[x] اغلاق
براد بيت.. قفزات مبعثرة نحو النجومية!
15/2/2010 20:02

"إذا أردت أن تنجح فاحلم بالمستحيل".. عبارة قالها والت ديزني، ويؤمن بها النجم الأمريكي براد بيت، ومن هنا تمكن من كتابة قصة نجاح، يُعدها بعض المتابعين الأشهر في هوليوود، في خلال السنوات الأخيرة، وفي الوقت نفسه يقابلها بشخصية إنسان بسيط، يحب العيش بخصوصية، بعيدا عن الأضواء، والضوضاء.

وعلى الرغم من وسامته اللافتة، فإنه يرفض أن يكون أسيرا لها، معتمدا على موهبته وتقمصه لأدوار مختلفة، استطاع التميز فيها، وإثبات جدارته، بتوليفة متنوعة من الأدوار المركبة والصعبة التي كانت سببًا في تألقه.

إلا أنه يؤخذ عليه اختياراته التي لم تكن صائبة دائما، فهو ليس ممن يحسبون خطواتهم، أو يخططون قبل اتخاذ قراراتهم الفنية، ما جعل من اختياراته قفزات مبعثرة وغير منتظمة، بين الصعود والهبوط، أو بين البراعة والجمود، فتشعر به مشتتًا بين أدوار يؤديها بجودة هائلة، وأخرى شاحبة يفقد فيها ملامحه تماما!

حاز براد بيت -البالغ من العمر 46 عامًا- لقب أكثر رجال العالم جاذبية بناءً على استفتاء مجلة people الأمريكية عام 1995، وتكرر اختياره مرة أخرى عام 1997، كما لقبه جمهوره من السيدات بمعشوق النساء، الأمر الذي يثير سخريته أحيانا.

في الآونة الأخيرة طاردته -وشريكة حياته أنجلينا جولي- عديد من الشائعات حول انفصالهما، إلا أنهما حاولا إثبات عكس ذلك، بحضور المناسبات العامة والفعاليات الرياضية أمام الرأي العام الأمريكي لنفي ذلك، بل وذهبا إلى مدى أبعد من ذلك، عندما هددا بمقاضاة كل من يروج لها.

على أعتاب هوليوود

وُلد ويليام برادلي بيت في الـ 18 من ديسمبر/كانون الأول 1963 بمدينة شاني بولاية أوكلاهوما الأمريكية، ونشأ في مدينة سبيرنجفيلد بولاية ميسوري؛ حيث كان يعمل والده مديرا في إحدى شركات النقل، التي التحق فيها بيت بمدرسته الثانوية، وبدأ التعبير عن طاقاته من خلال الاشتراك في الأنشطة الرياضية بالمدرسة.

وفي جامعة Missouri درس الصحافة، وتخصص في دراسة الإعلان، وشارك في تقديم بعض العروض التلفزيونية، وترك دراسته الجامعية قبل التخرج بوقت قصير، بعد أن سيطر عليه حلم الشهرة والتمثيل.

بعدها انتقل إلى لوس أنجلوس بـ 325 دولارا، وهو كل ما كان يتحصل عليه في ذلك الوقت للالتحاق بدروس التمثيل بأحد المعاهد، واضطر وقتها للعمل في أعمال بسيطة كنادل وسائق ليموزين لنقل فنانات الاستعراض، إلى أن أسند له دور صغير في المسلسل الأمريكي الشهير Dallas عام 1987.

وفي نفس العام قدم فيلم No Man،s Land؛ حيث لمس مخرج الفيلم بيتر وارنر موهبته، وحاول أن يضعه على أول طريق النجومية، وظهر بيت في العام نفسه بوجه بوليسي جاد ظهر في مسلسل 21 Jump Street؛ وأسهم بعدها في عدد من الأدوار التلفزيونية الصغيرة التي لم تجد أي صدى.

إلا أن تلك الأدوار كانت سببًا في وصوله لأعتاب استديوهات هوليوود بفيلم The Dark Side of the Sun عام 1988، وكانت أولى بطولاته المطلقة، إلا أن الفيلم ظلّ حبيسًا بسبب اندلاع الحرب الكرواتية ولم يخرج للنور إلا عام 1997، وفي عام 1989 ظهر بيت بوجهين مختلفين، فأبلى بلاءً حسنًا في الأداء الكوميدي فيلم Happy Together ثم شارك فيلم الرعب Cutting Class.

وبفيلم Thelma & Louise عام 1991 تحول بيت لنجم من نجوم هوليوود، وعلى الرغم من قلة مساحة دوره في الفيلم، فإنه استطاع لفت الأنظار إليه ليبدأ مشوارا من الدفاع عن أولى خطوات نجاحه وسط عمالقة من نجوم السينما الأمريكية، ليتحول من ممثل لا يتعدى ظهوره على الشاشة ربع الساعة، إلى نجم من أبرز نجوم أمريكا.

وقد حاول بيت استغلال النجاح الذي وصل له في Thelma & Louise فقدم فيلم Across the Tracks في نفس العام ثم فيلم Johnny Suede الذي وصل لمستوى نجاح الفيلم الأول من العام.

وقد اعتمدت هذه الأفلام على وسامة النجم الشاب في المقام الأول، دون النظر لموهبته وتميز أدائه. واستكمل هذه الأفلام بـ cool world، contact، A River Runs Through it، Kalifornia

معاناة من الوسامة

على قدر ما ساعدته وسامته في لفت الأنظار إليه، فإنه عانى كثيرًا في كشف موهبته الحقيقية التي لم يلتفت إليها كثير من الناس، وظل حبيس تلك النظرة التي رآها تقتل حلمه وموهبته، فواجهها بالأداء الرومانسي البارع في True Romance عام 1993.

وجاء عام 1994 كعلامة فارقة في مسيرته الفنية، إذ طرق أبواب النجومية بأدوار الأكشن والغموض فيلم Interview with the Vampire، واستطاع الظهور بوضوح بين نجمين لامعين من جيله هما أنتونيو بانديراس وتوم كروز، كما قدم فيلم Legends of the Fall.

وفي عام 1995 كان لفيلم seven مع النجم مورجان فريمان دور كبير في اكتشاف موهبة بيت من جديد، إذ حصل فيه على جائزة أحسن أداء، وفي نفس العام قدم فيلم 12 Monkeys الذي حصل بدوره على جائزة الجولدن جلوب، كما تم ترشيحه لجائزة الأوسكار.

وشهدت تلك الفترة حالة من الارتباك والتوتر في مشوار بيت الفني، فتراجع قليلا مع دور قصير فيلم Sleepers عام 1996، وفي عام 1997 قدم فيلم The Devil،s Own؛ حيث شاركه البطولة هاريسون فورد، ما وضعه في مقارنة جدية كانت بالطبع في صالح الأخير، كما ظهر بيت في العام نفسه في Seven Years in Tibet، وفي عام 1998 قدم Meet Joe Black، ثم Fight Club، Being John Malkovich.

الطريق إلى الجوائز

بداية من الألفية الثانية اتخذ أداء بيت طابعا خاصا، وبدءًا من فيلم Spy Gameعام 2001 من إخراج توني سكوت، استحق أن يقف في مصاف نجوم الصف الأول، ويضاهي اسمه عمالقة نجوم هوليوود، دون أن يؤثر ذلك سلبًا على أدائه في الفيلم.

وفي 2001 قدم فيلم Ocean،s Eleven المقتبس من فيلم تم إنتاجه عام 1960 من بطولة فرانك سيناترا، وشاركه البطولة النجم جورج كلوني وأخرجه ستيفن سودبيرج، وحقق نجاحًا ملحوظًا فكان الجزء الأول من سلسلة أفلام ثلاثية؛ حيث تم إنتاج فيلمي Ocean،s Twelve 2004 وOcean،s Thirteen 2007، لكنهما لم يحققا نفس النجاح الذي حققه الجزء الأول.

وفي 2004 قفز براد قفزة أخرى -لتثبيت خطواته بين نجوم هوليوود- بفيلم Troy المقتبس عن أسطورة الإلياذة، وحصل الفيلم على 3 جوائز وتم ترشيحه لـ 18 جائزة أخرى منها ترشيحه لجائزة الأوسكار، وجائزة MTV أفضل ممثل فيلم قتالي مناصفة مع إيريك بانا الذي شاركه بطولة الفيلم.

وفي عام 2007 قدم فيلم The Assassination of Jesse James by the Coward Robert Ford عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب رون هانسن عن قصة حقيقية في أواخر القرن التاسع عشر عن حياة أحد أكثر المجرمين الأمريكيون شهرة، وهو جيسي جيمس، واغتياله بواسطة أحد أعضاء عصابته روبرت فورد.

وفي 2008 كتب دليل عبقريته الفنية في تقديمه دور بنيامين بوتون فيلم The Curious Case of Benjamin Button‏ الذي فاز بأكثر من ترشيح للأوسكار، منها جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل ممثل لبراد بيت، واستطاع من خلاله إقناع المشاهد بواقعية الخيال في رجل لا ينمو، ويعود به الزمن إلى الوراء.

وفي عام 2009 قدم براد فيلم Inglourious Basterds الذي يختلف شكلًا ومضمونًا عن سابقه، على الرغم من عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، فرآه النقاد مفرغًا من التعابير الدرامية، وبالتالي ظهر فيه دون ملامح لتنهال عليه عديد من الانتقادات اللاذعة.

أخيرا تزوج بيت من النجمة أنجلينا جولي، وذلك بعد انتهائهما من فيلم Mr & Mrs Smith عام 2005، وله منها ستة أطفال: ثلاثة طبيعيون هم: شيلوه وفيفيان ونوكس، وثلاثة بالتبني هم: مادوكس تشيفن من كمبوديا، وباكس ثين من فيتنام، وزهراء من إثيوبيا.. الذين نسبتهم جولي لبراد قبل إعلان زواجهما، وهو زواج مثير للجدل.