرت عناوين المؤسسات وأرقام الهواتف المساعدة والتي تقدم الارشاد النفسي الاجتماعي والاستشارات القانونية على امتداد الوطن للعديد من قبل المؤسسات ومراكز الدعم الشريكة في الحملة، وهدفت أيضا لتحفيز الناس للتبليغ عن جرائم العنف ولتقديم الدعم. اللازم من قبل كافة الجهات.  كما تميزت الحملة بشموليّتها العابرة للحدود، إذ شاركت فيها 21 مؤسسة نسوية وحقوقية من جميع أنحاء فلسطين، وعلى مدارّ ثلاثة أسابيع خاطبت الشعب الفلسطينيّ بجميع شرائحه وفئاته العمرية مشكلة بذلك أول تحالف نسويّ يكسر الحصار ويتجاوز التجزئة.

خاطبت الحملة الملايين على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية، من خلال مواد ورسائل توعية وشملت ومضات ومقابلات تلفزيونية وإذاعيّة إلى جانب فيديوهات بمضامين حقوقية وبأشكال إبداعية.

أثارت رسائل الحملة جدلا ساخنا على وسائل التواصل.بين التيارات الذكورية والأصولية التي تبرر العنف وتشرّعه، وبين الحركة النسوية والتيارات الديمقراطية والمستنيرة في مجتمعنا، والتي تروج لخطاب يستند على المساواة ورفض التمييز بكافة أشكاله، وتناهض العنف ضد المرأة كأساس موضوعي لإحقاق الكرامة والعدالة الاجتماعيّة. وفي خضم الاشتباك بين هذه التيارات والاتجاهات تم التعبير عن خطاب الكراهية للنساء عبر مئات التعليقات النمطية المطعّمة بالكراهية والحقد والشتم والتخوين والتكفير، والتي وصلت حد التهديد بالاغتصاب للنساء المشاركات والمشاركين في حلقة تلفزيونية في محطة تلفزيون "معا الفضائية" لتشكل سابقة خطيرة تهدد حرية الرأي والتعددية في مجتمعنا الفلسطيني. 

ورغم ذلك فإن كافة المؤشرات أكدت على نجاح الحملة، في تحقيق أهدافها من حيث  اسهامها في كسر الصمت عن جرائم العنف ضد النساء، حيث وصلت صفحتها العديد من الرسائل  من نساء معنّفات ومن شهود على حالات عنف ضد النساء، وتلقت المرشدات على الهواتف مئات الاتصالات  من ضحايا العنف، وزادت مساحة الحوار المجتمعي والهمت الحملة اعداد متزايدة من فئة الشباب لبلورة مبادرات تناهض العنف، إذ تجنّد مئات الناشطين والناشطات لدعم الحملة والدفاع عن حق النساء بالعيش بأمان في وطنهن، من خلال نشر مضامين الحملة والمشاركة بالجدل الدائر حولها.وتعمق العمل المشترك للمؤسسات النسوية مما جعل التدخل والمساعدة ناجعا ومكثفا ومتواصلا. 

 شكلت حملة "إحنا صوتك" نقطة تحوّل نحو مرحلة جديدة تتكاثف فيها القوى النسويّة الفلسطينيّة للنضال المشترك من أجل مجتمع عادل وآمن للنساء، وتوافقت المؤسسات المشاركة في الحملة  في تحليلها لخطورة ظاهرة العنف الذكوري الذي تواجهه المرأة الفلسطينيّة لكونها امرأة،  بأنه يتشابك  جدليا مع العنف الاستعماري الذي قمعها وعنفها ويعنفها يوميا لكونها فلسطينيّة، ويطال عنفه الذكور أيضا حيث ان الاستعمار عبر احتلاله للأرض الفلسطينية وعبر سياساته التهويدية والعنصرية  ونظام الابارثايد  الي يكرسه يوميا اذ  يضاعف هذا العنف العنف المبني على النوع الاجتماعي ،  فهو يحدث أزمات  في الهوية الذكورية التي صاغها النظام الابوي  وفق هندسة اجتماعية  وترميزات ثقافية تضع الرجال في موقع القيادة والافضلية في وقت يعجزوا به عن توفير الأمن للأسرة.

 وفق هذا السياق ترى الحملة ضرورة تعزيز صمود وتمكين كل افراد المجتمع رجالا ونساء عبر العمل الواعي  على التخلص من كافة القيم والسلوكيات التي تشرع العنف ضد المرأة وضرورة بلورة إرادة سياسيّة جامعة للقضاء عليه.

ان حملة فضا-احنا صوتك اذ تتوجه بالشكر لكل من ساندوها وانخرطوا في أنشطتها من النساء والرجال تؤكد التزامها الدائم في مناهضة العنف وبأنها ستواصل العمل المشترك في جده متراكم ومتواصل ومتعدد الاشكال من أجل تحقيق الامن والأمان للنساء والفتيات ومعا على طريق المساواة والحرية والعدالة.

فلسطين- 30-6-2020

.