[x] اغلاق
سيرة حُبّي النّاصعَة بقلم: مارون سامي عزّام
31/8/2022 16:54

سيرة حُبّي النّاصعَة

بقلم: مارون سامي عزّام

أحاول السير على دربها ببطء، لئلاّ أنزلِق على جليد التفاهم الهش، الذي يكسو طبقة علاقتنا غير الواضحة، ربّما ألمح عند ضفّة تقديرها الشخصي، أزهار الود ترنو إلي لأقطفها، لذا ارتأيت أن ألتزم بروح سيرة حبّي النّاصعة، المبنيّة من فقرات حياتيّة خالية كُلِّيًّا من المزايدات المكروهة... تحتوي على إيضاحات هامّة لمفهومي الشخصي لخبايا الحب، كتَبْتُها تماشيًا مع تغيّرات العصر. ضَجِرتُ من محافل الحب الخاوية، المليئة بالتنهّدات والآهات، أحاول أن أكُون نشيطًا بحراك التّوافق الصّريح، كما تنُص سيرة حبي الشفّافة، وذلك لأن نصوصها صادقة، هوامشها الرّزانة، ولن أخرُج عن إطارها. سيرة حبّي فيها ومضات عشقيّة بيضاء... بريقها حقيقي غير مغشوش، يسطع دائمًا عفّةً وبراءةً، لم تلوّثها يومًا دعسات الخصام أو التّجريح. إذا تخلَّيتُ لبضع لحظات عن سيرة حُبي، ستجرفني غريزة أشواقي إلى مطارح حبٍّ وهمية، لا أسيطر عليها!!... عندها ستصحبني إلى أماكن وعُود مخيفة، يتربّص بها شيطان الخداع، الذي سيستدرجني نحوه، كي يُوقعني في مطب الخطيئة، ليسحب منّي بخفّته، حمايتي الشّديدة لسيرتي، فأتنازل عنها، كي يُحرّف فحواها كما يحلُو له...!! كلّما أشعُر بحرَج معيّن، ألجأ إلى سيرة حبي النّاصعة، التي كلّما قرأتها، أشعُر بأن نسمات الرّاحة، تهبّ نحوي، تهدّئ توتّري العالي... تمنّيت أن أمنح تلك الفتاة حق الاطّلاع على سيرتي، لكنّني أخاف أن يلطّخها ذهول نظراتها، من قوّة معانيها، فتُعيدها إليّ شِبه ممزّقة، فتلك الفتاة تفكيرها المحدود، لا يمكن أن يستوعب فحوى هذا الرّقي، فهي اعتادت على مستوى شعبي بسيط من المشاعر. فتحتُ نافذة التّوقّعات، فدخلت منها رياح الغموض، حاملة كُتَل الشّك والحيرة، محاولةً خطف سيرة حبّي النّاصعَة منّي، لكن سرعان ما خبّأتها بين أوراق حكمتي، التي كانت موضوعةً على طاولة مكتبي، مغلقًا النافذة بسرعة، وعُدْتُ للجلوس إليه، مُراجعًا تفاصيل سيرتي العفيفة، متعمِّقًا في كلماتها، لربّما يوجد فيها تلميحات خطيرة، تُحرّض أصحاب الفِكر الرّجعي... ربّما النّص يحمل معاني مزدوجة، يحتاج لرقيب، كي يُصحّح الاعوجاج التعبيري... ربّما سيرتي تحمل بواطن شخصيّة، دون انتباهٍ منّي!!... لكن هذه كلّها نتيجة هواجسي الداخليّة. استيقظتْ مخيّلتي من نومها في تلك الليلة، تريد أن تأخذني رغمًا عنّي لملاقاة الفتاة دون أي تحضير... دون إشعارات مُسبقة، أو دلائل منها، فجأة سمعتُ صوت هدير مطحنة الواقع الكبيرة، يوقظني من هذا التصوّر الخيالي، المليء بالجرأة غير المألوفة، ومنعني من الإقدام عليه، فإن درجة سطوع سيرة حبّي العالية، أقوى بدرجات من جمال تلك الفتاة، واستطاع تقديري أن يستثنيها، وبقيتُ على التزامي بمضمون سيرتي...!!