توائم تهريب النطف...متى يفهم العالم الفلسطيني؟

الإعلامي/ أحمد حازم

لم أتفق مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كثير من الأمور السياسية، لكني أتفقت معه في قوله "نحن شعب الجبارين". وأنا على يفين لو أن شعباً آخر حل به ما حل بالشعب الفلسطيني عام  1948 (النكبة) لما نهض ثانية، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة منذ بداية النكبة حتى الآن.

تعلمنا في السابق وجود نوعين من الدراسة الجامعية: دوام في الجامعة أو بالمراسلة. لكن الفلسطيني لم يكتف فقط بنوع "المراسلة" التعليمية، بل حولها إلى "الحمل" عن بعد عن طريق "مراسلة" من نوع خاص جداً بالفلسطيني المسجون.

هذا النوع يسمى في قاموس الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي "الحمل عن طريق التهريب". الحديث لا يدور عن تهريب أموال، بل من خلال تهريب "نطفة". طريقة ابتكرها الفلسطيني المعتقل المحكوم سنوات طويلة في سجون الاحتلال ليبقى التكاثر الفلسطيني. فالنطفة التي تخرج من جسم قاوم المحتل ستتكون فيما بعد الى كائن يسير على خطى صاحب النطفة.  طريقة يتحدى بها المعتقل سجانه الإسرائيلي.

يقبع في سجون الاحتلال 4900 أسير فلسطيني منهم 559 محكوم عليهم بالسجن المؤبد و400 أسير يقبعون في الأسر منذ عشرين عاما وأكثر. الحكم المؤبد لن يكون نهاية العالم، ولن يوقف الحياة. هذا هو التفكير السائد لدى الأسرى بشكل عام، والدليل على صحة ذلك قول أحدهم:" سننجب الأطفال وتستمر حياتنا على الرغم من أنف الاحتلال." ولكن كيف سيتم إنجاب أطفال بين زوج محكوم بالمؤبد؟ الفلسطيني يصنع المعجزات، لكن العالم لا يريد أن يفهم.

في العام2012 بدأت أولى عمليات تهريب النطف وأنجبت ازواج الأسرى 118 طفلا بعد 78 عملية تهريب. هؤلاء أطفال تهريب النطف. صحيح أن ذلك تم بفضل تقدم العلم وتطور الطب في عمليات زراعة النطف، لكن ذلك يتم في ظروف عادية. الظروف التي يمر بها السجين الفلسطيني هي غير عادية والسجان لا يسمح بذلك ولا يرحم من يفعل ذلك. فلا يوجد طريقة للإنجاب أمام الفلسطيني المحكوم سوى اللجوء إلى طريقة تهريب النطف وزرعها في الرحم الفلسطيني.

أربعة توائم، ثلاثة ذكور وأنثى: نجاح، ريان، ركان وعبد الرحمن رأوا نور الحياة عن طريق تهريب النطف، لأب معتقل في سجن "نفحة" الصحراوي منذ أكثر من 15 عاماً. رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة غولدا مائير، قالت ذات يوم:" كلما يولد طفل فلسطيني لا يغمض لي جفن"، فماذا كانت ستقول لو بقيت على قيد الحياة وسمعت عن ولادة أربعة توائم وليس فقط طفلاً واحدا؟ 

وأخيراً...

السلطات القضائية ترفض تقديم لائحة اتهام ضد الشرطي اليهودي قاتل الشاب الكناوي خير الدين حمدان، لكنها تقدم لوائح اتهام ضد عربي بحوزته سكين صغيرة. هذه دولة قانون القومية العنصري.