[x] اغلاق
عادل خطيب ورسائل لم تُقرَأ
23/9/2022 9:38

عادل خطيب ورسائل لم تُقرَأ

بقلم: زايد صالح خنيفس

التاريخ 2019/12/4، المكان أمتار من دوّار عين عافية، عند الخط الفاصل بين بلدة عبلين وشفاعمرو، عُثِرَ على جثّة الشّاب اليافع عادل أشرف خطيب، ابن السابعة عشر ربيعًا. ساعات عصيبة مرت على مدينتي ومجتمعٍ برمّته، لفظاعة جريمة القتل، بسكّين حادٍ، جهّزها المجرم السّفّاح لتنفيذ جريمته. على بُعد أمتار من الجريمة، أقيمت حديقة للأطفال، تحمل اسم عادل، لتكون عبرة ورسالة، بأن العنف كُفر في كتُب الإنسانيّة، ومن يخطف روحًا، كأنّه هزّ عرش الله في ملكه، والتاريخ 2022/9/21، عند بداية المساء، هاتفني صديق وأخبرني عن حادث إطلاق نار، على سيدة تواجدت مع طفليها، في حديقة عادل خطيب... ...لا يفهم الفاعل الرسائل الأولى، وعقله لا يستوعب أحرف الإنسانيّة، فكل ما يفهمه حفنة من المال، وُضعت بجيبه، ليُنفّذ فعلته الدنيئة في السيدة. إلى أين وصلت إنسانيتكم؟!!... إلى حد أن البعض تمادى في إطلاق النار على سيدة أمام أولادها؟!! ومهما كانت القصة وتفاصيلها... ألا تعلمون بأن هذه الحديقة يؤم إليها عشرات الأطفال الصغار الأبرياء، الذين يفتشون عن ساحة ولعبة تدور بهم. أين وصل البعض بتفكيرهم، لاعتقادنا أنّنا نشهد بداية نهاية العالم، قبل القيامة الحتميّة. إنه الحضيض والغضب الإلهي الذي لن يترك من محى ابتسامة طفل عن وجهه، وأبرياء كانوا في طريقهم إلى حديقة عادل، الذي اغتالته سكّينة حاقدة، انتزعته من حديقة الدنيا. طفل شد بيد أمّه لتأخذه إلى حديقة قريبة، ليلهو قليلًا، لقضاء بضع ساعات، ليعود لبيته مع فرح الحياة، فعوض أن يحلم بمدرسته، كي يعود إليها صباحًا، طُبَع في ذاكرته، مشهدًا عنيفًا، وصراخ أطفال كانوا ساعتها يلعبون على لعبة تلف بهم دورة الدنيا، أليس من حق أطفالنا أن يلامسوا نسمات طفولتهم؟!!... ألا يحق للأم أن ترى بعيون حنانها طفلها يعدُو على العشب الأخضر؟!! ماذا أصاب الأمّة؟!!... ماذا دهانا؟!!... هل فقدنا عقولنا ومشاعرنا الإنسانيّة من أجل حفنة مال، تتناثر مع أول هبّة ريح، وهل نحن أمام خريف الحياة، تتساقط أوراقنا ويتساقط معها أطفالنا، قبل ربيع آتٍ؟!!