[x] اغلاق
هل نسير إلى الهاوية؟
31/10/2020 9:35

هل نسير إلى الهاوية؟

على (القيادات) التي تلتزم بما تقول؟

الله أكبر: فتيات يهوديات عصاميات يرفضنَ الخدمة في الجيش الاجباري وفتيات عربيات تتطوعن لتخدمن في هذا الجيش؟!

هادي زاهر

على (ضوء) تطوع فتاة عربية للخدمة في الجيش والخبر عن افتتاح مركز لفتيات عربيات درزيات درزيات مهمتهن تبيض وجه إسرائيل بودي ان أقف عند هاتين الحالتين، قبل ان اناقش الفتاه بودي أن اسأل: هل إسرائيل تعلم بان وجهها اسودً؟ وهل مهمتنا في الحياة هو أن نكون خدامًا على كافة الأصعدة؟!  وكانت (القيادات) قد عارضت الخدمة المدنية للفتيات ولكنا لاذت بالصمت، وربما ساهمت في تسهيل هذه الهمة سرًا مقابل الامتيازات التي تحظى بها، والله اعلم. 

واضح بان الانسياب المنفلت مع المؤسسة الإسرائيلية يقود إلى مكان يصعب الرجع منه، المؤسسة بدورها عملت بمختلف الأساليب على إبقاءنا بسطاء وفقراء لتضمن ارتباطنا بها، ويبدو إنها نجحت إلى حد بعيد، ويترجم ذلك بالتنكر للانتماء، والقبول بكل ما تقوم به السلطة حتى بلغ بالبعض ان يرى فيها مثله الأعلى، خاصة، في ظل خنوع الكثير من الحكام العرب للإرادة الامريكية وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بدون أي ثمن بالمقابل، ليأتي الجواب على لسان البعض: " وهل مطلوب مني ان أكون مخلصا أكثر من أصحاب القضية" 

وفي ظل الواقع المتدحرج من الطبيعي إن يكون مقابله تدحرج اخر يصيبنا في الصميم ويقودنا إلى الهاوية، منها انضمام شابة عربية أخرى للخدمة في الجيش، ننوه بان هناك فتيات عربيات وصلت واحدة منهم إلى درجة "عقيد "وأخرى إلى درجة "عميد" وهنا لا يمكن اعتبار ذلك امرًا شخصيًا لان له انعكاساته على العامة ويضرب قيمنا في الصميم و"انت حر ما لم تضر". 

المطلوب التحرك قبل ان تفلت الأمور من ايادينا، علينا ان نضع خلافاتنا على الرف ونعالج الأمور، بعقل وهداية.. علينا ان نفكر بأبعاد أي خطوة نقوم بها، وقبل ان يقول واحدنا: "يا ريت أطول اكواعي اقرقطها". 

وإزاء تطوع الشابة نشير إلى ما كنا قد نشرناه الأسبوع الماضي عبر وسائل التواصل عن شابة يهودية عملاقة، بخُلقها ومستواها، تدعى "هيلل رابين" رفضت الخدمة الاجبارية، سجنت ثلاث مرات وبقيت على موقفها. في ظل هكذا إصرار تُرفع إلى اعلى لتكون قمرًا اخر يجاور القمر.

وقد قالت في مقابلة صحفية مع التلفزيون التربوي " وهي منشوره في موقع "סרבנית " في "الفيسبوك" وهو موقع خاص بالشباب والشابات اليهود الرافضين للخدمة لأسباب ضميرية: 

"إني ارفض الحرب أيا كان، ورسالتي هي انارة الطريق أمام جيل الشباب، أدرك تماما بان من يعيش في الأراضي المحتلة يعاني من القمع والتمييز والسحق، وفي ظل هكذا وضع يرفض ضميري الاستجابة لهذه الخدمة"

 وهكذا فان فتاة يهودية ترفض الخدمة في الجيش الاجباري معتبرة بان هذا الجيش يرتكب الجرائم، في حين ان هناك من بيننا من يشعر بالفخر بهذه الخدمة، ويتجند تطوعًا؟!! مؤسف جدا ان يقع البعض في هذا الغور.

اننا نتوجه إلى هذه الفتاة كي تعيد حساباتها وذويها، اختي.. بل ابنتي العزيزة إن مكانك في المعاهد العليا بين الرفوف الدفاتر والكتب وليس في إطار يبيح لنفسه سلب أملاك الاخرين، ان اناملك خلقت لتمسكي اليراع لتكتبي قصيدة من شعر، او لترسمي لوحة فنية تترجمين من خلالها احاسيسك وتعبرين عن ذاتك ولترسمين لوحة فنية أخرى تصفين بها جمال الحياة من مختلف الجهات، لا لتمسكين الذخيرة، أدرك تمامًا بانك لن تذهبين إلى ساحة الحرب، ولكن ايًا كانت فعالياتك هناك هي خدمة للمحتل ومساهمة في جرائمه سوآء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر.. هي خدمة للظالم، هي خدمة لمن يقلع أشجار الزيتون التي باركها الله.. هي خدمة لمن صادر لذويك الأرض.. هي خدمة لمن يعتدي على المقدسات ويحرق البشر.. هي خدمة لمن يحتقرك ولا يعتبرك مواطنة كاملة الحقوق كما جاء في قانون القومية.

ابنتي العزيزة.. وقد يكون هذا الحديث غريبًا عنك، وربما لم تسمعي بمثله ولكن يجدر بك ان تفكري به، إني أتمنى لك من قحط قلبي، كل الخير والمستقبل زاهر في ظل أجواء صحية، أجواء من الاخوة والمحبة، بعيدًا عن الاحتلال والهدم والدم.

ابنتي العزيزة.. مجالات أخرى كثيرة مفتوحة امامك كي تسمقي.. بل كي تحلقي بحرية في الفضاء الرحيب، وتغردي مع العصافير، لا يجوز ان ترى هذا الواقع فتاة يهودية اباها كان ضابطا في سلاح الدبابات وامها ضابطة في سلاح العمليات، كما أفادت عبر المقابلة التي أجريت معا، راجعي المقابلة التي اشرت إليه، عل ذلك ينير امامك الطريق ويُحدث استدارة في موقفك.،