[x] اغلاق
مَتى سَنُعلِنُ ميلادَ حُبِّنا؟!
13/1/2022 8:56

مَتى سَنُعلِنُ ميلادَ حُبِّنا؟!

بقلم: مارون سامي عزّام

مضت ليلة الميلاد دون أن نعلن ميلاد حبنا، دون أن ندع الطفل يسوع يباركه، كيف سيباركه، إذا لم نباركه نحن أوّلاً؟!! عام آخر مضى، عند انتصاف الليل استقبلنا مع العلم عامًا جديدًا، كم تمنيت يا حبيبتي أن نكلل رأس هذه السنة بإكليل غار حبنا، لكن نحن يا حبيبتي مثل الغريبين، قدرنا أن نلتقي في مسارين متوازيين لا يلتقيان أبدًا، فدعيني أذكِّركِ بنهار الاحتفال الكبير بميلاد المخلِّص... عندما دخلتُ الكنيسة صباح الميلاد المجيد، وجدتك جالسة على المقعد، رتّلنا تراتيل الميلاد المجيدة بحرارة، لكنك لم تلتفتي إلي، وعند انتهاء القداس الاحتفالي، خرجتُ إلى باحة الكنيسة، كنت مرتدية معطفك الأحمر الذي لفَّ ملابسك الاحتفالية، ورحتِ توزّعين تهانيكِ بحلول العيد لجميع من صادفك أو عايدك في الباحة الرّحبة، مثل "بابا نويل"، اشتهيتُ أيضًا أن تعايدني كالآخرين بمعايدة "ميلاد مجيد" التقليديّة!! عند وصولي البيت، عايدت الأهل والأقارب، أمّا أنتِ، فبقيتِ تلازمينني في الجانب الآخر من مسار يومي الاحتفالي، وهنا بدأت أتذكّر لحظة مروركِ بجانبي، تذكّرت أيضًا سطوع نجم المعرفة في رحاب حُب استطلاعي، الذي أخبرني عن أجواء الميلاد في بيتكِ، واهتمامك الخاص بتزيين الشجرة على ذوقكِ المميّز، بأبهى زينة وأروع إضاءة، هذه التفاصيل البسيطة، أوحَت لي شخصيًّا، أنّك تؤمنين بهذه التقاليد الميلاديّة، وتكرّسين لها وقتًا يسيرًا. أنا لن أنسى الأمر المدهش الذي حصل معي في ذلك الصباح المبارك، وهو ظهورك في رؤيا على هيئة ملاك، تُبشّرينني أن طفل حُبّنا سيولد قريبًا في مغارتنا... فهل ستتحقق هذه الرؤيا، لنعلن أخيرًا ميلاد حُبِّنا؟!، أم يا تُرى سيولد باردًا، من حوله رعاة نصيبي، ينفحون الدّفْء في تفاصيل قصّتي. سأبقى منتصبًا في مكاني، مزيّنًا كشجرة الميلاد، بمؤثّرات ضوئيّة، ترتعش طهارةً، لأنّه لا بُدّ أن يغمرنا ذات يوم ميلاد حبّنا، بكنوز السعادة والهناء، مثلما غمر ميلاد الطفل يسوع، العالم بكنوز الخلاص، المحبة والسلام.