[x] اغلاق
الحب في حالة طوارئ!!
4/10/2022 8:58
الحب في حالة طوارئ!! بقلم: مارُون سامي عزّام بداية علاقة الحب بين أي شخصين، دائمًا تسير بحذر على خيط رفيع من الأمل، خوفًا من أن تتهاوى نحو الفشل خلال ثواني، أي لا يمكننا أن نضمن استمراريّتها، لرُبّما أحد الطّرفَين، يعتبر الحب هوايته، والمشاعر حضانة لمزاجه، أما التّعلّق بحبال الصّبر والانتظار والتّمهُّل، فهذا خارج حساباته! بل يَحمِل هذه العلاقة كلعبة، ليضربها لاحقًا بحائط هروبه، فتتفكّك بسرعة، ويدخل الحب في حالة طوارئ قسريّة!! في بعض الأحيان هناك شبّان يتجنّبون الاقتراب من زهرة الإعجاب التي ستُبرعم حبًّا يومًا ما، فهُم لا يستنشقون إلّا عِطر رهبتها... يعتبرونها أقحوان العذاب، التي تبعث في نفسيّتهم التّحفُّظ حتّى من التعبير عن آرائهم، فَقَدُوا طموحهم بظهور رؤيا حب واعد. هناك قسم من الشّبّان، يبحثون عن حبٍّ فوريّ... أحاسيسهم "تغلي ولهًا"، لحظات الصدفة عابرة لمجال تفكيرهم، ولكن بعد فترة نجدهم بالكاد يتذكّرون تفاصيل العلاقة!! قصص الحُب الحقيقيّة تتعثّر أحيانًا، تؤدّي إلى إنهاء العلاقة، نتيجة تضارب فكري عارِض، أو نتيجة تصرّفٍ طائشٍ من أحد الطّرَفَين، بحيث تتطلَّب عمليّة دفِع قويّة، لإخراجهما من حفرة أزمتهما التي حفراها بمعوَلَي عنادهما، يحملان رزمتان واهيتان من التبريرات... يتباهيان بها أمام مرآة كبريائهما، يرفضان أن يُحَكِّما حاضنة التّروّي قبل اتّخاذهما قرارهما النّهائي، فيبتعد طائر الودّ عن الطرفين، ويُعلّقان حالتهما على لوحة انتظار قُدوم "نجدة التعقُّل"، القادرة على إزالة دخان التّوتّر عن أجوائهما، ليُعيدا تأهيل علاقتهما، وإلغاء حالة الطّوارئ!! ابتعدوا أيّها الشّبان عن كهف الغموض، المليء بخفافيش الشّكوك، اقتربوا من منطقة الوضوح، منزوعة الغش، تسلّحوا ببنادق الجدية، المحشوّة برصاصات الوفاء الحقيقيّة، التي تستطيع قتل الغراميّات الجانبيّة، ساعتئذ تتأكد الفتيات من حصولكم على شهادة الإخلاص، التي ستفتح أمامكم بوابة الثّقة على مصراعيها، تؤهّلكم الدّخول في تجربة حب جديدة. تعاملوا أيها الشباب مع الحب بصورة مبتكرة، بعيدًا عن روتين الوساطة غير المضمون، ابتكروا بنية تعارف قائمة على التّجاذب البطيء والمدروس، شريطة أن تضعوا هذه العلاقة في منطقة التعارف الآمنة، التي قد تكُون نقطة انطلاق نحو علاقة جديَّة، خالية من وشوشة بعض الحاسدين، لذا أضيئوا فيكم أنتم جانبكم المشرق بالتفاؤل، تأقلموا مع وضعكم الجديد. هذا العصر يريد من بعض الشّبّان أن يَخْرجوا من حالة الانغلاق السّلوكي الطّارئ، غير المحبّذ، الذي فرضوه على أنفسهم، وأن ينبذوا كل التقاليد الاجتماعيّة القديمة، التي جعلتهم يُسلِّمون أمرهم لإحدى قريباتهم، لتبحث لهم عن فتاة تناسبهم، نسَوا هؤلاء الشّبّان أنهم في زمن تنوُّر عقول الفتيات، اللواتي أخرجن تفكيرهن من علبة العزلة، انفتحن في سن المراهقة المبكّر على عالم التواصل ومشتقّاته!! قسم كبير من الفتيات تخلّين عن أناقتهنّ التقليديّة، وتعلّقن بـ Trend، (موضة)، الترويج لجمالهن عبر الإنستغرام... أو يستغلّلن منصّة الفيسبوك، كغرفة تجميل "لوجههن الثقافي الشّاحب"، يستخدمن مساحيق العبارات، فيُلمِّعن فِكرهنَّ المعرفيّ، ليستطعن "جَلْب النّصيب" بسهولة تامّة!... رغم أن بعضهنّ يجهلنّ أن هناك شبّان أذكياء، غير غافلين عن ألاعيبهنّ، فما عليكم إلّا أن تشدّوا أنتم أيضًا عزيمتكم، ولا تدَعوا هذه الترّهات تغرّكم! واعملوا على ترقية نهجكم العشقي، لتُخرِجوا الحب من حالة الطّوارئ، وهو سيُضيئ دربكم بالآمال.