[x] اغلاق
أزمـة عشق مُفتَعَلَة!!
22/8/2023 11:46

أزمـة عشق مُفتَعَلَة!!

بقلم: مارون سامي عزام

سيدة تفتح لجمالها أرقى أبواب الأناقة، تقصد الإيقاع بي في شبكة تواصلها العشقي، النّساء الخبيرات بالتقصّي الدقيق عن أي تأشيرة أنثويّة غريبة تظهر على رادار رقابتهنَّ! راقبنها جيدًا وأدركن أنها بلا ضوابط، عرفن أنها تحاول جاهدةً لفت انتباهي لها ولو بطرف عَيْني. لشدّة سخافتها أخبرتهن عبر مجموعتها على الواتس أب عن نيّتها، لا تَعْلَم أنّني غير مُندفع نحوها، وغير مُتلهِّف لأكْسِرَ جدار فضولي بالتَّعرُّف إليها!! 

تدَّعي أني أتابع وتيرة استحداثات منشوراتها، والشيء الأغرب ما سمعته على لسان الأخريات؛ أنّي طلبت من أحد أصدقائي أن يعلّق تعليقات مسيئة لسمعتها على صور أزيائها المثيرة التي تعرِضها على صفحتها، هذا هراء وتجنٍّ لا أقبله، فيه استحواذ مَرَضي يتملَّك حالتها النّفسيَّة، كي تُشعِل فتيل الفتنة بيني وبين من حولي، لتُخرِّب عليّ منظومة حياتي اليوميَّة المرتَّبة التي أحافظ عليها من تلوُّث الشّائعات.    

أتمنى أن تمزِّق شبكة افتراءاتها التي ألقتها في بحر صمتي لتصطادني، تصرفاتها غير عادية، بداخلها حراكٌ نفسي يحرّضها على أذيَّة الآخرين، وللأسف إنها لا تحب أن تراهم مرتاحين في بيوت السعادة، تسعى لدب الخلاف بين العشاق عمدًا لأنها عاشت طفولة مُقموعة الحنان، لا تُقدِّر عواقب أعمالها المختلّة والتي ستعُود عليها بوابل من السُّخط... 

أريدها أن تعطيني بطاقة استرحام، حتّى تعفيني من حُكم استلطافي لها الذي أصدَرَتهُ عليّ غيابيًّا! تأبى الاختلاء مع نفسها لتُلغي قرار "حكمها"، فما تطلبه منّي غير معقول. الحب لا يؤخذ من الآخر عنوةً، ولست متّهمًا في محكمة الأحوال الشخصيَّة لتطالبني بحقوقها، هي من اختلقت هذا المأزق غير المفهوم، أثارت أزمة حب أحاديَّة الجانب، لا تمتَّني بأي صلة، وعليها إنهاءها. 

أرجو أن تحلّني من حَبْلِ وجودها في حياتي الذي لفّته حول عنقي، علَّقَتني رغمًا عنّي على مشنقة استحواذها الجنوني، سيطرتْ على دروب تَملُّصي منها، تهدّدني إذا لم أتماشَ مع مخطّطها العشقي الأحادي، ستشنق مصيرها، ليتها تفعل ذلك، لأتّكئ على وسادة راحة البال، لتقُل أنّي تحايلت عليها، فلن أطالبها بالتّشهير بي، أنا صراحةً أُشْفِقُ عليها لأنها امرأة مصدومة، ثُم من المستحيل أن أخدع مشاعري ذات يوم.

فهمتُ أنّها تعيش حالة انفصال عن واقعها الشّاحب الذي ترفض التأقلم معه، تعاني من حالة انفصام سلوكيّ منذ أيّام المراهقة التي تدفعها بشكل فجائي للسّيطرة خفيّةً على مشاعر أي شخص يعجبها، تتخيل أنها في شهر عسل جديد مع حب نقي، يجهلها!!... بالنسبة لي هي أثر تاريخي، معروض في متحف النسيان، أصبح ملكًا لسلطة آثار الأوهام.

نَسَبَت إليّ شبهات عشقيَّة وهميَّة أمام الملأ، لتُثبت لهُم أنها "ضحيّة ملاحقتي" لها، لم يُصدِّقوا كلامها!! لأنّي بريء منها... لا تريد الاعتراف أن نشاطها العشقي المشبوه قد يسيء لمفهوم العلاقة الطبيعيّة بين أي عاشقَين. بعد فَشَل جولاتها البائسة، أحْرَقَت ورقة رهانها عليّ بشرارة استيائها منّي، لأني لم أُبدِ تجاوبًا معها. بعد هذه الضجّة، أصبحتْ هذه السيِّدة خبرًا جانبيًا في صحيفة الذكريات الصفراء. هذا الحب الذي لفَّقته لي دار منذ البداية دورته خارج مدار الحقيقة، وأعتبره فصلًا آخرَ من فصول أزماتها العشقيّة المفتعلة!!