[x] اغلاق
السّيجارة الالكترونيّة سُمّ قاتل ايضًا
9/8/2022 6:19
السّيجارة الالكترونيّة سُمّ قاتل ايضًا زهير دعيم يحلو لي في كُلِّ مساء أن أجلسَ على شرفة بيتي المتواضع المُطلّة على الشّارع العامّ ، استمع احيانًا الى ترنيمة ، أو أكتب قصيدة أو نجوى أو قصة ، أو اطالع مقالًا أو روايةً ، وأحيانًا أهيم بالسّماء فأروح أناجي خالقها الجميل . ولا يمرّ مساء متقدّم أو متأخّر ، حتى يمرّ من تحت شرفة بيتي كوكبة من الشبيبة الصغار، بل قل من الصّبيان والتي لم تتفتّح أزهارها بعد ، يحمل أفرادها أو جلّهم سجائر إلكترونيّة ينفثون دخانها بشغف، وكأنّهم قبضوا على أعناق الأحلام ومرابع الأيام. فينقبض قلبي ... كيف لا ؟!! وهو يعشق الحياة ، ويمقت كلّ ظلٍّ أو خيال ظلٍّ يُعكّر صفو هذه الحياة ، فكثيرًا ما كتبت وتفوهّت ضدّ السيجارة التبغيّة العاديّة ، وحاولت جاهدًا أن اثنيَ الكثيرين وخاصّةً أحد ابنائي الذي تعاطاها ، الى أن نجحت فصفقتُ فرحًا . وجاءت ميلاد هذه السيجارة ، فولدت في الصّين وترعرعت ونمت وراحت تنتقل وتحجّ الى كلّ البلدان حتى وصلت اقاصي الدُّنيا ، فانبهر بها الشباب وعشقتها الصّبايا ، فغدت امنية وحُلمًا وقصيدة أمل ! لم يرق لي الأمر كما لم يرق لكثيرين من الأهل الذين يعلمون - وقد لا يعلمون - أنّ صغارهم يتعاطونها . فدخلت موقع عمو جوجل لأجد أنّها لا تقلّ ضررًا عن السيجارة التبغيّة ، فقد تُسبّب مرض السّرطان وقد تضرّ بجهاز التنفّس وتدعو الكثير من الأمراض لزيارة الأجساد ، فالنيكوتين فيها يسرح ويمرح ويزرع الحنايا والخبايا ضررًا وأذىً . قال لي أحدهم : انّها أخفّ ضررًا يا أستاذ ، فدخانها لا يؤذيك أنت الجالس على شرفة بيتك، بل وحتى قبالتي حتى ولو كنت في متنزّه ، بل أنك لا تشمّ كما السيجارة العاديّة رائحة التبغ ، فضحكتُ قائلًا : اذا كانت السيجارة العاديّة مُصيبتيْن يا هذا ، فالإلكترونية في احلى الحالات مصيبة تسرق الفرحة والصّحة وأحيانًا الحياة . للأسف أقول ايضًا : لقد أضحت هذه السّجائر موضة وظاهرة يتباهى بها طلّابنا وشبيبتنا ، وهم بعد في عمر الرّياحين والزُّهور... موضة تجرفهم الى حضنها المخمليّ !!! ثمّ تروح وتقنعهم أنّها للحضارة عنوان وللرُّقيّ مظهر جميل . حان الوقت أن يلتفت الآباء والمُربّون الى هذه الظّاهرة المقيتة ، فيجتثونها من أصولها تارةً بالإقناع ، وطورًا بالمحاضرات والتوعية، وأُخرى بالتأديب لو لزم الأمر. أتُراني سأردُّ الى قطيعي الجميل بعد هذه اللفتة الصادرة من القلب بعضًا من الخِراف الضّالّة ؟ لعلّ وعسى !