[x] اغلاق
تطاول على القرآن بتشجيع سعودي
6/8/2020 13:57

تطاول على القرآن بتشجيع سعودي

الإعلامي أحمد حازم

كثيرة هي الأوصاف السلبية التي تطلق على السعودية، التي كانت تسمى بلاد الحجاز، وغير إسمها الملك عبد العزيز آل سعود أول ملك لها، إلى اسم "المملكة العربية السعودية" نسبة لآل سعود. ومن هذه الأوصاف على سبيل المثال:" أطهر أرض وأنجس نظام".  والسبب في هذه التسمية يكمن في الممارسات اللاأخلاقية لأفراد العائلة المالكة بشكل عام وأفراد النظام بشكل خاص، لا سيما وحسب تقارير دولية فإن الفسق والفساد والرذيلة تعشعش داخل هذا النظام. والمصيبة هناك من أوجد صفة كاذبة للملك حيث وصفوه في السعودية بأنه "حامي الحرمين الشريفين" لكن الحقيقة هي عكس ذلك، لأنه من ناحية فعلية "مدنس الحرمين الشريفين" وكثيراً ما نشرت فضائحة الصحافة العالمية.

حدث يندى له الجبين، تناقلته وسائل إعلام عربية وعالمية يتعلق بالقرآن الكريم. فقد نشرت صحيفة "إيلاف" السعودية في العشرين من الشهر الماضي  مقالاً لكاتب غير مسلم  وغير عربي يدعى "جرجس كوليزادة"  يطالب  "بإعادة كتابة القرآن من جديد لأنه مكتوب بالرسم العثماني" مدعياً زوراً وبهتاناَ " وجود أخطاء إملائية في الرسم العثماني". هذا المقال أثار غضباً كبيراً لدى مواقع التواصل الاجتماعي بسيب وقاحة كاتبه،  وبالدرجة الأولى وقاحة صاحب صحيفة إيلاف الذي سمح بنشر المقال.

إذا ألقينا نظرة عامة على الأحداث التي مرت خلال الفترة الزمنية القصيرة الأخيرة، لوجدنا أن المقال له ارتباط بهذه الأحداث من جهة، ومن جهة أخرى له أيضاً خلفية سياسية تتعلق بالسعودية وتركيا. صاحب الصحيفة اسمه عثمان العمير، المعروف بولائه حتى النخاع للنظام السعودي، خصوصاً وأنه يعتبر أحد المقربين جداً من ولي العهد محمد بن سلمان ومستشاره الخاص. لذلك من حق المواطن العربي أن يطرح السؤال: كيف يتجرأ العمير نشر مقال مثل هذا، ولماذا لم يحدث المقال أي ردة فعل لدى قادة النظام السعودي وخصوصاً لدى محمد بن سلمان، علماً بأن السعودية تعتبر نفسها نظرياً المدافع الرئيس عن الإسلام والقرآن، خصوصاً أن أهم مقدسات إسلامية (وللأسف) موجودة فيها.

هذا المقال ينشر في وقت تشن فيه حملات تحريض ضد تركبا بشكل عام والرئيس التركي أردوغان بشكل خاص بسبب استعادة مسجد آيا صوفيا وكان المدعو جرجس كوليزادة أحد الذين بثوا سمومهم في هذا الموضوع. على فكرة هذا الكاتب يكتب بشكل دائم في صحيفة إيلاف. والسؤال المطروح أيضاً ما الذي يريده العمير من وراء نشر هذا المقال؟ وهل أن نشره جاء صدفة أم بتنسيق مسبق مع أجهزة سعودية لها مآرب معينة؟ بالطبع، فإن شخصاً مثل عثمان العمير كان لفترة يتولى رئاسة تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن  والتي تعتبر صحيفة النظام السعودي،  ومن كبريات صحف منطقة الشرق الأوسط، فإنه لا يقوم بأي حركة خصوصاً إذا كانت تتعلق بالإسلام ،  قبل التنسيق مع جهات سعودية.

فجأة، اكتشف كوليزادة أن الرسم العثماني في القرآن فيه أخطاء. يا للصدفة: هذا الإكتشاف (العبقري) تم بعد إعادة  متحف آيا صوفيا إلى مسجد، وللمعلومة فإن السعودية ضد الخطوة التركية، لأن السياسة بالتالي هي التي تلعب دوراً أساسياً في أي حدث وليس المبدأ أو الدين.

صحيح أن "السعودية أطهر أرض وأنجس قوم"، لكن هذا الوصف ليس بالمطلق، فليس كل السعوديين كذلك، فهناك من يعارض سياسة النظام وممارساته. الكاتب السعودي تركي الشلهوب: قال في تعليق له على المقال:“أي وقاحةٍ هذه، لقد بدأوا بالطعن بالبخاري ومسلم، والآن انتقلوا للقرآن الكريم”. واضح تماما أن مقال كوليزادة هو استخفاف بالثوابت الدينية وأصول الدين، ولم يبق بعد سوى الدعوة إلى إعادة الأصنام إلى الكعبة.