[x] اغلاق
أن تكون أعمى لخمس دقائق فقط
18/2/2010 17:12

أحالت محكمة جنايات الإسماعيلية بمصر امس أوراق مواطن بالإسماعيلية إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لاخذ رايه فى اعدامه لإدانته بقتل جاره وزوجته بسبب مشاجرة نشبت بينهم بسبب دجاجة.

فقد قررت المحكمة برئاسة المستشار أحمد محمد الجنزوري إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لإقدامه على قتل جاره محمد محمد عبدالعزيز - 58 عاما - وزوجته سماح عثمان محمود - 58 عاما - مستخدما سلاح آلي غير مرخص كان بحوزته خلال تشاجرهم حول دجاجة هربت إلى منزل المتهم وخلال مطالبة المجني عليه بالدجاجة، نشب خلاف بينهم فأطلق عددا من الرصاصات من سلاحه أدت إلى مصرع المجني عليه على الفور وإصابة زوجته بإصابات خطيرة توفيت على اثرها خلال علاجها بمستشفى الإسماعيلية العام، وإصابة أحد أقارب الزوجة محمد عثمان - 27 عاما - بإصابات خطيرة بالقدم اليسرى.

وكانت المحكمة قد تلقت تقريرا طبيا من الإدارة العامة للمجالس النفسية بالطب الشرعي تفيد بعدم وجود أي مرض عقلي للمتهم، وأن حالته النفسية مستقرة، مما حدا بالمحكمة لإصدار حكمها بإحالة أوراقه إلى المفتفي ليلة من الليال
مطلع قصيدة صوفية
وعلى مدخل شقتي
انقطع تيار الكهرباء
ظلام دامس يخيم على الشقق
وأصوات تتعالى في كل مكان
راشدين وأطفال ، نساء ورجال

فتحت الباب بعد أن تحسست مقبضه
دخلت الشقة " ظلامها دامس"
وما هي إلا دقائق معدودة حتى عاد التيار
زوجتي على سريرها كبًـلها الخوف من الظلمة
الولدان نائمان مبتسمان لأحلامهما المجنونة

باغتتني فكرة جميلة
أن أكون أعمى لخمس دقائق فقط و لكل يوم
تحمست للفكرة
وفي صباح اليوم التالي
تركاني طفلاي بعد أن شربا الحليب وأنصرفا لمدارسهم
أوصلت امهما لعملها
ذهبت لعملي وبعد إنتهاء المراجعين

لم يكن أحد يراقبني
أغمضت عيني ونهضت من مكاني
لأغلق الباب
بعد مشقة وصلت
وأثناء عودتي كسرت طاولة الشاي
على مكتبي أوراق ألمسها
فاذكر أن هناك ورقة إعتماد
والأخرى توصية
والثالثة برقية عزاء
والرابعة تهنئة بالعام الجديد
تداخلت كل الأوراق
ولا أنسى قلماً أخاله يراقبني
رنة الجوال وحدها المسيطر على ردهات الأدراج
تتبعت صوت الجوال حتى ذهب صداه
من المُتصل؟ أول الأسئلة





في اليوم التالي
ذهبت للحديقة وجلست وحيداً أغمضت عيني
بدأت أصوات الأطفال تتكاثر من حولي
يلعبون ويلعبون
إنشغلت بزقزقة عصفور قريباً جداً
وجريدة أعد أوراقها ذهاباً وإياباً
برائحة زهرة تبعث فيني الرضا
أضنها نرجس
ما لون النرجس ؟

في اليوم الثالث
أردت إنهاء التجربة وإختزال مشهدين
أخذت سائقاً يوصلني
ركبت في المقعد الخلفي

مغمضاً عيني ونظارة سوداء تُخفي معالمي
بدأت التجربة
أخذني في كل الإتجاهات
توقف " للإشارة "
وأخرى" للبقالة "
والثالثة لكبير سن يعبر الطريق
أكثرت عليه الأسئلة
في النهاية توقف
سألته " إشارة "
قال وبكل ملل
" بيــت "

كنت قد أبلغت زوجتي بالتجربة
دخلت البيت عصراً
بعد مغامرة صعدت ودخلت
إصطدمتُ بزوجتي
تحسست معالم وجهها
فكانت تبتسم إبتسامة تعجب
ويدها على محيط خصرها
تنتظر أن أفتح عيني لأراها
قبلت جبينها تتدلى منه خصلة غجرية فاتنة
كسرت ما عزمت عليه نفسي
جلست ولازلت مغمضاً عيني
أسمع صوت التلفاز لقناة إخبارية
إنتخابات ، إنقلابات ، إغتيالات ، مجاعات
حمدت الله لأني لا أرى

يــنسف كل ما سبق رائحة زكية تداعب أنفاسي
عطر حبيبتي الأخاذ
وكأس عصير بارد
وضعته في يميني
جلست بجواري
أسألها عن الأولاد
فإذ بأصواتهم المُتداخلة في عشوائية جميلة
قبلتهم شككت في عددهم
إختفت أصواتهم
على وجهي علامة إستفهام كبيرة ؟
رنين ضحكة زوجتي يغزو مسمعي
لم أستطع كبح جماح جفني
ذهبت لغرفتهم
كان الثالث صديقهم محمد " إبن الجيران "
تذكرت قول المصطفى " من إبتليته في حبيبتيه فصبر ليس له جزاءً إلا الجنة "

كل المشاهد أعلاه في خمس دقائق فقط
فما حال أعمى التعصب لعرق أو لون أو رأي ومذهب كل حياته