[x] اغلاق
بكم ابيع نفسي لأرضي الآخرين!؟
11/8/2022 10:11

بكم ابيع نفسي لأرضي الآخرين!؟

محمد صبح

أفتح صدري للعالم,
يدخل الحُبّ و الصِعاب و الأزمات و الخوف
ولأنني أُحبّكِ يصعُب علىَّ تخيّل وجود ثغرة دامية في صميمِ قلبينا؛.
إن الأيام تكالبت علينا، 
هذا ما يحدث عندما نُحاول أن نُرمم الحقيقة بيدٍ متهالكة،
يدي متهالكة و أحبائي على الجانبِ الآخر يخيطون الانتظار
 و يدفعون الأيام بالتي هي أحسن و أنا أكلم الله عن التعب بين مفاصلي 
تدفعنا الظروف الصعبة إلى التفكير الواقعي، وغالبا ما يقترن هذا التفكير بالمادة بأشكالها، بدءا من تغييرات طفيفة في المبادئ، وانتهاء بالانسلاخ عنها مقابل المال.
 
في اللحظة تلك، تبدأ عواصف اللوم، إن كانت خارجية فالأمر سهل، أما إن كانت داخلية فهي تهدد السلام الداخلي، وتجعلنا خصوما أمام أنفسنا، والنهاية هزيمة محتمة، كائنا من يكون المنتصر، فانتصارك على نفسك هزيمة، مهما حاول مدربو الحياة إقناعك بعكس ذلك.
 
أما إن كانت عواصف اللوم تلك خارجية، فتجدنا نتجرأ ونقول: لنبتعد عن التفكير العاطفي، أحيانا نذهب أبعد، فنقول: بعيدا عن العواطف.
ثم تجري الأمور كما يشتهي الواحد منا، ويرضخ الطرف الآخر، ويشعر بالعار والسفاهة، ويكاد يعتذر، عن تفكيره العاطفي البعيد عن الواقع واشتراطاته.
تستطيع بهذه الجملة إغلاق أكبر فم، تستطيع بها تولي قيادة الحديث، والجلوس على مقعد الموبِّخ والمنظّر، وستحظى لحظةَ إتمامك إياها بتصفيق الجميع بمن في ذلك خصومك، الذين سيعدلون آراءهم فورا، ويتبعونك ويقولون: أكيد لا نقصد التفكير العاطفي! 
 
أوف!
هل تخلينا عن أنفسنا بهذه السهولة! هل تمكنت منا الحياة، حتى بلغنا هذا المبلغ من الجرأة على أنقى صفاتنا فجعلنا العواطف منقصة! 
ما الواحد منا دون عواطفه؟
هل أصبحنا نسعى إلى أن نكون روبوتات بلا عواطف، ولا تفكير عاطفي، لأن الواقع أصبح مجنونا إلى هذا الحد؟
لمَ لا نغير مقتضيات هذا الواقع، عوض أن نغير هويتنا الحسية؟
كل هذه الأسئلة، تطفئها عبارة واحدة، ليس لأنها صحيحة، بل لأنها معجِزة، وقاسية، وحقيقية، وواقعية أكثر من اللازم:
التفكير العاطفي، يمنحك شعورا بإنسانيتك، لكنه لا يمنحك خبزا في آخر الشهر.
ويحدث ذلك، لأننا وجدنا أنفسنا فجأة داخل نظام لا يعنيه من أنت، بل يعنيه بكم أنت.