[x] اغلاق
موجات من الاستحسان العشقي
24/6/2021 11:56

من زمن البدايات

موجات من الاستحسان العشقي

بقلم: مارون سامي عزّام

يعيش بعض الشّبّان حالات عشق افتراضيّة، آملين أن يسعف النّصيب حظّهم المتعثّر، يبحثون بين أكوام الفُرَص، عن بذرة إعجاب، يستطيعون منها إطلاق مفرقعات التفاؤل والأمل والسعادة، في أرجاء الانفراج، كي يرتشفوا رشفة استحسان، تُرطّب مشاعرهم الجوفيّة، إذ يُرسلون شارات استحسان إلى الفتيات، لعلّ تهب عليهن رياح اللين، فتعلو موجات التكهّنات. 

هناك موجة "حب التملك"، يحاول بعض الشّبّان امتلاك قلب أي فتاة عنوةً، يستعمل كافّة أساليب التحايل عليها، يحاول إخضاعها له، كي يسيطر على مسار تفكيرها... وكأنّها مجرّدة من حقها الأساسي بقبول ذلك الشّاب أو رفضه لأسبابها الشّخصيّة، فيبدأ بالضّغط عليها، بوسائل الوساطة الخارجيّة، يحاول أن يعتصر أحاسيسها، فتَهرُب من محاولة استحواذه عليها... تقوم بتهريب دوافعها إلى منطقة آمنة، متهرّبة من إلحاحه عليها، ولا تعُد توليه أي لفتة اهتمام، أو طرفة إعجاب، إلى أن يفصِل تيّار تفكيره بها.

موجة "التّروّي"، وهي الأكثر شيوعًا بين الشّاب والفتاة، فبعد أن يَعرِض عليها اقتراحه بالتّعرُّف إليها، بطريقة لائقة عير مستفزّة، غير مندفعة، فيها احترام لها، وبالأخص لرأيها ولحريّة اختيارها، ساعتئذ تأخذ هذه الفتاة عرضه بعين الاعتبار، وتُحيطه باهتمامها، وتستخدم وسائل التّقصّي عن الشّاب، كي تُكَوّن عنه فكرة أوليّة، إنّما دون التزام أو قَيد، فعناصر التّوافق، كالتفاهُم، التأقلم واستوعاب عقلية الأخر، يجب أن تكتمل كلّها.  

هناك موجة قويّة، ذبذباتها الأكثر انتشارًا بين جيل الشّباب، وهي موجة "خيبة الأمل" التي يصاب بها العديد من المعجبين الواثقين من شخصيّتهم "المميّزة والخارقة"!! التي يتحلّون بها، أي يعتبرون نَفْسَهُم "لُقطَة"، كما نسمّيها في لغتنا الدّارجة... فهؤلاء يصابون بحالة من القنوط أو يشعرون أن قوّة سِحر كلماتهم الجاذبة للفتيات، لم يعُد لها تأثير عليهنّ، فينسحب هؤلاء المعجبين من باحة النّصيب لفترة طويلة، ويقومون بعمليّة تدوير لشخصيّاتهم التي ما زالت تعاني من متلازمة المراهَقة، لعلّهم يستطيعون إدراك فشلهم، فيتداركون الوقوع فرائسًا لخيبات الأمل.

إنّ الأصداء الاجتماعية لكل موجة من هذه الموجات، بإمكانها أن تُعيد الشّبّان إلى منطقة وعيهم التي أهملوها، لانعزالهم عن الأمر الواقع، الذي يُحتّم على بعضهم تجنّب الأسلوب الاعتباطي، يتوجّب عليهم تغيير تفكيرهم التقليدي. على الشّبّان التغلّب على مداهمات اليأس لنفسياتهم، من أجل أن يستطيعوا العودة إلى محيط تعقُّلهم، دون خسائر معنويّة.