[x] اغلاق
لا أكرههــا إنّمــا...!!
23/7/2020 6:23

لا أكرههــا إنّمــا...!!

بقلم: مارون سامي عزّام

لماذا تحاول بعض الفتيات زعزعة سرير هدوئي وتعكير نبعة صفائي كل مرّةٍ؟! لست بشمشوم الجبّار الذي يستمدّ قوّته من شعره، لأنّي أستمد قوّتي التعبيريّة من قلمي الذي يتمتّع بقوة تحرك الأحاسيس الرّاكدة، يحطّم تماثيل الأنا الهشّة لدى بعض الفتيات، يزعزع مواقع ضعفهن، إنّه يتمتّع بمؤثّرات لغويّة عالية، لمواجهة أي موقف تفرضه عليّ أيّ فتاة بإرادتها، دون أن تأخذ بعين الاعتبار عواقب صنيعها معي.

فتاة حطّمت رقمًا قياسيًا، بل دخلت كتاب "جينيس" العالمي للأرقام القياسية، بغباء تصرّفها الأهوج، ألقيتُ عليها التحيّة، ولم ترُد، فضربتني بإشعاع عجرفتها، مبرهنةً لي أنها فتاة صعبة المنال، ومن المستحيل أن تكون يومًا ما مجرّد وجبة عشقية سريعة، يلتهمها الشبّان، لإسكات جوع حب استطلاعهم للتعرّف إلى الهانم، رغم أنّني لا أكرهها، ولكن أمقت هذه الفصيلة الشّاذة عن قاعدة الآداب.

لا أدري لماذا أحبّت أن تستفزّني من بين كل الذين كانوا يقفون حولها؟! هل لأنّي ألقيت عليها التحية، فيها الكثير من اللباقة والاحترام؟! ربّما... لعلّها تعتقد أن جذور عائلتها تمتدُّ من شجرة العائلة المالكة البريطانية؟! أو أنّها إحدى أميرات إمارة موناكو؟! معقول! تلك الفتاة التي أحدّثكم عنها لم تتكلّف بالرّد، لربّما كلّمتها بلغةٍ عربية فصحى لا تفهمها؟!  

لا، لا لم أخطئ أبدًا، إنّها هي بعينها، رغم أنها تعرف من أكون، لكنّي لا أعرفها جيّدًا، ولا أبتغي تلك المعرفة، ولكن يبدو أنّي تخطّيت حدودي!! فإذا تعرّفت إليها، فسيكون تعارفًا معقمًا، بدون مذاق ثقافي، ولا نكهة أدبية تُطيّب جلستي معها. إذا اعتقدت تلك الفتاة أنّي أتحرّش بها، فهي مخطئة، فهذا ليس أسلوب تعاملي مع الفتيات، وأمقت شبيهاتها اللواتي يتقمّصن دور الملمّات بكل شيء، رغم أنّهن ملمّات بتفتيح تفاصيل أنوثتهن!!

إذا كانت تعتبِر إلقاء التحيّة، تقليل من قيمتها المعنويّة، هذا دليل شعورها بالنَّقص! أكرّر ما قلته من قَبل، حقًّا لا أكرهها، إنّما لا أستلطف حركاتها المتعالية، فهي لا تستميل فكري بالمرّة، ولا تجمّل حتّى تفكيري المتنوّر... يكفيها أنّ "تفتخر" بكونها فتاة متعلّمة، عقلها يحتوي على "موسوعات" ضخمة من الفهم في كافّة المواضيع!! أمّا الأخريات فتعتبرهنّ "أميّات"!!،

هذه النوعية من الفتيات مثل الكائنات البحرية، لا يستطِعن العيش خارج مياه تكبرهن، لا يوجد أي شيء مشترك بيني وبينها... مجرد فتاة وليدة صدفة لم أتمنّاها، تمنّيتُ أن تكون مجرّد خيالٍ، بصراحة اعتبَرْته تحدِّيًا لي، عندما رفضت الرّد على تحيّتي، بل نظَرَت إليّ نظرة فاحصة، أرسلت لي رسالة أثيريّة، تنبّهني بإنّها الخصم الأقوى، لتقول لي بما معناه: "من أنتَ يا هذا؟!...        

يا للهول!! فمن شدّة غضبي، شعرت أني أريدها أن تتوارى عنّي خلف غيوم حقدها علي، كأنها تريد أن تثأر من عشيرة ثقافتي، لكنّي لم أدع غيظي يفلت منّي... ثمّ لماذا تريد الثأر منّي؟! فإذا كان شأن الفتاة الجامعية، يؤهلها أن تتصرّف بهذا الشكل، فتبًّا لها ولعِلمِها!!... فالمتعلّمة، تتقبّل عقليّة الآخر، عقلها منفتحًا اجتماعيًّا. هل يحقُّ لي أن أسمّي نظرتها إليّ خجلاً؟! لا وألف لا، لكن نظرة تلك "الفتاة المتعلِّمة" كان فيها الكثير من التأنيب والذّم، اللذين يتصارعان على حلبة شطبي من يومياتها، وكل جنايتي، أنّي ألقيت عليها التّحيّة، وليتني لم أفعل...