[x] اغلاق
ابنة صديقتي
9/2/2010 15:32

كلنا نحب أحيانا أن ندندن بلحن أو أغنية محببة لدينا و ليس معني هذا أننا مطربين أو مطربات و أن كان للبعض منا أصوات أجمل من بعض الفنانين و الفنانات ، وكلنا قرأنا و سمعنا و شاهدنا قصة المطرب عبد الحليم حافظ و كيف كان مشوار النجومية له صعب حتى و صل ألي المكانة التي سمى فيها بالعندليب الأسمر و حتى كوكب الشرق أم كلثوم عانت في بداية حياتها الفنية و يجب إلا ننسي فريد الأطرش .
و لكن الان مع تواجد الكم الهائل من القنوات الفضائية الغنائية و التي تقيم المسابقات لاختيار المطربين و المطربات ، كأننا في حاجة لزيادة أعدادهم ، و أحيانا تجد ملحن يتبني صوت ليعلمه و يصقل صوته .
و المضحك المبكي لما لجأت لي صديقة تطلب مني أن أكلم أبنتها التي لم يتجاوز سنها السادسة عشر التي تريد أن تحترف الغناء و الابنة تقول لي ماما تريد تدميري بعدم الغناء .
كان صعب عليا سماع تبرير الابنة لما قلت لها صراحة صوتك نشاز :
قالت لا يهم لو كان صوتي نشاز يكفي أني صغيرة في السن و جميلة جمال طبيعي بدون العمليات الجراحية و البركة في التقنية الموسيقية فسوف يختفي النشاز و بيكون صوتي مثل العندليب ، فجمالي و قدي المياس سوف يفتح لي أبواب الشهرة في عالم الغناء كما فتح لغالبية المطربات فالشكل المغري هو مفتاح الفن ، فيكفي أن صوتي و شكلي أجمل من هيفاء وهبي وأنا بعدي صغيرة السن ، صراحة صعقت من ردها فهي لم تتجاوز السادسة عشر و هذا تفكيرها سطحي و فاضي بالنسبة لنا و لكن هي كانت الدموع في عينها و هي تشكو لي وقوف والدتها ضدها في اختيار مسار حياتها .
و كما تعلمون ليس من السهل أقناع فتاه في سن المراهقة أن اختيارها
غلط أو حتى شاب لأنهم في سن لا يتقبلون النصيحة .
فطلبت من صديقتي أن تقدم لأبنتها في أحد المعاهد المتخصصة في تخريج كوادر فنية و قلت لها لا تخافي فلن يقبل بها لأن فعلا صوتها نشاز يؤذي الأذن و هناك فيه أختبار للأصوات و الحمد لله رسبت و أقتنعت أنها لن تكون مثل هيفاء و هبي .
و الحقيقة أبنه صديقتي لم تغلط فهي عاشت حلم النجومية من كثرة البرامج التي تقدم علي بعض الفضائيات بجوائز سخية للفائزين بها .
هل نحن فعلا نحتاج مطربين و مطربات ، و أعدادهم في زيادة ، هل أصبح تفكير أبناءنا و بناتنا سطحي و محدود .

و قد خرجت بمشكلة صديقتي و أبنتها أن العناد و المنع و حتى الضرب
لا يفيد في سن المراهقة للبنين و البنات علي حد سواء و لكن بالحوار و التفاهم ممكن أن نصل لهدفنا ، فهم أمانة في أعناقنا .
وفي الختام ما أقول إلا ربنا يهدينا جميعا في تربيتنا و أن نكون مثال وقدوة لهن في حياتهم ، فنحن عشنا زمن التلفاز و هم زمن النت و القنوات الفضائية و التقارب بين جيلين ليس مستحيل بالحوار و التفاهم نمسك العصا بالوسط .