[x] اغلاق
الأسعار في حرب
16/10/2023 7:53

   الأسعار في حرب 

                        زهير دعيم

في هذه الظروف القاسية  ، حيث الدم يسيل هنا وينزف هناك في غزة وفي الشّمال ، وحيث الصغار  والكبار يعانون ويتألمون ، والإنسانية تئنّ وتتوجّع ، وحيث الترمّل واليُتم يرفعان رأسيهما ؛ في هذا الظّرف التراجيدي المؤلم ، هناك من يستغل هذه الظروف الموجعة ، والتي لا نعرف الى اين هي ذاهبة ،   لكي ما يعبّئون جيوبهم بالشواقل ، فيرفعون الأسعار دون سببٍ في شبكاتهم وحوانيتهم ، وكان بهم بالأحرى أن يشعروا ويحسّوا ويتأنّسوا مع الشعب ، فهناك من هذا الشعب  مَنْ توقّف عن العمل وهناك من بات يشعر أن جيبه بات فارغًا أو يكاد .

  وسؤالي هو : أين الإنسانية  لدى هؤلاء ؟ 

أين الرّحمة وأين الشّعور مع الغير ؟ 

 هل أضحى الشاقل هو هو المعبود وبيت القصيد ؟ 

 قبل  ان تبدأ  هذه الحرب  المقيتة ، كان يصلني من الكثير من الشبكات الغذائية الكبرى في المنطقة  مرتين في الأسبوع اعلانًا وبالخط العريض يناديني للتمتّع بالتخفيضات " מבצעים"   وكانوا يتنافسون في هذه المهرجانات وبالطبع كانوا يربحون .

 فماذا جرى يا تُرى  ولمَ انقضى كلّ شيء ، علمًا ان الشّعب البسيط ملأ الشبكات والحوانيت التجارية  الكبيرة ،   لدرجة انّك لم تعد تجد مكانًا لركن سيارتك في مرآبهم  ، ولم تعد تجد عربة تجرّها في حانوتهم ،  في حين كانت تنام هناك هذه العربات بالعشرات والمئات ، فقد تدفّق البشر والخوف يسكنهم وراحوا يملؤون السلال بالخضروات التي حلّق سعرها وبالمواد الغذائية التي طار ثمنها ، يملؤون دون أن يسألوا عن السّعر فالظرف شرس . 

 نعم قهقه أصحاب هذه الشركات وحذفوا عنصر التنافس من قاموسهم ،  وعلّقوا مهرجانات التخفيضات الأسبوعية او النصف أسبوعية الى اجل غير مُسمّى  ، بل وأكثر من ذلك فراحوا يرفعون الأسعار بلا سبب ، وكلّ همّهم في هذا الظرف الموجع والمؤلم والمخيف هو ملأ الجيوب بالشواقل والعملة الخضراء من جيوب الفقراء والبسطاء الخائفين ، وهم يقولون :  ورائي الطوفان. 

 

 وليس هناك من يقول لهم : حرام 

 كان بهم  أن يرحموا كي يرحمهم  الله.. ناسين قول السماء : 

" لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ، لأنه أمّا أن يبغض الواحد ويحب الأخر أو يلازم الواحد ويحتقر الأخَر.  لا تقدرون أن تخدموا الله والمال.