إلى روح السيدة الفاضلة تمام سلباق – الدّر (أم رياض)، عميدة العمل الاجتماعي

أكتب هذه الكلمات وعيوني تقطر دموعا وحسرة لرحيل السيدة أم رياض، صاحبة الرسالة وحاملة أمانة العمل الاجتماعي، فأوصلت الرسالة وأدت الأمانة. أعطت وأسدت فكانت تعطي لأطفالنا وأبنائنا في "مؤسسات جودت النشاشيبي"، بلا منّة ومعتبرة ما تقوم به واجب تجاه الأجيال القادمة، كانت تعطي وكان يسعدها العطاء.

عرفنا أم رياض فخورة بما تقوم به، لأنها كانت مقتنعة وراضية بما تفعله، وكانت جهودها مثمرة جدا في مجال العمل الاجتماعي وكانت مثالا للعاملة الاجتماعية الجادة والمثابرة ونموذجا للإنسان المخلص الوفيّ للمؤسسة وأبنائها، عرفناها بانسانيتها المعهودة وإصرارها وتمسكها بوجهة نظرها التي فتحت من خلالها أمام أبنائنا الأبواب، أبواب المستقبل فأصبح بعضهم أكاديميا ناجحا، وبعضهم صاحب مهنة شريفة وبعضهم تاجرا قديرا وبعضهم موظفا في مكاتب مختلفة يشار لها بالبنان.

وبفضل المؤسسة ورؤيتها، وبفضل أم رياض وحكمتها وغيرتها وملاحقتها ودعمها، حولّت أبناءنا إلى أشخاص مستقلّين في آرائهم ونشاطهم وقراراتهم.

وكونها مركز العمل الاجتماعي في المؤسسة، وبمهاراتها المهنية وبإيمانها بالعمل الجماعي المنظم وبكفاءاتها وأفكارها دفعت أبناءنا في المؤسسة نحو التحدي بشكل مستمر فمنحتهم الثقة، وحقّق أبناؤنا أهدافهم بالرغم من صعوبة ظروفهم فأصبحوا يتمتّعون بمعنويات عالية أتاحت لهم التعامل بعقلانية مع أي ظرف وتحمّل المسؤولية مما ساهم في نجاحهم.

ما يعزّينا برحيل أم رياض، السيدة الفاضلة تمام سلباق – الدر، أنها تركت وراءها الخلف الطيّب، فإلى نجلها رياض وكريمتيها إيمان وجمان وإلى الأحفاد الأعزّاء مصابكم بفقيدتكم/ فقيدتنا جلل واعلموا أن مصابكم هو مصاب المئات من خريجي المؤسسة.

إنّ أمثال أم رياض صاحبة القلب الكبير، لا يموتون. إنهم ينزرعون في قلوب أبنائنا ذكرى عطرة ومثالا يحتذى به، وستبقى أم رياض حيّة في ذاكرتهم وذاكرتنا. فارقدي بسلام وانعمي بجنّات الخلد مع الملائكة.

إشارة: السيدة تمام الدّر عملت في مؤسسات جودت النشاشيبي لأكثر من ربع قرن، عاملة اجتماعية ومركزة العمل الاجتماعي وخرّجت المئات من الطلاب أصحاب الاحتياجات الخاصة ولها الفضل الكبير في ذلك، كما حصلت على شهادة العاملة الاجتماعية المتفوقة من وزارة الرفاه الاجتماعي.

أبناء المرحوم جودت النشاشيبي وطاقم العاملين في المؤسسة

عنهم: إبراهيم جودت النشاشيبي